اقتصاديات

افتتاح أعمال اجتماع اللجنة التنفيذية لاتحاد مجالس دول منظمة المؤتمر الإسلامي

افتتح السيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي اليوم أعمال الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في اسطنبول تحت عنوان (تحذير لاسرائيل…مستوطنات جديدة في القدس ستضر السلام العالمي)
بمشاركة الدكتور محمود الأبرش رئيس مجلس الشعب ووفود برلمانات 28 دولة عضوا في المنظمة.

الأبرش: فضح الجرائم الإسرائيلية ونواياها العدوانية في المنطقة

ودعا الأبرش في كلمة خلال الاجتماع إلى إطلاق حركة دبلوماسية برلمانية نحو البرلمانات الدولية المماثلة في العالم للدفاع عن الأقصى وفضح الجرائم الإسرائيلية ونواياها العدوانية في المنطقة مشيرا إلى ضرورة أن تتحمل الشعوب العربية والإسلامية وحكوماتها المسؤولية التاريخية للدفاع عن القدس الشريف والوقوف في وجه محاولات الكيان الإسرائيلي المكشوفة لهدم المسجد الأقصى الشريف.

وأكد رئيس مجلس الشعب أن استمرار إسرائيل في تحديها لقرارات الشرعية الدولية ومخالفتها القوانين الدولية في بناء المستوطنات داخل الأراضي العربية الفلسطينية ومحاولتها تهويد القدس الشريف يشكل جريمة حرب وقرصنة تضاف إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة تجاه الحقوق التاريخية الشرعية للشعب العربي الفلسطيني موضحا أن هذه الممارسات تأتى استكمالا لمخطط إجرامي يهدف إلى تزوير التاريخ وطمس الهوية العربية والإسلامية لجميع المقدسات الدينية في الأراضي العربية المحتلة.

وقال الأبرش إن إسرائيل بأفعالها الاستيطانية وممارستها للإرهاب والغزو والتهديد إنما توجه الضربة تلو الأخرى إلى الجهود التي تبذل من أجل تحقيق سلام عادل وشامل وتخلق مزيدا من مناخات التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة قد يدفع ثمنه الجميع وبالمقابل فان حصاد النجاح في وقف هذه الممارسات سوف ينعكس إيجابا على المنطقة والعالم على السواء0

ولفت رئيس مجلس الشعب إلى استمرار إسرائيل بالتوسع في بناء المستوطنات لتلتهم أكثر من 80 بالمئة من مساحة مدينة القدس وأكثر من 50 بالمئة من أراضى الضفة المحتلة رغم الدعوات الدولية وقرارات الأمم المتحدة التي تعتبر الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة جريمة حرب وعملا غير شرعي مبينا أن إسرائيل تهدف بهذه الأعمال اللاشرعية إلى تقطيع أوصال المدن والقرى الفلسطينية ضمن سياسة تستهدف استحالة قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.

وأشار الأبرش إلى تردى الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بسبب استمرار الحصار والحظر والإغلاق الإسرائيلي غير القانوني الذي يشكل خرقا خطرا للقانون الدولي الإنساني ويعد إرهابا منظما تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم.

وطالب رئيس مجلس الشعب جميع محبي السلام في العالم بالعمل لنصرة الحق ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني والضغط على إسرائيل لتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإلزامها بإعادة الحقوق العربية المشروعة كما طالب بالعمل على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة والوقوف في وجه محاولات إسرائيل المكشوفة لهدم المسجد الأقصى الشريف.

وجدد الأبرش سعى سورية لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة بما يحقق الأمن والاستقرار فيها.

ودعا رئيس مجلس الشعب الفصائل الفلسطينية إلى توحيد صفوفها من اجل مواجهة ما يجرى تدبيره من مخططات تمس الوجود الفلسطيني أرضا وشعبا.

أردوغان: وضع حد للوضع غير الإنساني الذي يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة

وكان رئيس الوزراء التركي أكد في افتتاح الاجتماع ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة في إطار أي حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وان تبذل الأطراف المعنية كافة الجهود لتحقيق هذا الهدف.

وأشار أردوغان إلى أن موقف تركيا كان دائما ولا يزال الدعم الكامل للجهود التي تبذل للتوصل إلى حل شامل ودائم للصراع في المنطقة ووضع حد للوضع غير الإنساني الذي يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والمتواصل منذ أكثر من ثلاث سنوات في ظل الحصار الإسرائيلي فيما لا تستطيع وكالات الإغاثة الدولية ومن بينها التركية الوصول إلى الفلسطينيين وإيصال المساعدات الإنسانية التي هم بأمس الحاجة إليها.

وذكر أردوغان أن منظمة المؤتمر الإسلامي أنشئت مباشرة بعد الهجوم غير الإنساني والبربري الذي استهدف المسجد الأقصى في القدس المحتلة والذي هدم فيه منبر المسجد عام 1969.

وأضاف رئيس الوزراء التركي أن أولئك الذين يحاولون تدمير مدينة القدس الشريف لن يكونوا قادرين ابدا على تدمير أواصر الأخوة والتضامن بين أبناء شعبها موضحا أن الدول الإسلامية وجميع المسلمين في العالم سيتحدون وينتصرون على الهجمات والتهديدات وسيناريوهات الظلام التي تعد للمدينة المقدسة.

ولفت أردوغان إلى أن مدينة القدس تشكل إرثا تاريخيا عظيما للبشرية جمعاء ومكانا مقدسا لأكثر من ملياري مسلم حول العالم ولكل مسيحي ويهودي أيضا معربا عن أمله في أن يخرج الاجتماع بنتائج ايجابية تعود بالنفع على العالم وعلى السلام في منطقة الشرق الأوسط.

رئيس البرلمان التركي: الإجراءات الإسرائيلية في القدس الشريف تشكل أكبر العقبات في وجه عملية السلام

من جانبه أكد رئيس البرلمان التركي محمد على شاهين أن الموقف الإسرائيلي غير المسؤول من قضية القدس الشريف يشكل اكبر العقبات في وجه عملية السلام موضحا أن الإجراءات الأحادية التي اتخذتها إسرائيل والتي تهدف إلى تغيير تركيبة البنية السكانية في المدينة يجب أن تزال فورا كما يجب وضع حد فوري لأنشطة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال شاهين إن نقاط التفتيش العسكرية وجدار الفصل العنصري الذي تبنيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي في عمق الأراضي الفلسطينية والذي يفصل مدينة القدس الشريف عن الضفة الغربية يجب أن تزال حالا كما يجب على إسرائيل التوقف عن اتخاذ إجراءات تجبر الفلسطينيين على ترك منازلهم ومصادرتها.

وأضاف رئيس البرلمان التركي انه يمكن التوصل إلى حل واقعي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني فقط في حال تم حل قضية القدس بطريقة سلمية لافتا إلى أن مدينة القدس يجب أن تتحول كما هو متوقع لها إلى مدينة يعيش سكانها في أمان.

ولفت شاهين إلى أن تركيا كانت دائما تشعر بالمسؤولية التاريخية تجاه قضية القدس الشريف مضيفا انه لابد من إحلال السلام في هذه المدينة وفى منطقة الشرق الأوسط حتى يعم السلام في العالم.

إحسان أوغلو: إسرائيل تمارس ضغطاً ممنهجاً يومياً ومباشراً لتهويد القدس عبر تغيير معالمها التاريخية الإسلامية وإنقاص سكانها العرب

بدوره قال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو إن مدينة القدس المحتلة تعيش أسوأ أيامها على الإطلاق بسبب التعنت الإسرائيلي الذي يهدف إلى سلخها عن واقعها العربي والإسلامي.

وأضاف إحسان أوغلو في كلمته أن إسرائيل تمارس ضغطا ممنهجا يوميا ومباشرا لتهويد المدينة عبر تغيير معالمها التاريخية الإسلامية وإنقاص سكانها العرب وزيادة اليهود فيها موضحا أن الإجراءات الإسرائيلية في القدس المحتلة تطول كل جوانب حياة المقدسيين وخاصة التعليم والبنية التحتية والإسكان والصحة متجاوزة القانون الدولي وبشكل خاص اتفاقية جنيف وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى0

وبين أحسان أوغلو أن ممارسات الحكومة الإسرائيلية تنسجم مع دعوات المتطرفين في إسرائيل وتستهتر بالمشاعر الإسلامية عن طريق حفر الأنفاق تحت المقدسات الإسلامية مشيرا إلى أن واجب المسلمين تجاه القدس وفلسطين المحتلة يتطلب وقفة استثنائية لا سابق لها لتخليص القدس من معاناتها.

وأضاف أحسان أوغلو إن القدس كانت وماتزال قضيتنا الأساسية وهى على رأس أولويات منظماتنا وفى مقدمتها منظمة المؤتمر الإسلامي وعلينا دعم القضية الفلسطينية بأقصى جهدنا من خلال الإسكان والتعليم والصحة والبنية التحتية فضلا عن وقوفنا بقوة أمام الممارسات الاسرائيلية0

ولفت أحسان أوغلو إلى أن مدينة القدس هي الخط الأحمر الذي لا يمكن لأحد أن يبقى صامتا أمام الانتهاكات والتجاوزات الإسرائيلية له وأن المشكلة الأكبر التي تواجه القدس هي الاستيطان الاسرائيلي.

وأشار إلى أن الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية الذين تجاوز عددهم الـ10 آلاف أسير محرومون من كل الاحتياجات الإنسانية حيث اعتقل عدد كبير منهم إداريا بلا محاكمة داعيا إلى التعريف بقضية الأسرى وإبرازها أمام المجتمع الدولي للتوصل إلى إطلاق سراحهم وتحريرهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى