ثقافة وفن

اللغة العربية في مواجهة العولمة

في كل يوم تتهاوى لغة من لغات العالم تضمحل، تتقهقر، تندثر بفعل ظروف متعددة، وكان الأعداء يحاربون لغتنا الأم العربية ويريدون لها الزوال، ويوم اخترعت البشرية جهاز الحاسوب، ظن الحاقدون أنها النهاية،
، ولن تمسي قادرةً على مواكبة التطور، كون أحرف لوحة المفاتيح أجنبية، كذلك المعالج وباقي الأجهزة، لكن النتيجة أنها واكبت التطور وأصبحت أغنى من ذي قبل بالمفردات الجديدة التي ضمتها.
كانت هذه المعطيات بداية محاضرة الدكتور محمود الربداوي، في المركز الثقافي العربي بمدينة طفس. وتابع مورداً بعض الأرقام والإحصائيات: تبلغ لغات العالم الحية حوالي ستة آلاف لغة، لكنى قد لا تبقى نفسها بعد فترة قليلة لضعف بعضها، وظروف بعضها الآخر. اللغة الأم تنشأ مع الإنسان عندما يكون جنيناً مع الأسبوع السابع، والحقيقة أن الأم هي من تعلم ابنها وخاصةً اللغة ومن هنا سميت لغة الأم. وذكرت كلمة لسان والتي توازي لغة في القرآن الكريم سبعةً وعشرين مرة. هذا وقد كتبت قبل ألف عام حوالي أربع وعشرين دولة بالخط العربي وأبرزها: إيران، تركيا، كازاخستان، الشيشان، قرغيزيستان وغيرها من الدول التي كانت متحدة مع الاتحاد السوفييتي السابق. ولكن للأسف فبعد انهياره ضاع القوم، وهم لا يعرفون حالياً ماذا يفعلون. البعض منهم يريد اللغة العربية وقد طالبوا الدول العربية إرسال معلمين لنشر اللغة العربية في بلادهم، إنما لم تستجب الدول العربية لهذا الطلب.
في إفريقيا حدثت بعض المشاكل، فنحن نعرف أن أغلب الدول تتكلم اللغة السواحلية والتي تضمن في مفرداتها ما نسبته 50% عربي، والنصف الآخر محلي. وقامت إسرائيل بمحاربة اللغة العربية وذلك بالاتفاق مع دول جوار الوطن العربي لتطويقها كما حصل مع إثيوبيا. وتم التدخل في جنوب السودان، وحصل منع ومحاربة للغة العربية في تلك المنطقة، علماً أنها عربية خالصة منذ آلاف السنين.
وفي نهاية المحاضرة التي قدم لها الأستاذ إبراهيم شعابين مدير ثقافي طفس، تم فتح باب النقاش للإجابة عن جميع الأسئلة فيما يخص المعلومات الواردة. هذا وقد تابع المحاضرة الرفيق عبد اللطيف الباير أمين فرع حزب البعث بدرعا، وعدد من أعضاء قيادة الفرع، والدكتور أحمد حمادي مدير الثقافة بدرعا، والمهندس عفيف الزعبي رئيس مجلس مدينة طفس وحشد من الأهالي والمهتمين.

بواسطة
ياسر أبو نقطة
المصدر
زهرة سورية / درعا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى