سياسية

نتنياهو يختتم زيارته إلى واشنطن دون اتفاق حول الاستيطان

اختتم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارته المضطربة للولايات المتحدة الخميس قائلا انه تحقق تقدم نحو تسوية نزاع مع البيت الابيض بشأن البناء الاستيطاني في القدس الشرقية.

وقال نتنياهو قبيل صعوده الى الطائرة عائدا الى اسرائيل في ساعة مبكرة الخميس "نعتقد اننا وجدنا سبيلا ذهبيا سيسمح للامريكيين بحث خطى عملية السلام وفي الوقت نفسه الحفاظ على مصالحنا القومية".

وخلال فورة من الاجتماعات والمباحثات طوال يوم الأربعاء حاول مسؤولون امريكيون واسرائيليون الاتفاق على لفتات تعبر عن حسن النية يأمل الرئيس باراك أوباما أن تساعد في اقناع الفلسطينيين بالعودة الى محادثات السلام.

غير ان مصادر اسرائيلية قالت ان نتنياهو لم يستطع الاتفاق على اي اجراءات لبناء الثقة قبل ان يعرضها على حكومته. ويقود نتنياهو حكومة ائتلافية تغلب عليها احزاب مؤيدة للاستيطان.

وقال نير هيفيز المتحدث باسم نتنياهو ان مجموعة من سبعة وزراء كبار في الحكومة الاسرائيلية سيجتمعون مع نتنياهو في القدس في وقت متاخر الخميس لمناقشة حزمة اجراءات بناء الثقة. ولم يكشف عن تفاصيل الإجراءات التي نوقشت.

ويطالب الفلسطينيون بتجميد كامل للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية. وكان نتنياهو قد حذر من ان قبول شروطهم لاحياء المفاوضات في صيغة محادثات غير مباشرة بوساطة امريكية قد يؤدي الى توقف جهود السلام لمدة عام آخر.

وعقد مسؤولون من بينهم جورج ميتشل مبعوث اوباما للسلام في الشرق الاوسط مشاورات في الفندق الذي ينزل فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي مع ان خطط التوسع الاستيطاني الجديدة في ارض متنازع عليها في القدس تهدد بمزيد من التوتر بين واشنطن وحليفها الوثيق.

وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين "الرئيس طلب من رئيس الوزراء اتخاذ خطوات لبناء الثقة في المحادثات غير المباشرة حتى يمكن تحقيق تقدم نحو السلام الشامل". وأضاف "توجد مجالات اتفاق وتوجد مجالات اختلاف".

وفي علامة على خلاف عميق بسبب سياسة الاستيطان الاسرائيلية لم توفر حكومة أوباما لنتنياهو بعض اللفتات المعتادة التي تقدم لأي زعيم يزور البيت الابيض. وحظرت التغطية الصحفية للمحادثات في المكتب البيضاوي ولم يدل الزعيمان بأي تصريحات علنية بعد الاجتماع.

وحاول مسؤولون امريكيون حمل اسرائيل على الموافقة على تجميد بناء مزيد من المساكن اليهودية في القدس الشرقية والموافقة على بحث القضايا الجوهرية مثل الحدود ووضع القدس في المفاوضات غير المباشرة التي ستجري بوساطة امريكية.

وتعهد نتنياهو الا يقيد نشاط الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية قائلا انه يتمتع بتأييد واسع في اسرائيل لتلك السياسة التي اتبعتها كل الحكومات الاسرائيلية منذ عام 1967. وتعارض الولايات المتحدة انشطة الاستيطان قائلة انها تستبق الحكم قبل التوصل الى اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين.

وأكدت اسرائيل في وقت سابق يوم الأربعاء خططا جديدة لتوسيع الوجود اليهودي في القدس الشرقية المحتلة بالموافقة على المزيد من عمليات البناء متجاهلة بذلك توتر العلاقات مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقال جيبز ان مسؤولين امريكيين سيسعون للحصول على ايضاحات بعد ان قال مسؤول في مجلس مدينة القدس في خطوة ستغضب بلا شك الفلسطينيين انه صدرت موافقة نهائية على بناء وحدات سكنية من حي طرد منه الفلسطينيون العام الماضي.

وكان مسؤولون امريكيون واسرائيليون سعوا الى اعادة العلاقات الى مسارها بعد الاعلان منذ اسبوعين اثناء زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن لاسرائيل عن خطة منفصلة لبناء 1600 منزل لليهود في رامات شلومو وهي مستوطنة اقيمت في الضفة الغربية على اراض ضمتها اسرائيل الى القدس بعد حرب عام 1967.

وأثار النزاع بشأن هذه الخطة أسوأ خلاف دبلوماسي بين واشنطن واسرائيل منذ تولي اوباما الرئاسة في العام الماضي.

وقال نتنياهو الذي يرأس ائتلافا يضم احزابا مؤيدة للاستيطان من بينها حزبه انه لم يكن يعلم بأمر هذا الاعلان. لكنه كان واضحا بأنه ليس لديه نية لتقييد بناء مستوطنات يهودية في القدس التي تقول اسرائيل انها عاصمتها.

ويصف الفلسطينيون — الذين يأملون ان تصبح القدس الشرقية عاصمة لدولتهم في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة — نتنياهو وسياساته الاستيطانية بأنهما عقبة في طريق السلام.

وقال اليشع بيليج عضو مجلس بلدية القدس لإذاعة الجيش الإسرائيلي في وقت سابق يوم الأربعاء إن خطة بناء المساكن في منطقة الشيخ جراح بالقدس تمضي قدما منذ شهور وإن احدث خطوة كانت مجرد "خطوة فنية".

وقال المتحدث باسم نتنياهو في بيان إن إسرائيل ستواصل البناء داخل كل بلدية القدس التابعة لها وإن خطة البناء التي أثارت التساؤلات خلال زيارة نتنياهو الحالية لواشنطن ليست بالأمر الجديد.

وقال هيفيز المتحدث باسم نتنياهو في بيان "ليست هناك حدود على حق الملكية في القدس. من حق اليهود والعرب أن يشتروا ويبيعوا بحرية الأراضي والمنازل في كل المدينة وهذا هو الواقع."

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى