اقتصاديات

الدولار ينخفض أمام الليرة.. مبيعات المصارف السورية من العملة الأمريكية للمركزي تتراجع إلى مستوى 21.25 مليون دولار بدلاً من 26.9

في الوقت الذي تراجع فيه سعر صرف اليورو أمام الدولار، وتراجعت أسعار الذهب أمام الدولار، وكذلك تراجعت أسعار النفط أمام الدولار، مُحققاً بذلك تقدّماً ملحوظاً، استطاعت الليرة السورية حسبما أكد مصرف سورية المركزي أن تتقدّم على الدولار هذه المرة
على الرغم من هذه التراجعات لليورو والذهب والنفط من أمامه.

ونقلت صحيفة الثورة عن مصرف سورية المركزي قوله في تقرير اقتصادي جديد إن تداولات يوم الثلاثاء شهدت انخفاضًا في المكاسب التي حققها اليورو مقابل الدولار ليتراجع في تداولات ذلك اليوم من أعلى مستوى خلال ثلاثة أسابيع مقابل الدولار إلى مستوى 1.3588 دولار لليورو، وذلك بعد أن باعت اليونان في أول مزاد تجريه بعد الاتفاقية الأخيرة لقادة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي ماقيمته 1.2 مليار يورو على شكل سندات وأذونات خزينة حكومية استحقاق 26 و 52 أسبوعاً لتغطية احتياجاتها التمويلية لتخفيض عجز الموازنة المتشكل لديها بمعدل فائدة مرتفع بلغ 4.5 % وهو يفوق معدل الفائدة الذي ترتب عليها في مزاد سابق، الأمر الذي فرض ضغوطًا تخفيضية على اليورو.‏

فيما شهدت تداولات يوم الأربعاء حسب المركزي عودة اليورو للارتفاع مقابل الدولار إلى مستوى 1.3623 دولار لليورو، بعد أن حققت مجموعة Intel للتكنولوجيا إيرادات فاقت التوقعات، إلى جانب قيام سنغافورا بإعادة تقييم عملتها نتيجة ارتفاع نظرتها المستقبلية المتعلقة بالنمو الاقتصادي لعام 2010 وذلك للمرة الثانية خلال هذا العام، بالإضافة لإعلانها بأن وتيرة التضخم ستتسارع بما يفوق التوقعات، ما عزز شهية المخاطرة لدى المستثمرين، لتشهد تداولات يوم الخميس بعد ذلك إنهاء اليورو لخمسة أيام من الارتفاع مقابل الدولار ليتراجع مقابل العملة الأمريكية إلى مستوى 1.3542 ، وذلك بسبب ارتفاع المخاوف من ألا يكون برنامج الإقراض الذي تقدمت به الدول الأوروبية وصندوق النقد الدولي والبالغ 45 مليار يورو كافياً لاستعادة اليورو ثقة المستثمرين به. كما انخفض اليورو في الوقت نفسه مقابل معظم العملات الرئيسية على خلفية ارتفاع الهامش الذي يطلبه المستثمرون لقاء الاستثمار بالسندات الحكومية اليونانية بدلاً من نظيرتها الألمانية حيث تجاوز هذا الهامش مستوى ال 4%، وهذا ما أثقل كاهل اليورو وأدى إلى انخفاضه، ليتابع تراجعه خلال نهاية تداولات الأسبوع مقابل الدولار إلى مستوى 1.3504 دولار لليورو، نتيجة تزايد نفور المستثمرين من المخاطرة بعد أن اتهمت الحكومة الأمريكية البنك الاستثماري جولدمان ساكس بالاحتيال، ما خفض طلب المستثمرين على الأصول المالية عالية العائد.‏

أما أسعار الذهب انخفضت هي الأخرى بمقدار 1% بسبب ارتفاع الدولار، حيث سجل أعلى مستوياته أمام اليورو في ظل قوة دفع دعمها استقبال جيد لبيانات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة والتي دفعت العملة الأوروبية للانخفاض دون المستوى الرئيسي عند 1.35 دولار لليوروحيث بلغ سعر الذهب 1148.35 دولارًا للأونصةمقابل 1157.95 دولاراً.‏

ولم يتوقف الأمر عند الذهب بل تراجعت أسعار النفط أيضاً في ظل ارتفاع الدولار بعد بيانات بشأن نمو قوي في الصين ، بالإضافة إلى ارتفاع مخزونات الولايات المتحدة من النفط. حيث سجل سعر عقود الخام الأمريكي الخفيف تسليم شهر أيار 83.24 دولارا للبرميل عند التسوية في تعاملات يوم الجمعة منخفضا بمقدار 2.27 دولار أو ما نسبته 2.65 %، بعد أن جرى تداوله في نطاق يتراوح بين 82.52 إلى 85.44 دولاراً للبرميل.‏

على الرغم من هذا كله فإن مصرف سورية المركزي يؤكد في تقريره فعلياً تراجع سعر صرف الدولار خلال بداية تداولات الأسبوع تجاه الليرة إلى مستوى 46.15 ليرة للدولار بالمقارنة مع 46.25 ليرة للدولار في نهاية تداولات الأسبوع الماضي، ليواصل بعدها الدولار تراجعه خلال تداولات يوم الاثنين تجاه العملة المحلية إلى مستوى 46.10. فيما شهدت تداولات اليومين التاليين (الثلاثاء والأربعاء) استقرارًا في سعر صرف الدولار تجاه الليرة عند نفس المستوى قبل أن يبدأ الدولار الأمريكي بتقليص خسائره الأسبوعية تجاه الليرة ليرتفع في نهاية تداولات الأسبوع إلى مستوى 46.15 ليرة للدولار.‏

ويأتي هذا التراجع الأسبوعي للدولار تجاه العملة الوطنية بالتزامن مع التراجع الكبير الذي تعرضت له العملة الأمريكية في أسواق الصرف الخارجية تجاه العملات الرئيسية عالية العائد كما يقول « المركزي » وفي مقدمتها اليورو، علمًا بأن اليورو يقول المركزي قد شهد الكثير من التقلبات خلال تداولات الأسبوع مقابل الدولار ، فبعد الصعود الكبير الذي حققه اليورو مقابل الدولار في بداية تداولات الأسبوع والذي بلغ 1% ونجاحه في اختراق مستوى المقاومة البالغ 1.3569 ، إلا أنه قد فشل في اختراق مستوى المقاومة الجديد عند 1.3685 . وتعرض اليورو حسب المركزي خلال تداولات يوم الخميس الماضي للتراجع بشكل ملحوظ مقابل الدولار إلى ما دون مستوى الدعم الجديد 1.3608 ليبقى دون هذا المستوى حتى نهاية تداولات الأسبوع، وذلك بعد أن شهد سلسلة من التقلبات الحادة ضمن هذين المستويين الجديدين.‏

وقد شهدت السوق المحلية خلال نهاية الأسبوع فائضًا في طلب الأفراد على الدولار تجاه الليرة السورية بعد أن سجلت الأسابيع الثلاثة السابقة فائضًا في العرض، وقد بلغ الفائض في الطلب ما مقداره 8.4 ملايين دولار. ويأتي هذا الفائض في الطلب نتيجة إقبال المستثمرين على شراء الدولار وسط توقعات بأنه سيعاود الارتفاع خلال تداولات هذا الأسبوع بعد التراجع الكبير الذي تعرض له خلال تداولات الأسبوع الماضي، وذلك بالتزامن مع تراجع الطلب على العملة الأوروبية.‏

وقد شهدت السوق حسب تقرير المركزي أعلى مستوى من الفائض في عرض الأفراد للدولار يوم الاثنين عند مستوى 8.9 ملايين دولار، في حين شهدت السوق في المقابل أعلى مستوى من طلب الأفراد على الدولار تجاه الليرة السورية في يوم الخميس عند مستوى 8.3 ملايين دولار. وقد ترافق ذلك مع ارتفاع ملحوظ في تعاملات المصارف فيما بينها بالدولار الأمريكي خلال نهاية الأسبوع الماضي إلى مستوى 9.4 ملايين دولار، بالمقارنة مع 1 مليون دولار في نهاية الأسبوع الذي سبقه، وذلك بعد التراجع الذي تعرضت له هذه التعاملات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.‏

كما سجلَ خلال الأسبوع تراجعا في سعي المصارف المرخصة للتخلص من مراكزها بالدولار حيث تراجعت مبيعات المصارف المرخصة من العملة الأمريكية للمصرف المركزي خلال الأسبوع إلى مستوى 21.25 مليون دولار بالمقارنة مع 26.9 مليون دولار للأسبوع الماضي، في حين ارتفعت مبيعات المصارف المرخصة خلال الأسبوع من اليورو لمصرف سورية المركزي إلى مستوى 12 مليون يورو بالمقارنة مع 6.6 ملايين يورو خلال الأسبوع الماضي.‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى