سياسية

معارضة يهودية لبناء مسجد بنيويورك

أعلنت منظمة يهودية في الولايات المتحدة معارضتها لاقتراح بناء مسجد ومركز إسلامي على بعد أمتار مما يعرف بـ”الموقع صفر”، الذي كان يضم مركز التجارة العالمي الذي استهدفته هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. يأتي ذلك بعد أن بدا أن مسؤولين أميركيين يدعمون خطط بناء المسج
وقالت منظمة "رابطة مكافحة التشهير" اليهودية إن من شأن بناء ذلك المسجد في هذا الموقع خاصة أن "يؤدي إلى نتائج عكسية في عملية الشفاء"، في إشارة إلى مشاعر عائلات قتلى الهجمات. وأكدت المنظمة على ضرورة التأكد من مصادر تمويل البناء.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن المنظمة اليهودية قولها إنها ترفض اتهامها بأنها تعارض بناء هذا المعلم الإسلامي على أساس التعصب الأعمى، وأضافت أنها تعترف بالحق القانوني لمن يقفون خلف المشروع في أن يقيموا بناءهم في مكان "الموقع صفر"، وذلك في إشارة إلى "مبادرة قرطبة" التي طرحت المشروع.

لكن المنظمة اليهودية استدركت بالقول إن "بعض الأسئلة القانونية ظهرت" بشأن التمويل ووجود روابط محتملة مع "جماعات تتعارض أيديولوجياتها مع قيمنا (الأميركية) المشتركة". وقالت المنظمة في بيان "في النهاية ليست هذه مسألة حقوق، بل مسألة: ما هو الحق".

وأضاف البيان "في رأينا، بناء مركز إسلامي في ظل مركز التجارة العالمي يسبب مزيدا من الألم لبعض الضحايا، دون داع، وهذا ليس أمرا صائبا".

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن قرار منظمة "رابطة مكافحة التشهير" المعارضة للاقتراح أثار ردود فعل غاضبة من مجموعات دينية قالت إن على البلاد أن تظهر تسامحها وقيمها عبر الترحيب ببناء المسجد والمركز قرب الموقع.

وأضافت الصحيفة أن التحرك غير المتوقع من المنظمة اليهودية قد يشكل نقطة تحول في المعركة القائمة حول المشروع. وأشارت إلى أن المسؤولين الأميركيين يبدون جاهزين للمصادقة على خطط المشروع الذي سيضم بناء مجمع من 15 طابقا وسيضم مصلى ومركزا للفنون ومسبحا ومطعما.

وذكرت نيويورك تايمز أن من يدعمون المشروع يرون أنه يهدف إلى تضييق الانقسام بين المسلمين وغير المسلمين وليس توسيعه.

وتشهد الولايات المتحدة جدلا بشأن بناء ما بات يعرف باسم "بيت قرطبة" الذي تنوي منظمة أميركية مسلمة بناءه في نيويورك. وشارك سياسيون مشهورون في الجدل الدائر من أمثال سارة بيلين المرشحة الجمهورية لمنصب نائبة الرئيس في انتخابات 2008، وكذلك الناطق السابق باسم مجلس الشيوخ الأميركي نيوت غينغريتش.

وقالت بيلين إن بناء المعلم الإسلامي "يمثل طعنة في قلوب عائلات ضحايا" هجمات سبتمبر/أيلول، وتساءلت عن تمويل المشروع، وقالت إن الإمام فيصل عبد الرؤوف زعيم مبادرة قرطبة يدعم حركة حماس "الإرهابية التي تعتزم تدمير حليفتنا إسرائيل"، مشيرة إلى أنه يستفز حكومة إسرائيل لدوره في تسيير قوافل لكسر الحصار على غزة.

أما غينغريتش فعبر عن سخطه من المشروع بالقول إن اختيار اسم قرطبة يدل على المطامع الإسلامية في غزو العالم الغربي، في إشارة إلى فتح الأندلس. وأصر على أنه لن يقام مسجد قرب مركز التجارة ما دامت لا توجد كنائس أو معابد يهودية في المملكة العربية السعودية.

في المقابل، يؤيد عمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبيرغ بناء المسجد، ويرفض حجج المعارضين بقوله إن مدينته تمثل ما ترمز إليه الولايات المتحدة من انفتاح وتسامح ديني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى