ثقافة وفن

دمشق القديمة تعيد الألق للموسيقا في عيدها

استضافت حديقة القشلة الكائنة في باب شرقي مساء أمس الدورة السادسة لعيد الموسيقا التي ينظمها المركز الثقافي الفرنسي بدمشق بالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقا وعدد من المؤسسات الثقافية.
وتجمع عدد كبير من الشباب والشابات قبل الحفل وخلاله في الحديقة التي تتوسط عدداً من بيوت دمشق القديمة ليعبروا عن حبهم وشغفهم بالموسيقا.

وقال السفير الفرنسي ايريك شوفالييه خلال الحفل الموسيقي إن العلاقات الثقافية السورية الفرنسية جيدة جداً مثلما هي العلاقات الجيدة سياسياً واقتصادياً التي تجمع البلدين مشيراً إلى أن مثل هذه العلاقات هي التي تربط بين الشعوب وتشكل جسراً للتلاقي على المدى الطويل.

حوار موسيقي سوري فرنسي بين القديم والمعاصر

وأوضح شوفالييه أن المركز الثقافي الفرنسي بدمشق يعمل من خلال هذه الفعالية على توفير فرصة تلاقي الموسيقيين السوريين والفرنسيين سواء على المستوى الكلاسيكي القديم أو المعاصر مبيناً أن المركز يحرص أن تتسم كل الأنشطة والفعاليات التي يقيمها بالتشاركية.

وعبر السفير الفرنسي عن سعادته بهذا الحدث الثقافي الذي يركز على الموسيقا كعنصر يجمع الثقافات جميعها ولاسيما انه يجمع فرقاً موسيقية سورية وفرنسية وغيرها.

أربع مقطوعات تراثية شرقية لـ "أوج"

وتضمن برنامج الحفل تعاقب خمس فرق موسيقية تتمثل أولاها في "أوج" التي تأسست عام 2007 وتتكون من كتلتين أساسيتين الأولى تخت شرقي يضم آلات العود والقانون والكمان الشرقي وإيقاع أول وإيقاع ثاني أما الثانية ثلاثي وتري يضم الآلات كمان وفيولا وكونترباص.

وقدمت أوج أربع مقطوعات موسيقية اتسمت بالطابع التراثي الشرقي إضافة إلى ثلاث أغنيات هي "افرح يا قلبي، أمنلي بيت، يا قصص" قامت بأدائهما هالة أرسلان.

وقال الفنان وسيم مقداد قائد الفرقة في تصريح لوكالة سانا: إن نصف البرنامج الذي تم تقديمه بمناسبة عيد الموسيقا السادس هو من تأليف فرقة أوج أما النصف الثاني فهو مقطوعات وأغان يعرفها الجمهور واخترناها بناء على يقيننا بمحبته لها وبمناسبتها للمكان.

وأوضح مقداد أن الفرقة حرصت على المشاركة للمرة الثانية في عيد الموسيقا لكونه حدثاً يجمع الكثيرين ممن يأتون بهدف التعرف على التجارب الموسيقية الشبابية الجديدة وما حدث من تطور عليها إضافة إلى أنه يجمع أنواعاً موسيقية مختلفة شرقية وغربية.

أغنيات ارتجالية بأساليب الجاز والبوب لـفرقة كيمياء

بينما ضمت الفرقة الثانية "كيمياء" التي تأسست منذ أشهر عدة مغنياً واحداً وآلات الغيتار والناي والبيس غيتار والدرامز والإيقاع حيث قدمت عدة مقطوعات وأغنيات مشغولة بنمط موسيقي ارتجالي مشبع بأساليب الجاز والبوب والكلاسيك.

وقال الفنان هانيبال سعد مؤءسس الفرقة إن أهمية هذا الحدث تكمن في جمعه الموسيقيين الشباب والجمهور في مكان واحد يتعرفون على ما أنجزوه خلال عام كامل كما أن الموسيقا يمكن أن تكون معياراً لحضارة الشعوب وهذه سمة تعود عليها السوريون والدليل النشاطات الموسيقية الكثيرة التي تنشط في شتى المرافق والأماكن.

ولفت سعد إلى أن مثل هذه النشاطات الموسيقية كمشروع موسيقا على الطريق لها دورها في تحسين وتنمية الذائقة الفنية للناس وتعريفهم بأنواع موسيقية مختلفة مستقاة من ثقافات شعوب أخرى.

أنماط موسيقية متعددة تعكس توجهات الشباب

كما قدمت فرقة "طنجرة ضغط" التي تأسست منذ سنتين عدداً من الأغنيات التي تنوعت أنماطها الموسيقية بين الروك والفانك والتكنو عبر آلات "بيس غيتار، بيانو إلكتريك، درامز، غيتار".

وأشار الفنان خالد عمران قائد ومغني الفرقة إلى أن ما قدمته الفرقة هو جهد جميع أفرادها إذ إنهم جميعاً اشتغلوا على التأليف وصياغة المقطوعات الموسيقية والأغاني المؤداة وقال: إن عيد الموسيقا مناسبة ليطلع الناس على أنماط موسيقية متعددة كما يمكن من خلالها معرفة التوجهات الموسيقية للجيل الشاب.

أغنيات على إيقاع الروك والفلامنغو

كما قدمت فرقة "ألف مقصورة" التي تشكلت من طلاب فرنسيين يدرسون اللغة العربية في سورية مجموعة من الأغاني الغربية القديمة التي غلب على أكثرها نمط الروك مستخدمين آلتي الدرامز والغيتار.

واكتمل برنامج الحفل الموسيقي الذي استمر نحو أربع ساعات بفرقة "فلامنكو ونص" التي ضمت مجموعة من الشباب السوريين والإسبان حيث قدمت سبع أغان ومعزوفة واحدة من التراث الإسباني.

قال الفنان سلام الحسن قائد الفرقة إن هذه الفعالية هي المشاركة الأولى للفرقة التي تعتزم القيام بجولة على عدد من المحافظات للتعريف بفن الفلامنكو وتقديمه للجمهور السوري.

وتخللت فقرات الفرق الموسيقية المشاركة في الحفل معزوفات على آلة البيانو قدمت من خلالها الفنانة رؤى مالك مجموعة متنوعة من أجمل أغاني الفنانة فيروز ومقطوعات شرقية أخرى.

يشار إلى أن عيد الموسيقا مفهوم فني ظهر في فرنسا عام 1982 قبل أن يكتسي صبغة دولية ليتم إحياوءه حالياً في نحو مئة دولة عبر العالم ويكون مناسبة للحوار بلغة الموسيقا.

المصدر
الوكالة العربية للأنباء - سانا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى