الأثنين .. أول أيام رمضان المبارك ..
تلقى السيد الرئيس بشار الأسد مساء أمس برقية من القاضي الشرعي الأول بدمشق السيد عادل بندق جاء فيها
تلقى السيد الرئيس بشار الأسد مساء أمس برقية من القاضي الشرعي الأول بدمشق السيد عادل بندق جاء فيها:
يسعدني أن أرفع لسيادتكم أنه تمت عدة شعبان ثلاثين يوماً، لذلك فإن أول شهر رمضان المبارك لعام 1429 هجرية هو يوم الإثنين الموافق لليوم الأول من شهر أيلول لعام 2008 ميلادية.
ولا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أدعو الله العلي القدير أن يمدكم بالقوة والعزيمة وأن يعيد هذا الشهر المبارك على سيادتكم وعلى أفراد أسرتكم الكريمة وعلى الأمة العربية والإسلامية بالخير والبركة وقد تحققت الآمال بالعزة والنصر.
الرئيس الأسد يتلقى برقيات تهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
كما تلقى السيد الرئيس بشار الأسد برقية تهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك من الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف جاء فيها.. يتشرف العالم العربي والإسلامي في هذه الأيام المباركة باستقبال شهر رمضان الكريم بنفحاته القدسية وبأحكامه الشرعية وبآثاره المعنوية والاجتماعية فهو شهر حافل بالعبادات والتقرب إلى الله زلفى وهو شهر له من الخاصية ما يستشعر به كل مسلم فهو من أكثر العبادات وأشدها تأثيراً في حياة الفرد والجماعة لما له من أثر فاعل في تقويم نفس الصائم وتهذيبها لتنسجم شخصيته وتستقيم وتجعله متجاوباً مع مبادئ الحق والفضيلة وهو شهر حافل بالشواهد التي تسمو بالأمة العربية والإسلامية وترقى بها إلى العلا على مر التاريخ.
لأجل هذا كان الصيام من أبرز مظاهر الأمة المسلمة ومجتمعها حين وصفهم الله تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس" وإن لتسمية هذا الشهر صورة حية بقوله عليه الصلاة والسلام "رمضان شهر أمتي" ذلك أنه شهر العفة والقناعة والصبر على الطاعة وهذا ما يفسر قوله تعالى في حديث قدسي "الصوم لي وأنا أجزي به" لما يتقرب به الصائم من ربه وقد ترفع إلى إنسانية لها المثل الأعلى فكان إنسان السمو والكمال والخلود.
إن شهر الصيام شهر الروح في أمة آمنت بربها وامتثلت لأوامر بارئها ووطنت نفسها على التقوى ومكارم الأخلاق.. يدخل المسلم خلال الشهر بدورة متكاملة يتجه فيها إلى نفسه بالتزكية والتهذيب والتوطين على الاستجابة لأوامر الله سبحانه وتعالى ويتجه إلى جوارحه بالتدريب على تطبيق الأوامر الشرعية ليخرج الصائم من رمضان وقد أصبحت له هذه الأخلاق وتلك التصرفات التي يأخذ بها نفسه بمثابة سجايا راسخة في حياته.
إن من نفحات رمضان توثيق عرى المحبة والتعاضد والوحدة بين المسلمين حتى يمثلوا الجسد الواحد في تعاطفهم وتراحمهم .. هذه الوحدة التي يحمل مسؤوليتها كل فرد من أفراد الأمة بمختلف أطيافه وتنوع شرائعه ليس على صعيد التراحم فيما بينهم فقط بل في الحفاظ على أمنهم وأوطانهم وفي مواجهة كل من تسول له نفسه الاعتداء على حق من حقوق الأمة فشهر رمضان إضافة إلى ما يضفيه على النفس الإنسانية من مسحة روحية وتهذيب للنفس وتقوية الإرادة وترقيق للقلب والمشاعر وتنشيط لقوى الخير فإن الله قد حباه بأيام عظيمة ومواقف عز مشرفة ونصر لهذه الأمة وقد توحدت الأرواح والأجساد ففيه موقعة بدر الكبرى المفصل الأكبر في حياة الإسلام وفيه فتح مكة وما يعنيه ذلك من دحر للشرك في جزيرة العرب إلى معركة عين جالوت حيث تخلصت بلاد العرب والمسلمين فيها من شر المغول إلى أول وقفة عز في وجه العدو الصهيوني في حرب تشرين التحريرية التي قادها الرئيس الخالد حافظ الأسد رحمه الله وما تلاها من وقفات عز في العصر الحديث بقيادتكم التاريخية ومواقفكم الإيمانية الشجاعة كان آخرها انتصار المقاومة في جنوب لبنان على هذا العدو الغادر.
إنها لمناسبة مباركة ونحن نستقبل هذا الشهر الكريم الذي اختص الله سبحانه وتعالى به الأمة الإسلامية تعظيماً لشأنها أن نرفع إلى سيادتكم باسمي وباسم السادة العلماء وأرباب الشعائر الدينية والعاملين في وزارة الأوقاف ومؤسساتها أسمى آيات التهاني والتبريك مقرونة بأخلص مشاعر الود والوفاء لقيادتكم الحكيمة ولمسيرتكم الرائدة معاهدين سيادتكم أن تقوم وزارة الأوقاف في هذا الشهر الكريم بدورها في الإرشاد والتوجيه وتثقيف المواطنين بالمعاني السامية لشهر رمضان المبارك بالتراحم فيما بينهم وعطف غنيهم على فقيرهم والإخلاص للوطن والغيرية الحميمة على مصالحه والمحافظة على مقدراته وثرواته والنهوض بها.
سائلين الله سبحانه وتعالى أن يسدد خطاكم لتبقى سورية عصية على أعدائها من خلال وحدتها الوطنية المقدسة والتفاف شعبكم خلف قيادتكم.
كما نسأل العلي القدير أن يحفظكم ويرعاكم ذخراً لشعبكم وأمتكم وأن يعيد هذا الشهر المبارك على سيادتكم وعلى العرب والمسلمين في شتى ديارهم وأقطارهم وهم يرفلون بثياب العزة والكرامة والمجد.
بوركت ياسيادة الرئيس إنجازاتكم المثمرة وبوركت قراراتكم الصائبة وخطواتكم الثابتة ووفقكم الله إلى ما فيه خير أمتنا وشعبنا. "والله معكم ولن يتركم أعمالكم". كما تلقى السيد الرئيس برقية تهنئة بهذه المناسبة المباركة من القاضي محمد الغفري وزير العدل جاء فيها.. بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك يشرفني أن أرفع لسيادتكم باسمي وباسم أعضاء مجلس القضاء الأعلى وقضاة سورية ومحامي الدولة والعاملين في وزارة العدل وإدارة قضايا الدولة أسمى آيات التهنئة والتبريك مقرونة بأصدق مشاعر المحبة والوفاء.
إن مواقفكم الثابتة من القضايا الوطنية والقومية قد أكسبت سورية قوة على قوة وأكدت للعالم كله أن مصير المؤامرات أن تتكسر أمام صمود الشعوب وأن الحق المتمسك به لا يطمس مهما طال الزمن فغدوتم رمزاً للشجاعة والحكمة وغدت سورية بقيادتكم المعبر عن وجدان الإنسان العربي حيث وجد.
إن مجلس القضاء الأعلى وقضاة سورية يتخذون من توجيهاتكم الكريمة دليل عمل ويعاهدونكم على المضي قدماً في العمل الدؤوب ليكون القضاء الملاذ الأمن للجميع.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسدد خطاكم وأن يؤيدكم بنصره وأن يعيد هذه المناسبة المباركة عليكم وعلى عائلتكم الكريمة وعلى أمتنا العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركة وقد حققت على يديكم آمالها وتطلعاتها في استعادة كل شبر سليب من أراضينا ومقدساتنا المحتلة.
وتلقى السيد الرئيس برقية تهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك من المفتى العام للجمهورية رئيس مجلس الافتاء الأعلى الدكتور الشيخ أحمد بدر الدين حسون جاء فيها.. مع فرحة الصائمين بشهر الخير والبركات ونوال القائمين مرضاة رب العباد وسمو ارتقاء أهل الإيمان إلى معارج الكمال ومع إشراقة نور الهداية الذي سمى بأمتنا العربية حاملة للناس أجمعين أشرف رسالة ليكونوا النموذج الحضاري المتألق بإنسانية راقية سطرت عبر قرون وأجيال انصع صفحات العلم والمعرفة والتي مازالت آثارها قائمة وشواهدها حاضرة إبداعاً علمياً وثراء فكرياً ووحدة أمة واستنارة من إشراقات الإيمان خيراً وعطاء ونقاء وهمة وصفاء ينثرون أريج عطر المحبة وشذى نغمات المودة بناء للوطن الغالي وخدمة للإنسان السامي.
الصيام مدرسة رقابة الإنسان على ذاته ومحاسبة النفس على تقصيرها ويوم تصل العبادة إلى هدفها في بناء الصائمين أخلاقيا وروحياً وتربوياً يبني الوطن وتمتلئ ساحاته بالأمن والصحة والسعادة والسلام. فالصيام فيه الصياغة لحياة الإنسان ليكون أقرب وأحب إلى أخيه الإنسان بل ليكون أقرب إلى كل من حوله من الكائنات في حالة من الانسجام والتناغم والتنسيق والتعاون بما يحقق عمارة الأرض وحسن الاستفادة من مواردها ولنسلمها إلى أبنائنا وأحفادنا نقية طاهرة كما سلمها إلينا الأجداد والآباء منيرة مزهرة.
إنها لأيام مباركات ومناسبات روحية غالية على القلوب وكريمة على النفوس أقدم فيها لسيادتكم باسم أبناء سورية العزيزة بكل أطيافها وتنوع شرائحها وباسم السادة علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي والعاملين في ميدان الدعوة والإرشاد والتدريس الديني أسمى وأرق وأعطر وأجمل آيات التهنئة القلبية والروحية والإيمانية حيث يتجلى الله على عباده فيقول.. "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون".
سائلاً المولى عز وجل مباركة جهودكم وأن يحفظكم ربي ويرعاكم وبالحق يؤيدكم وأن يحفظ سورية من كل سوء وأن يجعل الخير والنصر وجمع كلمة الأمة العربية والإسلامية على أياديكم وأن يجعل الصادقين المخلصين أزهار رياض نضرة تحيط بسيادتكم إنه سميع مجيب الدعاء.
ودمتم في آمان الله ورعايته ذخراً وأملاً ورمز عز وكرامة وعطاء لسورية الغالية وللأمة جمعاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته