سياسية

اجتماع قمة في غينيا بيساو بعد التحرك العسكري

عقد في غينيا بيساو اجتماع الجمعة بين الرئيس مالام باكاي سانها ورئيس الوزراء كارلوس غوميز جونيور الذي اوقفه العسكريون الخميس، لمحاولة التوصل الى حل سياسي
للازمة.
واثار هذا التحرك من قبل العسكريين ادانة فورية من المجتمع الدولي. والجمعة، عبر "ائتلاف" من اعضاء في حكومة غينيا بيساو عن تنديده ب"استخدام القوة اداة لحل المشاكل" وعن دعمه لرئيس الوزراء الذي تم توقيفه الخميس من قبل جنود متمردين، كما جاء في بيان.
وبعيد صدور البيان حضر المدعي العام في بيساو الى منزل رئيس الوزراء حيث احتجز الخميس، ورافقه الى مقر الرئاسة وسط حراسة عسكرية، كما افاد شاهد عيان وكالة فرانس برس.
اما رئيس هيئة اركان الجيش جوزيه زامورا اندوتا فبقي يوم الجمعة قيد الاحتجاز في قاعدة عسكرية جوية قرب المطار الدولي. وقد تولى مساعده الجنرال انطونيو اندجيا زمام القيادة العسكرية في تحرك عسكري اشبه ما يكون ب"انقلاب" داخلي في الجيش.
ويتمتع الجيش بنفوذ واسع في هذا البلد الصغير الفقير الواقع في غرب افريقيا والذي يعتبر مركزا مهما لتهريب الكوكايين والذي يشهد اضطرابات مستمرة واغتيالات لعسكريين وسياسيين.
ومساء الخميس اكد الجنرال اندجاي الذي اصبح الرجل القوي في البلاد ان التحرك العسكري يمثل "عملية عسكرية بحتة" وان الجيش يؤكد "التزامه السلطة السياسية وخضوعه لها".
وظهر الى جانبه في المؤتمر الصحافي ضابط آخر هو جوزيه اميركو بوبو نا تشوت الذي اتهم بمحاولة القيام بانقلاب عسكري في آب/اغسطس 2008، ولجأ بعدها الى غامبيا قبل ان يعود سرا الى بيساو في كانون الاول/ديسمبر ويلجأ الى مقر الامم المتحدة، ثم عاد وغادره ظهر الخميس ليلتحق بالعسكريين المتمردين.
ولم يبد الرئيس مالام باكي سانها (62 عاما) قلقا من الاحداث الجارية في البلاد، وهو وصل الى سدة الرئاسة بعدما حصل على 63% من الاصوات في الدورة الثانية من الانتخابات التي جرت في تموز/يوليو 2009، بعد خمس سنوات على اغتيال الرئيس جوا برناردو فييرا على يد عسكريين.
وتلى اغتيال الرئيس فييرا اغتيال رئيس هيئة الاركان آنذاك. واثارت الاضطرابات في غينيا بيساو قلق المجتمع الدولي في ظل ضعف السلطة السياسية في البلاد.
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس المسؤولين في غينيا بيساو الى "حل الخلافات سلميا" والى "الحفاظ على النظام الدستوري"، كما جاء في بيان صادر عن المتحدث باسمه في بيساو.
وطالبت الولايات المتحدة والبرتغال، القوة الاستعمارية السابقة، واسبانيا بعودة النظام الدستوري في هذا البلد الذي يشهد اضطرابات سياسية منذ سنوات. كما نددت باريس ب"الانقلاب العسكري" وعبرت عن "قلقها" ازاء هذه الاحداث.
وبعد ظهر الخميس هدد الجنرال انتونيو اندجاي بقتل رئيس الوزراء اذا تواصلت التجمعات المؤيدة له، وقال في مؤتمر صحافي "بدأ صبري ينفد، فان استمر الشبان في احتلال الشوارع ساقتل كادوغو (كنية رئيس الوزراء)"، ما دفع هؤلاء المناصرين الى تفريق تجمعاتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى