سياسية

نصر الله: دماء الشهداء أسقطت مشاريع التآمر على المنطقة ولن نسمح لأحد في ال

أكد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أن الحرب على المقاومة بدأت بعد فشل الحرب العسكرية ومحاولات التشويه من بوابة جديدة هي بوابة المحكمة الدولية إلا أن المقاومة لن تقبل ان يتم
التعامل معها على أنها متهمة داعياً في نفس الوقت إلى التعامل بجدية مع ملف شهود الزور وكشف من ضلل التحقيق في جريمة اغتيال رفيق الحريري والتدقيق في ملف لجنة التحقيق الدولية التي ثبت أنها مخترقة ومسيسة وتجري تحقيقا غير مهني لا يؤدي إلى الوصول إلى الحقيقة وتحقيق العدالة.

وقال السيد نصر الله في كلمة له خلال التكريم المركزي الأول لأبناء شهداء المقاومة أمس إن أبناء المقاومة اللبنانية الذين قدموا أغلى ما عندهم من آباء وأبناء ونساء وأطفال لن يسمحوا لصغير ولا لكبير في هذا العالم أن يمس شيئاً من كرامة المقاومة.

وأضاف السيد نصر الله أن المقاومة ليست فقط مشروعاً فكرياً أو ثقافيا ًأو سياسياً بل هي انجاز ممزوج بالدماء والعرق والدموع والتضحيات وأن المقاومة التي قدمنا في طريقها ومن أجل أهدافها أغلى ما عندنا هي أغلى ما عندنا.

ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن الشهداء هم جوهر المقاومة وروحها الصافية وإرادتها الصلبة وعطاؤها الذي لا ينضب وقلبها الذي لا يتعب وأملها المتوهج ونصرها الساطع وبدمائهم أسقطت كل المشاريع الكبرى خلال ثلاثين عاماً والتي كانت تهدد لبنان وفلسطين والمنطقة بأكملها.

وقال السيد نصر الله إن المقاومة أسقطت منذ عام 1982 المشروع الذي كان يحاك ضد لبنان والمنطقة وفي عام 2000 أجهزت على مشروع إسرائيل الكبرى ودقت المسمار الأخير في نعشه عندما فرضت على العدو الإسرائيلي الخروج من لبنان دون قيد أو شرط وفي عام 2006 أسقطت مشروع الشرق الأوسط الجديد والكبير الذي انفقت من أجله مليارات الدولارات وسخرت له أعظم الماكينات السياسية والإعلامية في التاريخ البشري وشنت من أجله حروب في المنطقة على أفغانستان والعراق وهددت دول في المنطقة بالحرب كإيران وسورية وتقاطعت فيه قوى دولية وإقليمية ومحلية.

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن انتصارات المقاومة وإنجازاتها وتضحياتها حجزت لها وللبنان مكاناً متقدماً في المنطقة والعالم وجعلت لبنان يحتل لأول مرة مكانة متقدمة في المعادلة الإقليمية مؤثراً وفاعلاً وليس قابلاً ومتلقياً ومفعولاً به وهذا لم يحصل في نظريات قوة لبنان في ضعفه ولا نتيجة الارتماء في مشاريع الآخرين ولا نتيجة الاستقواء بالآخرين بل بالصمود والتضحيات والانتصارات الكبرى.

وقال السيد نصر الله إن المقاومة لا تخص حزب الله فقط بل كل المقاومين وكل من ساندها وبالاخص سورية وايران وجميع الشرفاء في العالم مستغرباً كيف يدرك أعداء لبنان قيمة المقاومة أكثر من بعض اللبنانيين الذين يتآمرون ويخططون لينتزعوا هذه المقاومة من لبنان بعد أن جعلته عصياً على كل الزلازل والأعاصير التي أتت أو يمكن أن تأتي إلى المنطقة.

وأكد نصر الله أن الاحترام الذي يحظى به لبنان على الساحة الدولية والإقليمية وتقاطر الوفود الدبلوماسية إليه لم يكن ليحصل لولا وجود المقاومة ولولا أن هناك شعباً مقاوماً وإرادة مقاومة لدى الشعب اللبناني فالعالم يعرف جيداً قيمة ما يملكه لبنان وأنه لن يساوم على المقاومة وعلى أن يكون اللبنانيون أصحاب إرادة وشموخ في مواجهة العدو ومن يصنف نفسه في معسكره.

وأوضح السيد نصر الله أن إسرائيل حاولت في حرب تموز عام 2006 سحق المقاومة وليس نزع سلاحها أو طردها من جنوب لبنان أو السيطرة على إمكانياتها لكنها عجزت وتم سحق جبروتها ومشروعها وبعد ذلك كان المشروع واضحا وهو تشويه صورة المقاومة.

وأعلن السيد نصر الله رفض حزب الله لفتح أي قناة للاتصال مع الولايات المتحدة الأمريكية لأنها هي من تدعم إسرائيل وتتبناها وتحميها وتسلحها وتوظفها وهي من قامت بالحرب في تموز أما إسرائيل فهي المنفذة معتبراً أن مشكلة العالم مع حزب الله لا تنطلق من كونه حزباً سياسياً فهو مقبول تماما من هذه الناحية وهناك لقاءات تجمع قيادات في الحزب مع مسؤولين أوروبيين واسيويين وأفارقة وعرب بل إن الحزب هو من يرفض أحياناً لقاء بعض الجهات مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية حاولت في عام 2000 فتح قنوات للاتصال مع الحزب وهو من رفض ذلك وعليها ألا تحاول اليوم لأنها ستقابل بنفس الطريقة.

وتابع الأمين العام لحزب الله إن مشكلة العالم مع الحزب أنه حزب مقاوم ويرفض أن يكون لبنان ضعيفاً أو أن تكون حمايته لوطنه مستعارة كما يرفض أن يأتي أحد في هذا العالم ليفرض عليه شروطاً مذلة ويرفض التسوية الأمريكية الإسرائيلية التي تريد مصادرة الأرض وتحرم ملايين الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم وبيوتهم وحقولهم وأن يعيشوا بكرامة.

وقال السيد نصر الله إن الحزب لن يغير من مبادئه ولذلك فالحرب على المقاومة بأشكالها المختلفة ستستمر وهذا ما أعترف به جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية عندما قال أمام الكونغرس الأمريكي إنه تم إنفاق 500 مليون دولار لتشويه صورة حزب الله ولكن النتيجة كانت الفشل وفي كل استطلاعات الرأي في العالم العربي والإسلامي تكون دائماً المقاومة ورموزها والرؤساء المقاومون في المنطقة في الصفوف الأولى وهذا هو مزاج المنطقة ومناخ شعوبنا وأمتنا.

وأضاف الأمين العام لحزب الله أن إسرائيل مجمعة على أنها هزمت وفشلت في حرب تموز وخاب أملها وهي مجمعة بقدها وقديدها وسياسييها وعسكرييها وأحزابها وإعلامها وحكومتها وكنيسها وصحفها ورجال دينها على ذلك ومع ذلك هناك في المنطقة من يكابر ويرفض الاعتراف بأن المقاومة في لبنان هزمت إسرائيل.

وأكد السيد نصر الله أن الحرب بدأت على المقاومة منذ عام 1982 بكل الوسائل وأنفق من أجل تحقيق ذلك مليارات الدولارات ومازالوا ينفقون ولكن دائماً كانت تأتي النتائج عكسية واليوم يريدون الدخول من باب جديد هو المدعي العام والمحكمة الدولية ليستغلوا قضية شريفة وإنسانية وعاطفية ومجمع عليها لبنانياً وعربياً وإسلامياً وعالمياً وهي قضية اغتيال واستشهاد رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق.

وجدد الأمين العام لحزب الله تأكيد أن تداعيات ونتائج اغتيال الحريري دفع ثمنها كل من في لبنان والمنطقة بنسب متفاوتة والكل يريد معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة وليس العفو ولهذا يجب أن يتعاون اللبنانيون جميعاً وأن يتكاتفوا.

وتساءل السيد نصر الله هل يستطيع اللبنانيون أن يأتمنوا لجنة تحقيق دولية يؤلفها الأمريكيون والحكومة البريطانية ومجموعة من الدول ويؤتى بضباط التحقيق فيها من أجهزة مخابرات على صلة وثيقة بالموساد الإسرائيلي على قضية بهذا المستوى…وهل المسار الذي أخذته لجنة التحقيق منذ البداية وهل سلوك بعض القوى في لبنان يوصل إلى الحقيقة ويؤدي إلى العدالة…مؤكداً أن الجواب لا..وأن لديه شخصياً أدلة وشواهد على ذلك.

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن العدالة مبنية على معرفة الحقيقة وأي شيء مبني على غير الحقيقة هو ظلم وعدوان وهو الاغتيال الثاني للحريري لأنه يضيع القتلة ويعاقب المظلومين وبالتالي فإن المرحلة المهمة والأساسية هي مرحلة معرفة الحقيقة.

وقال السيد نصر الله إن لجنة التحقيق الدولية لم تكن مؤهلة للوصول إلى الحقيقة لأن الحقيقة تحتاج لتحقيق نزيه تقني شفاف علمي وكان يجب أن توضع الفرضيات كلها بدءاً من فرضية من يمكن أن يكون قاتل الرئيس الحريري وفرضية من يملك الدافع وفرضية من يملك المصلحة وفرضية من يملك القدرة ومن يملك الدافع والمصلحة والقدرة.. والعمل على هذه الفرضيات ولكن لجنة التحقيق اتجهت منذ اليوم الأول نحو فرضية واحدة وقامت بتركيب اتهام وحكم وذهبوا يفتشون له عن أدلة وهذا مازال قائماً ومستمراً حتى الآن.

وأضاف السيد نصر الله إنه إذا لم يتم الوصول إلى الحقيقة لن تكون هناك عدالة بل سيكون هناك ظلم ونحن نطالب بالعدالة التي يعاقب من خلالها قتلة الحريري أما ان يعاقب من لم يقتله فهذه قمة الظلم وهنا الجدال والنقاش.

ولفت السيد نصر الله إلى أن هناك موضوعين رئيسيين يشكلان أدلة واضحة على عدم سير التحقيق الدولي في الاتجاه الصحيح هما شهود الزور ومن صنعهم مطالباً المدعي العام للمحكمة بإحضار شهود الزور ومحاكمتهم ومحاسبتهم لأنهم ضللوا التحقيق وخاصة انه ليس هناك نقاش في لبنان أن هؤلاء الشهود كانوا شهود زور فهذه المسألة مؤكدة.

وقال الأمين العام لحزب الله إن شهود الزور أربعة مازال واحد منهم مختبئاً ويكمل اللعبة هو محمد زهير الصديق بينما قام الشهود الثلاثة الآخرون بالاعتراف وقالوا فلان أحضرنا وأعطانا النقود.. فلان أخذنا إلى الشقة الفلانية.. فلان أخبرنا ماذا نقول.. وهؤلاء كلهم لبنانيون كما شارك في فبركة الشهود وتعليمهم بعض ضباط لجنة التحقيق الدولية من الأجانب باعترافات هؤلاء الأشخاص أنفسهم.. إذاً ألا يحق للشعب اللبناني أن يطالب بمحاسبتهم… أليس من اختصاص التحقيق معرفة الحقيقة وأن يرى من ضلل التحقيق… أوليس من طرق معرفة الحقيقة البحث عمن ركب شهود الزور لمعرفة هل له صلة بالقتلة أم لا… وأشار السيد نصر الله إلى أن كل العالم يعمل بهذا الشكل إلا لجنة التحقيق مستغرباً ألا يقوم احد حتى اليوم باستجواب شهود الزور والتحقيق معهم ومعاقبتهم بعد أن ضللوا التحقيق أربع سنوات وتم البناء على اعترافاتهم فهل هذه هي العدالة وهل من يسعى إلى العدالة ويطلب معرفة الحقيقة يقوم بمثل هذا العمل… وأكد الأمين العام لحزب الله أن جميع اللبنانيين يريدون معرفة الحقيقة في اغتيال الحريري وينظرون لهذا الموضوع بعيداً عن الطائفية والحزبية وهناك إجماع وطني حوله فهذه القضية ليست عائلية ولا أحد يطلب من عائلة الحريري أن يتركوا ويتجاهلوا الحقيقة وأن ينسوا هذا الملف وهم لن يفعلوا فالقضية قضية وطن وشعب بأكمله.

وقال السيد نصر الله إنه يجب كشف شهود الزور وبالحد الأدنى طردهم فبعضهم لايزال يعيش على أموال بعض اللبنانيين ومساعداتهم ومازال الذين فبركوا شهود الزور في موضع الرعاية والاهتمام والتبني متسائلاً هل يساعد هذا في الوصول إلى معرفة الحقيقة.

وشدد الأمين العام لحزب الله على أن الحزب يدرك أن هناك مؤامرة كبيرة على لبنان والمقاومة وأنه منفتح على الحوار داخلياً لمواجهتها ولكن ليس على خلفية أن حزب الله متهم ونريد التفتيش عن مخرج أو أن أحد عناصر الحزب متهم ونريد الوصول إلى تسوية لكن على قاعدة أن هناك شيئاً ما يعد للبنان فتعالوا كي نرى كيف سنواجهه معاً وكيف سنتصرف معه معا على مبادئ الحق والقانون والعدل والمسؤولية والمصلحة العامة.

وقال السيد نصر الله هناك من يركب تهمة للمقاومة والذي يقوله الإعلام الإسرائيلي صحيح ومتقاطع مع ما لدى حزب الله من معلومات.. والمعلومات الإسرائيلية من قلب التحقيق ومن قلب المحكمة الدولية ومن قلب مكتب دانيال بلمار مدعي عام المحكمة ونفس المعلومات الإسرائيلية التي بثوها في وسائل الإعلام قبل أيام قالها مسؤولون أمنيون في لبنان وهو أن القرار الظني الأول سيتهم في البداية ثلاثة من عناصر حزب الله والثاني بعد مدة خمسة والثالث سيتهم عشرين والرابع خمسين.

وأوضح الأمين العام لحزب الله أنه منذ مدة خرجت كوندوليزا رايس وقالت للإسرائيليين أن يسكتوا لأنهم يخربون على الأمريكيين في لبنان ويبدو أن الإسرائيليين لم يصغوا إليها وبدؤوا يقولون معلوماتهم والكثير مما قالوه متقاطع مع معلومات حزب الله الذي يبني مواقفه على معلومات وليس على التحليل أو كلام الصحف واعداً بأن يأتي يوم تظهر فيه كل هذه الحقائق.

وطالب نصر الله بتشكيل لجنة لبنانية إما برلمانية أو قضائية أو وزارية أو أمنية أو مختلطة تأتي بشهود الزور ليسألوهم من قال لهم ومن دلهم ومن علمهم ومن فبركهم ومن كان يرسلهم إلى التحقيق وعندما يعودون منه يستمع إلى ما حصل ويزودهم بمعلومات جديدة كي يقولوها مشيراً إلى أن هذا الطرح يشكل بداية جدية وانه ليس شرطاً بل هو تعاون لحماية لبنان والمقاومة داعياً من يريد أن يثبت حرصه على معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة أن يبدأ من هنا.

وطرح الأمين العام لحزب الله عدة تساؤلات على الشعب اللبناني والمسؤولين اللبنانيين يستوضح فيها هل المطالبة بالحقيقة توتر البلد… وهل هؤلاء الشهود أتوا من السماء أم أن هناك من صنعهم… ومن الذي صنعهم… ألا يساعد هذا في معرفة الحقيقة… مبيناً أنه يعرف الأجوبة داعياً اللبنانيين إلى أخذ نداء رئيس الوزراء الأسبق سليم الحص في هيئة الحوار الوطني حول الخطر الذي يداهم لبنان بعين الاعتبار لأنه من الطبيعي عندما يكون هناك من سيعتدى على المقاومة فإنه سيفتح من خلال هذا الاعتداء باب الاعتداء على لبنان.. وعلى مجلس الوزراء أن يتحمل مسؤوليته معرباً عن استعداده للتجاوب مع أي لقاء يدعو إليه الحص وأن الحزب سيتجاوب مع أي آلية تطرح من مجلس الوزراء أو هيئة الحوار الوطني لمناقشة هذا الموضوع لأنه حريص على لبنان والمقاومة.

وأكد نصر الله في ختام كلمته أن حزب الله حريص على لبنان ومنفتح على كل ما يحميه ويحمي المقاومة ويحفظ وحدته وأمنه واستقراره ويريد معرفة الحقيقة وإقامة العدالة ولكنه في نفس الوقت لن يسمح بتشويه المقاومة التي هي أغلى ما لديه وقدم من أجلها اغلى ما عنده وهي أمانة الشهداء ووصيتهم مؤكداً أن الشهداء جددوا وأكدوا مقولة ان إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت.

ودعا نصر الله أبناء الشهداء لمواصلة الطريق الذي سلكه آباؤهم والحفاظ على رسالتهم وتمثل أفكارهم في الدفاع عن وطنهم وكرامته لأن الميزة التي حصلوا عليها كونهم أبناء الشهداء ترتب عليهم مسؤوليات الحفاظ على هذه الميزة عبر العمل المتواصل.

بواسطة
محمد سمير جمعة
المصدر
سانا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى