سياسية

براون يفشل في تهدئة العاصفة بخصوص تمويل الجيش

يظهر خلاف بخصوص زيارة رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون لقوات بلاده في أفغانستان أن الحرب والإنفاق العسكري سيظلان قضيتين مهمتين في الانتخابات البريطانية التي ستجرى هذا العام رغم محاولات براون لنزع فتيلهما.
واضطر براون للخوض في حقل ألغام محتمل يوم الجمعة حين أدلى بشهادته في تحقيق رسمي بخصوص دور بريطانيا في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 .

ومع اقتراب موعد الانتخابات التي يتوقع إجراؤها في غضون أسابيع وتقدم حزب المحافظين المعارض في استطلاعات الرأي أراد براون تفادي تقديم مادة للمحافظين وقادة سابقين للجيش لاتهامه بعدم إمداد القوات المسلحة بالعتاد الذي تحتاجه.

وفي الوقت نفسه يعرف براون الذي كان وزيرا للخزانة في ذلك الوقت أن العديد من البريطانيين عارضوا الغزو بقوة.

وكان براون بالغ الحرص حيث نفى أنه منع أي تمويل عن الجيش وأيد قرار توني بلير رئيس الوزراء آنذاك بالانضمام إلى العملية وأوحى في الوقت نفسه بأنه لم يمارس ضغطا قويا من أجل عمل عسكري.

وطار براون إلى أفغانستان بعد الإدلاء بشهادته مباشرة لتقديم الشكر للجنود البريطانيين الذين شاركوا في هجوم رئيسي على حركة طالبان في إقليم هلمند.

ورغم إصرار براون على أن الزيارة كانت مخططة قبل وقت طويل قال خصوم ومنافسون سياسيون إنه ليس من قبيل المصادفة أن رئيس الوزراء أراد أن تلتقط له صور أثناء تقديم دعمه للجنود البريطانيين في أعقاب سؤاله خلال التحقيق مباشرة.

واتهم رئيس الوزراء الأسبق جون ميجور الذي ينتمي لحزب المحافظين براون باستغلال الجنود من أجل كسب سياسي.

وقال "استغلالهم كخلفية في توقيت مثير للسخرية قبل الانتخابات تصرف لا يليق على الإطلاق برئيس للوزراء".

وأنجز براون بالإدلاء بشهادته في التحقيق وزيارة أفغانستان حيث يوجد 9500 جندي بريطاني اثنين من الأمور التي يجب أن يؤديها قبل الدعوة للانتخابات التي يتوقع على نطاق واسع أن تجرى في السادس من مايو آيار. وثمة عقبة أخرى هي الميزانية التي تقول تقارير إن من المرجح تقديمها في 24 مارس آذار.

وفشل براون في وقف اتهامات بأنه قيد تمويل الجيش البريطاني وحرمه من عتاد حيوي مثل طائرات الهليكوبتر والمركبات المدرعة خلال السنوات العشر التي قضاها وزيرا للخزانة قبل عام 2007.

وقال تشارلز جثري الرئيس السابق لهيئة الأركان متحدثا لصحيفة ديلي تلجراف "قول إن جوردون براون أعطى الجيش كل ما طلبه هو ببساطة غير صحيح."

وذكر ليام فوكس المتحدث باسم حزب المحافظين لشؤون الدفاع أن ميزانية طائرات الهليكوبتر قلصت بمقدار 1.4 مليار جنيه استرليني "2.11 مليار دولار" في عام 2004 عندما كان براون في الخزانة بينما كانت القوات البريطانية تحارب في كل من العراق وأفغانستان.

وقال لهيئة الإذاعة البريطانية "كانت وزارة الدفاع تعمل بالفعل بميزانية خاصة بزمن السلم "بينما" كانت تخوض حربين".

والمزاعم أن حكومة حزب العمال عرضت حياة الجنود البريطانيين للخطر بعدم إمدادهم بأفضل وقاية من القنابل التي تزرع على الطرق أمر بالغ الحساسية لدى الناخبين.

ومن المؤكد أن تكون قضية انتخابية شأنها في ذلك شأن التساؤلات عن العدد المتزايد من القتلى البريطانيين في أفغانستان وأهداف الحكومة من إبقاء القوات هناك.

وحرص براون منذ تولى رئاسة الحكومة على إعطاء الجيش العتاد الذي يحتاجه في أفغانستان.

وقالت وزارة الدفاع يوم السبت إنها ستعلن قريبا تفاصيل طلبية قوامها 200 مركبة خفيفة جديدة للدورية لتحل محل سيارات لاند روفر سناتش خفيفة الدروع التي قتل فيها ما لا يقل عن 37 جنديا بريطانيا منذ عام 2005.

المصدر
وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى