سياسية

تركيا في مجلس الأمن: إسرائيل فقدت الشرعية

بدأ مجلس الامن الدولي جلسة مباحثات حول المجزرة الإسرائيلية ضد إسطول الحرية في المياه الدولية وذلك على أمل إصدار بيان رئاسي (غير ملزم) يدين الهجوم الإسرائيلي
وكان
ما يزال من غير المؤكد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستجد ذريعة لاستخدام حق الفيتو او الامتناع عن التصويت.

وفي العادة تقوم واشنطن بحماية إسرائيل من الإدانة، مهما كانت الجريمة التي ترتكبها، وذلك بموجب تحالف يوفر لاسرائيل غطاء دائما لارتكاب أية جرائم ترغب بارتكابها تحت ستار "الدفاع عن النفس".

وكان الهجوم الاسرائيلي أدى الى مقتل ما يعتقد انه 19 ناشطا وجرح عشرات آخرين معظمهم من الأتراك الذين حملتهم السفينة التركية "مرمرة" التي كانت في مقدمة الاسطول.

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاثنين في كلمة شديدة اللهجة أمام مجلس الأمن ان اسرائيل "فقدت كل شرعية دولية" وأضاف ان اسرائيل ارتكبت "جريمة خطيرة، مستهترة في شكل كامل بكل القيم التي اقسمنا على الدفاع عنها منذ قيام الامم المتحدة”.

وشدد على ان العمل الإسرائيلي "انتهاك خطير للقانون الدولي. بعبارات بسيطة، ما حصل يساوي عمل عصابات وقرصنة وجريمة دولة”.

واكد الوزير التركي ان “دولة تنتهج هذا الطريق فقدت كل شرعية بصفتها عضوا محترما في المجتمع الدولي”.

وقال السفير الفلسطيني رياض منصور قبل اجتماع المجلس "اننا نريد التوصل الى نتيجة من شأنها أن توافق على ادانة اسرائيل وتطلب اجراء تحقيق دولي في الجرائم الاسرائيلية ومعاقبة الجناة ورفع الحصار عن غزة والافراج غير المشروط عن جميع الرهائن وضمان سلامتهم”.

وكان الوزير داوود اوغلو ألغى رحلة الى واشنطن كانت مقررة للقاء وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وجاء بدلا من ذلك الى نيويورك بعد ان دعت تركيا الى اجتماع للمجلس برئاسة لبنان رئيس المجموعة العربية ورئيس مجلس الامن لشهر أيار- مايو والذي سيسلم الرئاسة الى المكسيك عند منتصف هذه الليلة.

وقال دبلوماسيون هنا ان المجموعة العربية قررت في اجتماع عقدته في وقت سابق الاثنين ان اقل ما تطلبه هو صدور بيان ادانة رئاسي من مجلس الامن اليوم واتخاذ قرار في مرحلة لاحقة.

وأدان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بشدة الهجوم الاسرائيلي وقال ان بلاده لن تظل صامتة ازاء ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل.

ووصف اردوغان الذي قرر قطع زيارته لتشيلي الهجوم بانه "غير انساني" مضيفا ان الفعل الاسرائيلي هو انتهاك سافر للقانون الدولي على اعتبار انه جرى في مياه دولية وضد قافلة بحرية مدنية تحمل على متنها نشطاء سلام من بينهم اطفال ونساء وكبار سن.

جاءت تصريحات اردوغان وسط غمرة غضب تركي رسمي واهلي كبيرين عبر عنها الرئيس التركي عبدالله غول والخارجية التركية التي قررت استدعاء سفيرها لدى تل ابيب الاثنين واستدعت السفير الاسرائيلي في انقرة لتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة.

وأكد الأمين العام المساعد للشؤون السياسية أوسكار فرنانديكس تارانكو على "أهمية اجراء تحقيق كامل في هذا الحادث" على النحو المطلوب من قبل السكرتير العام للأمم المتحدة قائلا انه "من الضروري أيضا أن توفر اسرائيل امكانية الوصول الى المحتجزين وفقا للمعايير القانونية الدولية ذات الصلة.

وقال انه "كان من الممكن تجنب سفك الدماء لو أن النداءات المتكررة لاسرائيل لانهاء الحصار على قطاع غزة لقيت آذانا صاغية ونحن نشدد على حجم الاحتياجات التي لم تلب للسكان المدنيين في غزة والتأكيد على أن الحصار هو أمر غير مقبول وغير مثمر ويجب أن تتوقف”.

وأعرب تارانكو عن أسفه لأن هذه التطورات تأتي في الوقت الذي ينبغي أن تركز كل الجهود على ضرورة بناء الثقة ودفع المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية وتعزيز التعاون الاقليمي لدعم السلام لافتا الى اهمية أن تستمر المحادثات غير المباشرة.

واكدت (الحملة الاوروبية لرفع الحصار عن غزة) احدى الجهات المؤسسة لاسطول "الحرية" والذي استولت عليه قوات الاحتلال الاسرائيلي الاثنين انها تجري اتصالات حثيثية مع جهات مختلفة لمعرفة مصير المتضامنين على متن هذه السفن.

وقالت الحملة في بيان انها "وجهنا بياننا حول هذا الامر الى اهالي هؤلاء المتضامنين الذين كانوا على متن سفن الاسطول والذي استولت اسرائيل عليه بعد ان قتلت واصابت العشرات ممن كانوا فيه”.

وقالت الحملة من غرفة متابعة اسطول الحرية في لندن في البيان "اننا واذ نشعر كما تشعرون بالقلق البالغ على مصير ابنائكم وبناتكم نستشعر ايضا دور هؤلاء الابطال الذين سيخلد التاريخ بطولتهم في اداء الرسالة الانسانية المتمثلة برفع الظلم عن مليون ونصف المليون انسان فلسطيني محاصرين في قطاع غزة للسنة الرابعة على التوالي”.

واضاف البيان "اننا وبكل طواقمنا نعمل على مدار الساعة منذ بداية الهجوم الاسرائيلي الوحشي على المتضامنين على متن اسطول "الحرية" الانساني من اجل الحصول على كل المعلومات حول حالة واوضاع المشاركين والمتضامنين على متن الاسطول”.

واشار البيان الى "انه يجري التواصل بشكل حثيث مع القنصليات والسفارات للدول التي ينتمي اليها المتضامنون اضافة الى تحرك فريق من المحامين تابع لائتلاف اسطول "الحرية" من اجل ملاحقة الاحتلال الاسرائيلي قضائيا في المحاكم الدولية.

وختمت (الحملة الاوروبية لرفع الحصار عن غزة) بيانها بالقول "نجدد تأكيدنا على اننا سنقوم بتزويدكم بأي معلومات تصلنا وبشكل مباشر راجين الله القدير ان يقر عيونكم وعيوننا برؤية ابنائكم وبناتكم سالمين غانمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى