مقالات وآراء

الانفتاح على الحضارات ومايعنينا ؟؟ بقلم .. نزار جبسة

الإنفتاح على الحضارات ضمن أدبيات واقعنا الشرقي والأخذ من عادات الغير من الشعوب بما يتفق مع الأديان وعاداتنا وما عدا ذلك فهو انحلال ليس انفتاح .فمن الضروري أن نفهم هذه المفردة بالمعنى الصحيح وتعزيزها في نفوسنا إن كانت موجودة أو السعي إلى فهمها وإيجادها ..
 

وإن لم تكن موجودة ، فبها نستطيع استيعاب وفهم والتعامل مع العصر دون التخبط في متاهات الضياع ..

إن الانفتاح الفكري هو من مكونات الشخصية الإنسانية لأن الإنسان أما أن يكون مغلق الذهن وهي قمة المأساة أو أن يكون واعياً بالواقع ومنفتح الفكر لذا يستطيع بأنفتاحه هذا أن يتسلق الماضي ويفهم الحاضر ويحاور المستقبل .. من هنا نفهم أن قضية الانفتاح الفكري هي قضية صحيحة، ولا نقول بأنه صحيح لأنه يأخذ من هنا وهناك بل لأنه يفتح جوانبه على الماضي والحاضر والمستقبل وعلى جميع الثقافات قديمها وحديثها ويستطيع التفاعل معها ..

هل يعني الانفتاح الفكري تبديل العقائد تماماً كتبديل الآراء؟ في الحقيقة الجواب هنا هو كلا لأن جوهر الفكر الأصيل لا يُقلب أو يتحول إلى النقيض وإنما لهُ القدرة على استيعاب جميع الألوان أي قد ينجح أحياناً من خلال الأسلوب العلمي أو من خلال الأسلوب الفلسفي أو الجدلي أو… وهنا نستطيع القول بأنه له القدرة على أن يتلون من لون لأخر ولا نعني به أن ينقلب ويتغير تماماً..

لذا بحاجة إلى الانفتاح بلا حدود على حياة شبابنا لمعرفة مشكلاتهم والعمل على علاجها، ولمنعهم بأساليب مناسبة من المظاهر التي تسيء إلى أنفسهم وأهلهم وبلادهم، من تدخين، ومخدرات، وسهرات تقطّع أوصال الليالي وأنفاسها، وتتعب نجوم الليل، وتؤذي إشراقه الصباح ..

بحاجة إلى الانفتاح على الاستخدام الأمثل في وزاراتنا وجهات الخدمات في بلادنا لكل الوسائل المتاحة المتوافرة استخداماً يليق بحق الأمانة، ويرفع من شأن العطاء المتميز، الذي يستفيد منه الجميع , بحاجة إلى الانفتاح بلا حدود على جوانب تطوير الخدمات المختلفة تعليمياً وصحياً، ودعوياً، واجتماعياً، واقتصادياً، تحقيقاً لما تقتضيه أمانة العامل، وتنفيذاً لما يدعو إليه وليّ الأمر في كل لقاء ومناسبة..

نحن بحاجة إلى الانفتاح بلا حدود على كل عمل يرفع من مستوى الأداء الوظيفي، ويحمي القيم والأخلاق، ويحقق الوئام والتآلف ويزيل أسباب و التنابذ والتصادم الذي لا يأتي بالشر , نحن بحاجة إلى الانفتاح بلا حدود على ثقافتنا العربية الأصيلة وعلى أدبنا الإسلامي العربي المتميز بنقاء الفكرة، وصفاء الكلمة، وعدم الانسياق الأعمى وراء الثقافات والآداب الأخرى، وحينما نقول الانسياق الأعمى فإننا نستثني هنا الاستفادة الواعية مما عند الآخرين؛ فهي من باب الحكمة التي هي ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق بها ..

نحن بحاجة إلى الانفتاح بلا حدود على أنفسنا من داخلها حتى ننقيها من غبار سوء الظن والحقد والحسد والانكسار، ونرفعها إلى مقا مات الصفاء والنقاء والاطمئنان, نحن بحاجة إلى الانفتاح بلا حدود على عوالم أفراد أسرنا في بيوتنا حباً وحواراً وثقة وتفاهماً؛ لأن هذا الانفتاح سيعيد العلاقات الأسرية إلى موقعها الصحيح ..

كم نحن بحاجة إلى هذا الانفتاح الكبير الواعي .. 

بواسطة
نزار جبسة / محرر مقالات واراء
المصدر
زهرة سورية /حلب

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. الانفتاح مطلب عصري لمجارات باقي الحضارات والأخذ منها واعناء حضارتنا وثقافتنا لاان ننحل في ثقافات الغير ونكون مستوردين لافكار معينة نتبناها وننسى مانملك من ارث حضاري وتاريخي وموروثات اكتسبناها من اجدادنا نحن الشرقيين مازلنا نملك الكثير الكثير من المؤهلات لكي نتقدم

  2. اكيد الآنفتاح يحتاج الى عقل يتفتح على العلم والمعالم والتطورات الجديدة والمحدثة والتي تفيدنا ولاتاخذ بعقولنا الى الهاوية شكرا للسيد نزار

زر الذهاب إلى الأعلى