مقالات وآراء

أمام نعش الأمة العربية .. بقلم نهاد خراط حلو

أقف مذهولاً..

وعلى أصابعي دماء القضية
أمام نعش الأمة العربية
أقف مقتولاً..
ضائع الأحلام ..مسلوب الهوية
أمام نعش الأمة العربية
يقف التاريخ
مفجع الأماني البهية
أكفَن بقايا أهدافي
بالخيبة المريرة العتية
وأنا بصمتي المعتاد
ألملم من جسدي أشلاء البلية
حاملاً بين أعضائي
أملا كسيحاً..
حلماً جريحاً..
يبلي بقايا أشلائي
في العين دمعة كبرى
في القلب حرقة أخرى
في الصوت رعشة سكرى
تلطَخ بالعار أرجائي..

وهنا عند الخاصرة
هنا ..عند الخاصرة..
جرح ندي وذاكرة
زيتون نازف..
وجود راعف..
وكروم أحلام طاهرة…

وأنا
عند خاصرتي..
هنا عند خاصرتي..
خُلق شرياني الأبهر..
يمر بأشلائي التي تبتر..
يرسم عمري الدامي..
يشهد مقتل أحلامي..
وأحزاني التي تكبر…

وأنا من أمام نعشي
أسأل بعضي :
كيف بعزلة الكلمات
تُصنع القنابل ..؟
أو تُعمر الحقول بالسنابل ..؟
كيف بالحبر والأوراق
تُعاد الأجنة للحوامل..؟
ويُرسم بالوهم أحلامٌ
سرقها سفاح وقاتل..؟
كيف بالكلمات..
نرد على ..
من يسرقون من ساعاتنا الزمنا…
من يسحبون من عروقنا دمنا…
من يحرقون الزيتون والليمون والوطنا…
كيف إن لم نكن مع بعضنا..
يكون الله معنا…؟
نهااد خراط حلو…

بواسطة
نهاد خراط حلو
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. كلام جميل و رائع يعبر عن واقع هذه الامة التي كانت بيوم من الايام امة الامم و سترجع كما كانت بأذن الله مشكورة اناملك الذهبية بما خطت من كلمات رائعةو سنبقى نريد المزيد من اعمالك .

  2. لا أعلم كيف أشكرك على كلمات منحت هذه الصفحة رونقها
    شرف لي أن تقبلوا وجودي المتواضع بين أسرتكم الرائعة

  3. الأديبة نهاد نهنئ أنفسنا جيل الشباب أن لازال فينا أديبات مثلك…
    كثيرا ما بكت عيوننا على فراق الأحباب وكثيرا ما صبرنا حتى ضاق الصبر وكثيرا ما اشتقنا إلى ماضينا المنير..
    قصيدتك أدمت قلوبنا وأحدثت صدعا في جدار أنفسنا وزلزالا في مشاعرنا ..
    وفقك الله وننتظر المزيد من إبداعاتك
    دام قلمك الماسي

  4. القصيدة رائعة والكاتبة أروع والكلمات كتير حلوة بس عنجد القصيدة إذا نزلت بصوت نهاد كانت طلعت عنجد أحلى بس عنجد شي حلو A.K.14

  5. سيد أحمد
    جزيل الشكر لكلماتك التي حملت كلماتي هذا الجمال
    دمت سيدا متميزا وشاعرا مبدعا
    سعييييدة بمرورك

زر الذهاب إلى الأعلى