أخبار البلد

المعلم أمام مجلس الجامعة: سورية لم توافق على الفقرة المتعلقة بإجراء مفاوضات غير مباشرة فلسطينية إسرائيلية وليست طرفا في هذا التوجه وليس من مهام لجنة المبادرة إعطاء مثل هذه التفويضات

قال وزير الخارجية وليد المعلم إن وفد سورية في اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية لم يوافق على الفقرة 4 التي تتحدث عن فرصة جديدة لمفاوضات غير مباشرة فلسطينية إسرائيلية.
واعترض المعلم ووضع نقطة نظام على ما قاله الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن موافقة لجنة مبادرة السلام العربية بالإجماع على إجراء مفاوضات غير مباشرة فلسطينية إسرائيلية مؤكدا أن هذا الكلام ليس دقيقا ولم يكن هناك إجماع وشدد المعلم على أن سورية ليست طرفا في هذا التوجه وأنه ليس من مهام لجنة المبادرة إعطاء مثل هذه التفويضات لافتا إلى أن هذا القرار فلسطيني وأن السلطة الفلسطينية تتحمل مسؤولية قرارها.

وقد عقدت في مقر الجامعة العربية في القاهرة صباح أمس أعمال الدورة العادية الـ133 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري بمشاركة وزير الخارجية وليد المعلم وبحضور وزراء الخارجية العرب والأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير خارجية الجمهورية التركية.

وألقى الوزير المعلم رئيس الدورة السابقة الـ132 لمجلس الجامعة كلمة في الجلسة الافتتاحية قال فيها إن الأوضاع العربية ليست كما نريد وليست كما تريدها الأمة العربية في كافة أرجائها وأنه رغم جهود طيبة كثيرة بذلت خلال العام المنصرم وأعطت ثمارها في بعض الجوانب إلا أن أوضاعنا العربية ما زالت على غير ما نريد ونطمح فالمشاكل تتوالد وكذلك التحديات والمخاطر.

وأضاف وزير الخارجية أنه في مطلع العام الماضي وجدت سورية في توجه الإدارة الأميركية الحالية للانخراط الجاد في عملية السلام أمرا إيجابيا ونافذة لفرصة يمكن البناء عليها وما زلنا نرى هذا الرأي إلا أننا نرى أيضا أن الاستفادة من نافذة الفرصة هذه إنما تكون بالتأكيد العربي الحازم على أن متطلبات السلام معروفة ومتفق عليها عربيا ودوليا فضلا عن أنها موضع إجماعنا العربي في قرارات عربية ودولية عدة على أن كافة الجهود التي بذلت لم تؤت أي ثمار بعد بسبب الرفض الاسرائيلي بل أن السياسات الإسرائيلية المعلنة والمطبقة تفصح بما لا يختلف عليه اثنان أن النهج الاسرائيلي إنما يقوم على استمرار الاحتلال وعلى تصفية القضية الفلسطينية.

وقال الوزيرالمعلم: إن تهويد القدس يسير بشكل متسارع والأقصى المبارك في خطر داهم جراء استمرار الحفريات الاسرائيلية إضافة إلى ما تم الإعلان عنه مؤخرا من ضم الحرم الابراهيمي الشريف ومسجد بلال الى ما تسميه اسرائيل قائمة مواقعها التراثية كما أن غزة ما زالت تعيش حصارا قاتلا يتنافى وأبسط المعايير الانسانية.. وابتلاع الاراضي قائم على قدم وساق من خلال الاستمرار في بناء المستوطنات.

وأوضح وزير الخارجية في كلمته بأن مواجهة هذا النهج الاسرائيلي تتطلب منا موقفا عربيا مشتركا واضحا وحازما لا يقبل المراوحة والتنازل ويستخدم كافة ما نملك كعرب من أوراق وهي كثيرة لدفع المجتمع الدولي وخاصة الدول الفاعلة في صنع السلام من أجل إلزام إسرائيل بوقف العمل على تهويد القدس ووقف تهديد سلامة المسجد الاقصى المبارك ووقف الاستيطان بكافة أشكاله والانصياع لمتطلبات السلام الأخرى.

وفيما يخص الانقسام الفلسطيني قال الوزيرالمعلم إن هذا الانقسام أمر بالغ الخطورة على القضية الفلسطينية وينبغي وضع حد له ونحن في سورية نؤكد أن على الأشقاء الفلسطينيين إدراك أن الوحدة الوطنية الفلسطينية يجب أن تكون أولويتهم دون منازع وخاصة في هذه الظروف العصيبة.. مضيفا أن سورية عملت بكل ما تستطيع للمساهمة في تشجيع الاطراف الفلسطينية على المصالحة وانهاء الانقسام إدراكا منها أن المصالحة الفلسطينية هي قرار الفلسطينيين أولا وأخيرا.. وأنه ينبغي التأكيد على أن تحقيق هذه المصالحة أمر ليس في صالح القضية الفلسطينية وحدها إنما هو أيضا في صالح قضايا العرب عامة وفي صالح كل من يريد للمنطقة سلاما عادلا وشاملا.

وحول التطورات في اليمن لفت الوزير المعلم إلى أن أحداث اليمن خلال العام الفائت وامتداد تداعياتها الى منطقة الحدود مع المملكة العربية السعودية شكلت عامل قلق كبير بالنسبة الى سورية وقد أكدنا على حق السعودية في الدفاع عن أمن حدودها المشتركة ومنع اي تجاوزات عليها كما ارتحنا للتقدم الذي تم احرازه حتى الآن ونأمل استتباب الامن بما يضمن الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره وازدهار حياة شعبه.

وعن الاوضاع في السودان قال وزير الخارجية ان سورية سبق واعلنت مرارا دعمها للسودان وقيادته في وجه محاولات النيل من وحدته وامنه وسيادته.. ونحن ننظر بارتياح الى اتفاق الاطار الذي تم التوصل اليه بين حكومة السودان وحركة العدل والمساواة برعاية ثمينة ومشكورة من دولة قطر ونأمل أن يكون هذا الاتفاق باكورة لخطوات ايجابية اخرى لصالح وحدة السودان وسيادته وامنه.

وبشأن الوضع العراقي أكد الوزيرالمعلم حرص سورية على وحدة العراق واستقراره واستقلاله وتأييدها للعملية السياسية فيه واستعداد سورية لتقديم كل الدعم الذي من شأنه الاسهام في تحقيق ذلك لان امن العراق جزء من امن سورية والامة العربية جميعا وكذلك استقراره وازدهاره ومنعته وهذا يتطلب بشكل اساسي تحقيق المصالحة الوطنية بين كافة مكونات شعبه.

وعن الأوضاع في الصومال أعرب وزير الخارجية عن انشغال سورية بما يجري في الصومال من اقتتال مضيفا أن سورية تدعو الأشقاء فيه إلى المصالحة الوطنية واعتماد لغة الحوار فيما بينهم من أجل وحدة الصومال وارساء دعائم الامن والاستقرار فيه.

كما أكد الوزير المعلم على موقف سورية والعرب جميعا بضرورة أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل مشيرا إلى أن اسرائيل بامتلاكها السلاح النووي تمنع انشاء هذه المنطقة وهي فضلا عن ذلك ترفض الانضمام الى اتفاقية عدم الانتشار.. وتقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية عاجزة عن القيام بأي اجراء يمكنها من الوقوف على حقيقة ما تمتلكه إسرائيل من سلاح نووي.. وفي الوقت الذي نؤكد فيه على ضرورة أن تكون منطقتنا خلوا من اسلحة الدمار الشامل نؤكد ايضا على حق الدول جميعا في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.

وختم وزير الخارجية كلمته بالقول: إن التاريخ يعلمنا أن في حياة الأمم مراحل مفصلية تشكل منعطفات حاسمة في مسيرة حياة أجيالها.. وأرانا كعرب نعيش مرحلة كهذه.. ما نقرره ثم نفعله او لا نفعله مسألة لم تعد تتعلق بالحاضر فحسب وانما ترسم صورة المستقبل القريب والبعيد معا.. القراءة الموضوعية لما نعيشه من أحداث ومشاكل وتحديات تؤكد أننا نقف على عتبة منعطف حاسم وخاصة فيما يتعلق بالحقوق الفلسطينية والعربية واستمرار احتلال الأرض.. إن مستقبل أجيالنا رهن بما نصنعه اليوم من التزام بما نقرر ومن تضامن وعمل مشترك وتوحيد للكلمة بدءا بوضع حد للخلافات والانقسامات والتركيز على المصالح العليا والأهداف المشتركة.. هذا ما نأمل أن يكون وهذا ما نسعى إليه.

وكان السفير يوسف أحمد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية أوضح ما جرى في جلسة افتتاح اجتماع وزراء الخارجية العرب ولجنة مبادرة السلام العربية وقال: إنه تبين من خلال رئاسته لوفد سورية في الاجتماع أنه منذ اللحظات الأولى كانت غاية الاجتماع هي إعطاء تفويض عربي لقرار فلسطيني متخذ للذهاب إلى مفاوضات غير مباشرة بدون أي ضمانات.

وأشار السفير أحمد إلى أنه بين في الاجتماع أن لجنة المبادرة العربية ليس من اختصاصها إعطاء مثل هذا التفويض وإنما تتمثل مهمتها في تسويق هذه المبادرة لتحقيق أهدافها وهي إقامة السلام العادل والشامل على كل الأراضي العربية المحتلة.

وأضاف السفير أحمد أن إعطاء مثل هذا التفويض يضفي شكلاً من اشكال الشرعية للإجراءات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة بدءاً من تهويد القدس إلى الخطر الداهم على المسجد الاقصى وصولا الى ضم الحرم الابراهيمي ناهيك عن الحصار الظالم على قطاع غزة بالإضافة إلى سياسة الاستيطان التي لم تتوقف إطلاقاً.

وقال مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية: إنه إذا كانت اللجنة تتجه هذا الاتجاه فإن سورية ليست طرفاً في ما يجري فالقرار هو شأن فلسطيني وعلى القيادة الفلسطينية التي ستذهب إلى هذه المفاوضات أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه ذلك.

وشدد السفير أحمد على أنه لم يكن هناك إجماع خلال الاجتماع كما قيل خلال الجلسة الافتتاحية.

المعلم يجري عددا من اللقاءات مع نظرائه العرب ووزير الخارجية التركي ومبعوث الاتحاد الاوروبي لعملية السلام

وتابع وزراء الخارجية العرب بعد ظهر أمس اجتماعات الدورة 133 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري بحضور وزير الخارجية وليد المعلم حيث بحثوا البنود المدرجة على جدول الأعمال والتي تتناول قضايا العمل العربي المشترك وسبل تفعيله في كل المجالات إلى جانب البنود الدائمة الخاصة بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي والإجراءات الإسرائيلية في القدس والاستيطان وسرقة إسرائيل للمياه في الأراضي العربية المحتلة والجولان السوري المحتل ورفض العقوبات الاميركية أحادية الجانب على سورية وأوضاع المهجرين العراقيين إضافة إلى مخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي والسلام الدولي وغيرها من البنود.

وقد عقد الوزير المعلم عددا من الاجتماعات على هامش الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة العربية مع نظرائه وزراء خارجية لبنان علي الشامي وليبيا موسى كوسا وموريتانيا الناها بنت حمدي ولد مكناس وتبادل معهم وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والبنود المدرجة على جدول أعمال الاجتماع الوزاري.

كما التقى الوزير المعلم السيد أحمد داوود اوغلو وزير الخارجية التركي وتناول معه التطور المتنامي في علاقات البلدين إضافة إلى استعراض آخر المستجدات في المنطقة والتنسيق والتشاور بين سورية وتركيا بهدف تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

والتقى الوزير المعلم مع السيد مارك اوته مبعوث الاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الاوسط واستعرض معه تطورات الأوضاع في المنطقة وخصوصا عملية السلام المتوقفة بسبب المواقف والتصرفات الاسرائيلية حيث أكد وزير الخارجية موقف سورية الداعي لتحقيق السلام العادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية مشددا على أهمية وجود دور اوروبي داعم للوساطة التركية في المحادثات غير المباشرة بين سورية واسرائيل.

موسى: الموقف السوري بشأن إجراء مفاوضات غير مباشرة فلسطينية إسرائيلية صحيح

قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن الموقف السوري بعدم الموافقة على إجراء مفاوضات غير مباشرة فلسطينية إسرائيلية هو موقف صحيح.

وأضاف موسى في سياق مؤتمر صحفي في ختام اجتماعات مجلس الجامعة العربية انه شخصيا متشائم وان وزراء خارجية عربا آخرين متشائمون من هذه المفاوضات متوقعا الفشل لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى