سياسية

اعتقالات ومواجهات بالضفة.. وتحذيرات فلسطينية من معاودة اقتحام الأقصى

بعد إعلانها عن أكبر مخطط استيطاني يلتهم مدينة القدس المحتلة، غير آبهة بالمواقف الفلسطينية أو حتى الأميركية المستنكرة لخططها الاستيطانية الجديدة، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي حصارها للمسجد الأقصى وباحاته
حيث شددت أمس إجراءاتها في هذا المجال وأغلقت مدرستين ثانويتين للبنات داخل المسجد، ذلك بموازاة سلسلة من الاعتقالات في أنحاء متفرقة من القدس المحتلة والضفة الغربية.

وقالت مصادر فلسطينية: إن جنود الاحتلال اعتقلوا أحد حراس الأقصى المبارك عندما كان متوجهاً عبر الحاجز العسكري المقام بالقرب من قرية حزما شمال شرق مدينة القدس، إلى مكان سكنه شمال المدينة. كما اعتقل الاحتلال أربعة فلسطينيين على حاجز قلنديا خلال محاولة عشرات الفلسطينيين عبور الحاجز. ‏

وفي القدس المحتلة أيضاً كانت سلطات الاحتلال أغلقت مدرسة الأقصى الثانوية قرب باب السلسلة والمدرسة الثانوية الشرعية التي تقع بين بابي الأسباط وحطة وأخرجت الطالبات منهما بالقوة ووضعت العشرات من جنودها على بواباتهما، وقد اعتبر الشيخ تيسير التميمي أن إقدام الاحتلال على إغلاق المدرستين هو خطوة تمهيدية للسيطرة على الأحياء التي تقع فيها المدرستان.

كذلك أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات إغماء واختناق عقب مواجهات بينهم وبين جنود الاحتلال الإسرائيلي في منطقة باحة باب العامود وشارع السلطان سليمان وسوق المصرارة الملاصق لأسوار مدينة القدس القديمة بسبب الحصار الشديد الذي تفرضه قوات الاحتلال على البلدة القديمة والمسجد الأقصى. ‏

وقد استخدمت قوات الاحتلال القنابل الصوتية الحارقة وقنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق الفلسطينيين الذين ردوا برشق جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة. ‏

في السياق ذاته اعتدت قوات الاحتلال على متظاهرين فلسطينيين كانوا يحتجون على منعهم من أداء الصلاة في الحرم القدسي. ‏

وفي نابلس بالضفة الغربية أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح وحالات إغماء واختناق خلال مواجهات اندلعت بينهم وبين قوات الاحتلال بعد أن اقتحمت قرية عراق بورين وقد أطلق جنود الاحتلال القنابل الغازية والرصاص المطاطي لتفريق الفلسطينيين. ‏

أما في قطاع غزة المحاصر فقد قصفت قوات الاحتلال منازل وممتلكات الفلسطينيين في مدينة رفح جنوب القطاع، حيث ألحقت أضراراً مادية بالأماكن المستهدفة، كما قصفت دبابات الاحتلال من على الحدود الشرقية للقطاع أراضي وممتلكات الفلسطينيين في أحياء الشجاعية والزيتون والتفاح. ‏

من جانب آخر قال رمزي رباح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية: إن الاستياء الأميركي من قرار حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية المتطرفة بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة لم يأت بجديد فيما يتعلق بالإجراءات المطلوبة تجاه إسرائيل. وأضاف: إن على الإدارة الأميركية أن تطالب حكومة نتنياهو بالوقف الكامل للاستيطان وخاصة في القدس والالتزام بقرارات الشرعية الدولية. ‏

في الجانب السياسي دعا الاتحاد الأوروبي أمس إسرائيل إلى العمل على إعادة إطلاق فوري لمفاوضات السلام مع الفلسطينيين وذلك عشية أول زيارة للمنطقة تقوم بها وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين أشتون . ‏

وأعربت أشتون في تصريحات للصحفيين على هامش اجتماع مع العديد من وزراء خارجية بلدان الاتحاد الأوروبي عقد في ساريسيلكا شمال فنلندا عن قلقها البالغ حيال إعلان الحكومة الإسرائيلية عن مشروع لبناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة والذي تزامن مع زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل ودعت رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى دفع تحقيق جهود السلام في المنطقة. كما أعربت أشتون عن الحاجة إلى وجود اتفاق سلام يتم التفاوض حوله بشكل سريع وقالت: إن الاتحاد الأوروبي يمكنه استخدام روابطه التجارية مع إسرائيل كأداة للضغط عليها لاستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين. ‏

بدوره ندد وزير الخارجية السويدي كارل بيلت الذي شارك في الاجتماع المذكور بقرار إسرائيل بناء مزيد من المستوطنات واصفا القرار الأخير ببناء 1600 وحدة استيطانية بالسيئ جداً. ‏

وقال بيلت: إن إسرائيل تعمدت إعلان هذا القرار مع زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل معرباً في الوقت نفسه عن شكوكه إزاء التزام إسرائيل بالسلام. ‏

وطالب الوزير السويدي الحكومة الإسرائيلية أن تثبت أنها تريد السلام فعلاً. ‏

كما أعربت الرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوروبي عن قلقها من فشل نهائي لعملية السلام في حال عدم تحقيق تقدم. إذ قال وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس إنه حتى الآن لم يفت الأوان ولكن إذا انتظرنا أكثر من عامين فسيكون قد فات الأوان ولن يعود هناك ما يمكن التفاوض بشأنه بسبب تنامي المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس. ‏

يذكر ان أشتون ستزور الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة خلال جولتها في المنطقة التي تبدؤها غدا. ‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى