مقالات وآراء

في هذا اليوم الماطر بقلم رشا ملحم

أقبل الشتاء علينا من دون سابق انذار وعم الخير البلاد واغتسلت الأرض ومعها النفوس لكن بوجود استثناءات ! فمتى و “أين” تتحول نعمة المطر الى نقمة؟
خرجت ظهر اليوم متجهة من ضاحية الأسد إلى مقر عملي الواقع في منطقة البرامكة منتظرة غودو الأبيض الذي يندر ظهوره في الأيام الماطرة أو استثنائية ولاسيما في الحارات التي تقع على نهاية الخط ,فقلت في نفسي" الله يبعت الخير" وبعد انتظار دام ثلث ساعة صعدت الميكرو أخيرا ليتجه بي إلى كراجات العباسيين وقبل الوصول الى النقطة المطلوبة تلقيت اتصالا من مديري الذي استغرب تأخري فقلت موضحة أنني سأصل خلال عشرة دقائق كما هو المفروض
لكن السعادة اعترتني في اللحظة التي وقفت بها على الرصيف لصعود تكسي عند مرور سيارة وفرت علي عناء الإستحمام عندما تجاوزتني مسرعة ربما بقصد زيادة قوة دفع المياه التي رشقتني وما زاد البلل بللا هو الحفرة التي غاصت بها قدمي عند اندفاعي نحو التكسي
مضت السيارة سالكة اتستراد العدوي الذي غص بالسيارات العالقة جراء الفيضانات التي عمت شوارع العاصمة السورية دمشق واستطال الطابور وحنثت بوعد الوصول الى الدوام فقررت الاتصال بالمدير لإخباره بتعذر الوصول الى مقر العمل سيما أنني لا استطيع انجاز اعمال الترجمة مع الحمام اللطيف الذي حصلت عليه وقد ابتلت ملابسي ماءا وابتلت عيوني حنقا
وكما يفعل المجانين توجهت بالحديث إلى السائق أشكو له واقع الأمر وألم المواطن السوري عامة و (اللا-ذو-سيارة) بشكل خاص
هل تحتاج شوارع العاصمة السورية إلى فرق انقاذ الدفاع المدني و شرطة المرور و الجيش والمحافظة للتأهب إن انعم الله علينا بالغيث؟
وهل يعقل أن تصمم الشوارع -في حال وجد تصميم واضح المعالم- وفق احتمالية أن سورية بلد صحراوي شحيح المياه؟
وهل من النادر أن تهطل الأمطار في تشرين الثاني كي تغفل البلديات عن تنظيف منافذ تصريف المياه في الشوارع؟
ولختام القصة بالقليل من الميلودراما أضيف أنني ترجمت مساء أمس خبرا الى اللغة الانكليزية تصدر الاخبار الرئيسية في موقع وكالة سانا يقول : "أمطارغزيرة تعم البلاد و الفعالية الجوية مستمرة ليوم الثلاثاء" وما كنت لأظن انني سأقع ضحية أهمال عمال البلدية وقلة وجدان السائقين فتتحول سعادتي بالمطر إلى نقمة!
ويبقى هاجسي الوحيد في هذه اللحظة أن يلزم شوفير التكسي الصمت عما تفوهت به من "حماقات" وقد عرف مكان البيت.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. معك حق شي بيأسي شبعنا طيان ووحول وجأجأة بهالمطرة لا بلدية ولا هم يحزنون ولا هم يفرحون ولا هم يطلعون ولا هم ينزلون على قولة زياد الرحباني ياللا تعيشي وتاكلي غيرا هههههه

  2. الله يجعلها أكبر المصايب أم الروش..بس

    الله ما بيبعتلنا مطر مو لأنه ما بيحبنا
    بالعكس
    كل سنة بيبعت مطر شوي مشان ما نموت من العطش
    الناس اعترضت على رب العالمين
    قام فرجانا بس زودلكن شوي
    بتغرقه
    ولأني بحبكن ما بدي موتكن غرق

  3. خير بس مين ياترى يا أنستي الكريمة الي رمى هذه الأوساخ و المواد في الشارع وجعل هذه المصبات تقفل اليس رمي الأوساخ أهم سبب الا ترين مع يا اساتذتي الغالية أن نعمم فيما بيننا ثقافة النظافة في الصيف حتى نحمي حالنا في الشتاء ولا نرمي كل شي على الدولة وغيرها ولا نولم نفسنا على رمي وسخة في الشارع شاركي معنا في نشر هذه الثقافة اذا كان لقلمك مكان في الحرة الحرة والمسؤولةعن ما تريد أن يكون به هذه الوطن الغالي

زر الذهاب إلى الأعلى