سياسية

السفير أحمد في اجتماع المندوبين الدائمين الطارئ: العدوان على أسطول الحرية جريمة قرصنة وإرهاب وقتل دولية.

عقد في مقر الجامعة العربية بالقاهرة اليوم اجتماع المندوبين الدائمين الطارئ والتحضيري لاجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سيعقد غداً للبحث في تداعيات جريمة القرصنة الدموية على أسطول الحرية المتجه نحو غزة لكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.
قال السفير يوسف أحمد مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت صباح أمس جريمة قرصنةٍ وإرهابٍ وقتلٍ دولية في عرض المياه الدولية وأمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي ضد ناشطين عزل كانوا يسعون لكسر الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة.

وأضاف أحمد إن العدوان الإسرائيلي الجديد شكل انعكاساً فاضحاً لسياسة ومنهجية حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة القائمة على قناعةٍ كاملة بأن إسرائيل ما زالت وستبقى كياناً فوق القانون الدولي ترتكب ما تشاء من جرائم الحرب والإبادة والقرصنة… تخرق القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان… تهدد الأمن والاستقرار والسلم في المنطقة والعالم… ولكنها في النهاية لا تتعرض لأي شكلٍ من أشكال المساءلة أو المحاسبة.

وشدد السفير أحمد على أن جامعة الدول العربية بما تشكله من مظلةٍ لصناعة وصيانة تنفيذ آلية العمل العربي المشترك تقف اليوم أمام مفترقٍ تاريخي بين أن تصدر بياناً مليئاً بعبارات الشجب والتنديد وبين أن تجعل من هذه الجريمة الإرهابية نقطة تحولٍ جوهري وحقيقي في مسار الصراع العربي الإسرائيلي وفي موقف المجتمع الدولي من هذا الصراع برمته وفي منهج تعامل الأطراف الدولية المعنية مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي… بل وفي احترامنا وتقديسنا لذاتنا وكرامتنا ولمواقف وسياسات دولٍ صديقة كتركيا التي صنعت تحولاً جذرياً في سياساتها الخارجية من أجل دعم الحقوق العربية في الصراع مع العدو الإسرائيلي.

وقال أحمد إن أي موقفٍ نتخذه اليوم للتعامل مع هذا الحدث الذي غيرت أحداثٌ مثله بل وأقل منه مصائر أممٍ وشعوب سيكون محل تقييمٍ من الرأي العام العربي الذي نعلم جميعاً موقفه ونظرته إلى آلية العمل العربي وسيكون محل تقييمٍ وبناءٍ لردود الأفعال من المجتمع الدولي ومن القوى الكبرى والأطراف الدولية التي تدعي أنها معنيةٌ بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكد السفير أحمد أننا في سورية نرى اليوم أن التوصل إلى السلام العادل والشامل قد بات مستحيلاً مع حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة والتي تعكس رأياً عاماً وتوجهاً طاغياً داخل المجتمع الإسرائيلي لا يؤمن إلا بالقوة العسكرية وباستمرار احتلال أراضي الغير من أجل ضمان أمنه واستقراره..

والأكثر من ذلك أن هذا السلام سيبقى مستحيلاً مع استمرار حالة العجز الدولي عن مواجهة الحكومة الإسرائيلية والضغط عليها للتجاوب مع جهود السلام ومحاسبتها على خروقاتها للقانون الدولي وتعديها على حقوق الإنسان وممارستها نهج العقاب أو القتل الجماعي ضد الأبرياء والمدنيين وأمام عدسات المصورين دون خوفٍ من الملاحقة والمحاكمة الدولية.

وقال السفير أحمد إن سورية ترى أن محاور التحرك العربي واضحةٌ اليوم في مواجهة الجريمة الإسرائيلية الجديدة والتحرك ينطلق عملياً في مساراتٍ خمسة.. عربيا.. أصبح الأمر محسوماً بأن موقفنا اليوم أو في أي اجتماعٍ لمجلس الجامعة يجب أن يتجاوز سقف الإدانة والشجب والرفض وأن يعكس خطواتٍ عملية في مواجهة القرصنة والإرهاب اللذين باتت إسرائيل ترتكبهما بشكلٍ فاضح أمام المجتمع الدولي دون اكتراثٍ بمساءلة أو محاسبة أو ملاحقة ونعتقد أن قرارات القمة العربية الأخيرة في ليبيا الشقيقة تساعدنا في اتخاذ مثل هذا الموقف ولاسيما القرار الذي جاء تحت عنوان دعم سورية وفلسطين ولبنان والذي كان واضحاً وصريحاً وملزماً في نصه على الالتزام بوقف كل أشكال التطبيع مع إسرائيل وتحت هذا البند تندرج الكثير من الإجراءات التي يمكن للدول العربية جميعاً دون استثناء أن تتخذها ابتداءً من وقف أي شكلٍ من أشكال الاتصالات مع العدو ووصولاً إلى قطع العلاقات وإغلاق السفارات بما يعكس موقفاً عربياً جاداً وموحداً في مواجهة الجريمة الإسرائيلية في حق الإنسانية وفي حق مدنيين أبرياء عزل أرادوا أن يدافعوا عن قضيتنا المركزية كما نسميها قضية الحرية وفك الحصار واستعادة الأرض المحتلة.

وتابع السفير أحمد: إنه في الحديث عن فك الحصار صار لزاماً علينا اليوم أن نتحرك في اتجاه رفع الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة من خلال تفعيل جميع القرارات العربية في هذا الخصوص ووضع المجتمع الدولي والمجموعة الدولية أمام مسؤولياتها القانونية والإنسانية ومطالبتها بتنفيذ مضمون القرار الدولي رقم 1860 وباتخاذ موقفٍ واضح من الحصار الظالم واللاإنساني والعمل على رفعه وإعادة إعمار القطاع وتحميل سلطة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية القانونية والإنسانية الدولية عن سياسة العقاب الجماعي التي تفرضها على الشعب الفلسطيني.

وأضاف السفير أحمد إن هذا الاعتداء الإرهابي يوم أمس أودى بحياة العديد من الناشطين المدنيين الأبرياء وكان جلهم من جمهورية تركيا الصديقة التي دعمت حكومةً وشعباً إطلاق "أسطول الحرية وكل ذنب هؤلاء أنهم اختاروا أن يغادروا بلادهم لينقلوا رسالةً علنية إلى العالم الحر بأن كسر الحصار عن غزة هو واجبٌ إنسانيٌ وعالمي ملقى على عاتق كل من يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية وبحق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه وإقامة دولته المستقلة وأعتقد أن أقل ما نقدمه في أي قرارٍ نتخذه اليوم هو التعبير عن تضامننا مع الجمهورية التركية الصديقة ومع حكومتها وشعبها وأهالي الضحايا وعن تقديرنا لمواقفها المشرفة في الدفاع عن القضية الفلسطينية وعن حقوق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية في استعادة الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية.

وأكد السفير أحمد أنه قانونياً ودولياً لا بد في مواجهة هذا الحدث المفصلي الخطر في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي من أن يكون موقفنا وتحركنا جلياً وواضحاً بكل تفصيلاته.. فما أقدمت إسرائيل عليه أمس هو قرصنةٌ وإرهاب وجريمةٌ دولية وقعت في عمق المياه الدولية ويجب أن يتمَّ توصيفها وفق قواعد القانون الدولي بشكلٍ دقيق ثم أن نبادر على الفور إلى التحرك في اتجاه الأطراف الدولية المعنية وهيئات الأمم المتحدة السياسية والقانونية ومنظمات ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية المختصة وكذلك إلى التنسيق مع الدول الصديقة التي ذهب بعض مواطنيها ضحيةً لهذه الجريمة الدولية من أجل ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين ممن خططوا وأصدروا القرارات ونفذوا هذه الجريمة البشعة وضمان مثولهم أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وقال: لقد اعتادت حكومات إسرائيل المتعاقبة ومنذ نشأة هذا الكيان المصطنع أن تضع قدرة وفاعلية العمل العربي" أمام اختباراتٍ حقيقية لإثبات الذات وحفظ الحقوق وحماية الأرض وذلك من خلال سياساتها العدوانية والتوسعية والإرهابية.. ورغم الكثير من الإخفاقات فقد أثبتت تجربتنا التاريخية مع العدو الإسرائيلي أننا قادرون على التصدي والمواجهة والدفاع عن حقنا في الأرض والحياة الحرة والكريمة شرط أن تتلازم وحدة الموقف العربي ووضوح الرؤية مع إيماننا بطاقاتنا وقدراتنا ومصادر قوتنا الحقيقية… ومن جديد فإننا نواجه اليوم اختباراً غير مسبوق.. فإما أن تضيع دماء "أسطول الحرية" في عرض مياه المتوسط ويذهب يوم الحادي والثلاثين من أيار 2010 أدراج رياح التاريخ المنسي أو أن يسجل التاريخ الإنساني أن هذا اليوم كان ذكرى لشهداء ضحوا بحياتهم في سبيل نصرة الحق العربي الذي تمت استعادته بعملٍ وكفاحٍ حقيقيين انطلاقاً من هذا اليوم المشهود.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. هيك اجتماعات انا برأي لابتقدم ولا بتاخر وما رح تردع اسرائيل عن راتكاب جرايم افظع من هيك صار بدقها وقفة حازمة من العرب اجاه العدو

زر الذهاب إلى الأعلى