مقالات وآراء

محمد جابر الانصاري… قاعدة فكرية متينة بقلم ….مأمون شحادة

إشكاليات الفكر العربي كثيرة ومتشعبة، لكن أكثرها موضوعية وعقلانية هي “القاعدة الأنصارية” التي صاغها المفكر العربي الدكتور محمد جابر الأنصاري

موضحاً من خلالها رباعية ازدواجية يعاني منها الفكر العربي، هي: العقل والإيمان، الدين والدولة، النظرة إلى الغرب، والقومية أو اللاقومية. هكذا صاغها الأنصاري في محاضرة أقامتها اللجنة الثقافية في كلية الآداب بجامعة البحرين بعنوان “إشكالات الفكر العربي المعاصر”.
فقاعدة الفكر الأنصاري استطاعت صوغ معادلة تبين من خلالها أرضية نقدية “للذات والواقع والتاريخ” و بقراءة ابستمولوجية (معرفية) واقعية يشَرحُ من خلالها جسم الفكر العربي بعيداً عن الهيام التاريخي والمزاودة، ما يعني أن الأنصاري استطاع أن يرسم معالم الحال العربية ما بين الماضي والحاضر للانطلاق إلى المستقبل.
استوقفتني مقولة للأنصاري، تقول: “إن النهضات الحقيقية في حياة الأمم لا تبدأ إلا بثورة علمية موجهة – قبل كل شيء – إلى فهم الذات(الذات الجماعية للأمة) وإعادة اكتشافها ونقدها؛ وإن العجز عن تحقيق هذه الثورة العلمية النقدية يساوي التخبّط المزمن في المأزق العربي الراهن، حيث يعاني العرب التباساً خطيراً في الوعي بين التصور والواقع، وبين الأيديولوجيا والحقيقة”.
يتضح من تلك المقولة إن لديه نظرة قرائية تربط ما بين الماضي والحاضر بطريقة حضارية لترسم معالم الانطلاق نحو المستقبل وفق شعار “ معركة الحضارة قبل معركة السياسة”، موضحاً أن المجال السياسي يتطلب مجالاً اجتماعياً ذو ثقافة سياسية مبنية على إطلاق الحريات، لأن الأخيرة تمثل حلقة الوصل ما بين أفراد المجتمع الواحد، والتي يستطاع من خلالها بناء العامل الاقتصادي لأن وضعية الأنظمة السياسية لا تقوم إلا على. قاعدةالفعاليةالأقتصادية .
نعود ونقول إن هذا المفكر يتربع على قاعدة فكرية متينة، جذورها عقلانية، وامتدادها واقعي، وأغصانها تحمل ثماراً فكرية ترنو إلى المستقبل، وهذا واضح من خلال كتاباته النقدية، ككتاب “تكوين العرب السياسي ومغزى الدولة القطرية: مدخل إلى إعادة فهم الواقع العربي”، وكتاب “التأزم السياسي عند العرب وسوسيولوجيا الإسلام، مكونات الحالة المزمنة”. نستنتج من ذلك أن مفكرنا يعتمد اعتماداً كلياً على قاعدته الرباعية الأنصارية سابقة الذكر ليبين كينونة التأزم العربي قياساً بتلك القاعدة، ولكن السؤال الذي يتداول أمامنا “حاضراً”: هل صراع الزمن مع الجغرافيا يمثل قاعدة لالتقاء التاريخ بالعصر؟ أم أن كل ما سيكون كان؟

بواسطة
مأمون شحادة
المصدر
زهرة سورية /جلب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى