مقالات وآراء

دموع الورد .. بقلم رشاد فياض

وردة كانت حمراء متفتحة يرتحق من عسلها يلتصق في جسدها أبنائها فاروق وهارون اللذان لم يكتمل عمرهما الخمس سنوات ، كانوا يتعايشون بسعادة حياة تملئها البسمة على الرغم من بعض العقبات الأسرية ..

وفي أحد الأيام اقتطف الأب هذان الطفلان وانتزع بسمة الفرح من الوردة التي بدأت بالدبلان , إلا أنها قررت المكافحة والبحث عنهم وتوجهت إلى ولي أمرها وصاحب البستان التي تعيش به ، حتى رفض الاعتراف بها ورمى بها خارج بستانه الذي كان وقتها يمتلئ بالقاذورات والحشرات الفاسدة ، فقررت العودة إلى البستان الذي تربت به وزرعت فيه ..

كان مشهداً صعباً لها على الرغم من وجود جميع المحبين لها والأصدقاء والورود الكثيرة وحب صاحب البستان لها والترحيب الرائع إلا أنه من هنا بدأت دموع الوردة تذرف , لأن كل المحاولات التي قامت بها للاسترداد أبنائها بائت بالفشل بسبب دنائت صاحب البستان الذي كانت تقطنه والغطاء القوي الذي كان يوفره للوالد الجائر الذي أحب الحياة لنفسه ونسي قسوة هذه الحياة على أبنائه الأطفال الذين يحتاجون في هذه الفترة للاهتمام بمراحل نموهم من قبل الأم ..

حنان غائب عن رضع قسوة الحياة سيعرضهم لالتهام حيوانات مفترسة وإصابتهم وتحولهم كحيوانات أخرى ، لامعنى للحياة لهم لايشعرون بأهمية الحنان لايذرفون الدموع ليس لهم قلب ومن هنا تنطلق مخاوفها هذه الأم ..

فداء دبلان التي لم يرحمها أصحاب القلوب السوداء والعقول البلهاء أصحاب البطون المشبعة الذين نشاهدهم يومياً على كاميرات التلفاز تلتقط الصور لهم في الصفوف الأولى وأئمة مساجد ، النور والبراءة تظهر على ملامح وجوههم وريحه المسك تفوح منهم ، ومظاهرهم من لبس وزينة تزينهم كنجوم في السماء المنيرة ،بطون مليئة ، وسيارات فاخرة ، قصور ونقود ، اجتماعات و … إلخ ..

الذين ظلموا هذه الوردة التي عجز الشعر والنثر وصفها و وجدت الأقلام صعوبة بشق طريقها للقلوب المعفنة التي مازالت ترفض ذكر أسمائهم حرصاً على مشاعر أبنائها المحرومة من رأيتهم الذين لايحمدون الله إلا عند مصالحهم ولا يشكرون من رفضت ذكر أسمائهم هكذا تكرم الأم الوردة بالدمع ..

بدمع الوردة ترسم السطور وبدمعها تكتب الكلمات حتى آخر الزمان ، وبدمع فداء دبلان سيشار على جبين الجبناء وكل من تأمر معهم على كسر قلب أم فهيا هكذا الشياطين وأتباع ملة المهدي والحسن والحسين ..

لا أستطيع أن أتحدث عن فداء دبلان بكلمات وسطور فقد كتب العديد عنها وعجزوا بالتعبير عنها حتى ذابت الشموع و انتهت الكلمات ومحيت البسمة من وجوه الكثير من الذين قرءوا عن فداء دبلان وأخذوا على عاتقهم بأن يكونوا جزءً من دمع الوردة كي يسطروا البسمة على شفتيها ويتوجوا الوردة بجائزة الأمومة وحنان أبنائها ، ولكن إلى متى ستبقى الأم كتومة تتحمل المعاناة وإلى متى ستبقى تقذف الدموع بسبب من ترفض ذكر أسمائهم : زوجها حازم كساب ، والذي يتغطى بحماية أصحاب الشعارات الإسلامية الزائفة ، وصديقه الذي يتوج الأمهات عبر وسائل الإعلام ويتناسى فداء دبلان دكتور الغفلة مروان أبو راس ، حسبي الله ونعم وكيل .

اعذريني أمي فداء لكن ذكري لأسمائهم أصبح واجب علي كي يعرف القراء والمستمعين لقصتك ومعاناتك من المسئول عنها حازم كساب ومروان أبو راس أرواح دون قلوب ، كلنا أبناءك أمي .. 

بواسطة
رشاد فياض
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى