ثقافة وفن

سلطنة عمان تستعد للحدث الضخم من خلال بناء أحدث دار أوبرا عربية بمواصفات عالمية

يتواصل العمل الآن في إنشاء أول مشروع عماني من نوعه وهو دار الفنون الموسيقية ويعد من المشاريع الثقافية المهمة على الساحة المحلية والعربية ..

يعتبر المشروع الذي يقام في منطقة شاطئ القرم وتنفذه شؤون البلاط السلطاني "المنشآت السلطانية" بمثابة مكرمة سامية لأبناء السلطنة , يأتي إنشاء هذا الصرح بناء على توجيهات السلطان "قابوس بن سعيد"ـ حفظه الله ـ ، ليكون أحد المعالم الفنية البارزة في مجال الموسيقى والمسرح ..

حول هذا المشروع والذي من المتوقع الانتهاء منه قبل نهاية هذا العام يقول المهندس حامد بن عبدالله الغزالي مدير المشروع ..

لقد كانت التوجيهات السامية هي المحرك الأساسي وراء تجسيد هذا الحلم الفني لانه يعتبر فريد من نوعه في الشرق الأوسط من ناحية المواصفات ذات التقنية العالية والخاصة بالمجال المسرحي والغنائي ونقاء الارتداد الصوتي المسموع في قاعة المسرح مؤكدا أنه مشروع فريد في تصميمه وأدائه وينبع من النظرة الثاقبة والاهتمام السامي بثقافة الفنون الموسيقية والمسرحية ويتم تشييد المشروع على مساحة تبلغ حوالي 80 ألف متر مربع بمنطقة الصاروج حيث تكون دار الفنون الموسيقية هي المركز لمرافق حيوية مختلفة.

مواصفات عالمية ..

يتابع: لقد كانت توجيهات السلطان قابوس ـ حفظه الله ـ وراء تجسيد هذا المشروع الفريد من نوعه فلا يوجد هناك ما يماثل هذا المشروع في الشرق الأوسط من ناحية المواصفات ذات التقنية العالية والخاصة بالمجال المسرحي والغنائي ونقاء الارتقاء الصوتي المسموع في قاعة المسرح ومن المقرر ان يصبح هذا المشروع بعد الانتهاء منه معلما بارزا ونقطة مهمة للجذب السياحي من خلال إقامة سوق لعرض الفنون التشكيلية والمنتجات اليدوية والحرفية التراثية بالإضافة الى المطاعم والمقاهي وأماكن للتسوق وتشغل الأشجار والمسطحات الخضراء بالموقع حوالي 60% من الأراضي المخصصة للمشروع مما يوفر أماكن فسيحة للتنزه والجلوس ويتضمن المشروع تشييد مواقف سيارات تتسع لحوالي 450 سيارة وشبكة طرق متكاملة لتسهيل انسياب حركة المرور من والي دار الفنون الموسيقية .

أفضل التصاميم

يكشف المهندس حامد الغزالي تفاصيل التعاقد بعد فوز شركة "وبيمرلي آليسون تونج آند جوو" بتصميم المشروع والتي تقدمت بأفضل التصاميم التي شملت على سبيل المثال لا الحصر جميع جوانب دار الفنون الموسيقية بما في ذلك التصاميم المعمارية للواجهات والأبهية وخشبة المسرح والقاعة الرئيسية بالمسرح والتصاميم الداخلية . 

الجدير بالذكر أن التصميم الخارجي لمبنى دار الفنون الموسيقية مستوحي من التصاميم العمانية العريقة ولكن بصورة ونمط حديث يتجلى منها فنون العمارة العمانية المعاصرة .

يتابع: بناء على تعليمات السلطان قابوس فقد تشكلت لجنة تضم في عضويتها مجموعة من كبار المسؤولين في الدولة لمتابعة سير العمل في المشروع هذا وقامت إحدى الشركات الاستشارية العالمية المتخصصة "ثياتر بروجيكت كونسالتاتس" بإعداد التصور الأولي للمشروع حيث تم بعد ذلك طرح منافسة بين الشركات العالمية المتخصصة في تصاميم المسارح وتم اسنادها الى الشركة العالمية وييمرلي آليساون تونج آند جوو والتي فازت بتقديم افضل تصميم .

مسرح بمقاييس عالمية

المهندس حامد بن عبدالله الغزالي مدير المشروع 

يضيف الغزالي: هذا المشروع يعد مشروعا فريدا على المستوى العالمي وكانت الشركات العالمية المعنية بهذا المجال على دراية بهذا المشروع وأبدت اهتماما كبيرا به من كافة أنحاء العالم .

فيما يتعلق بالتصاميم المعمارية وأنظمة الإضاءة وأنظمة الصوت وامكانية تحريك خشبة المسرح يضيف الغزالي: هذا المشروع ينطوي على أعلى المقاييس العالمية وأحدث ما توصلت إليه التقنية في هذا المجال كما أن مقاعد الجلوس في قاعة المسرح ستكون قابلة للتعديل وفقا لنوعية العرض المقدم سواء كان أوبرا أو مسرحية أو عرضا موسيقيا . حيث يمكن تحريك خشبة المسرح وفقا لعدد أفراد الفرقة التي تؤدي عليها.

يكمل الغزالى: في حالة تقديم عروض موسيقية يتم تعديل القاعة لتتسع لحوالي "1100" مشاهد كحد أقصى في حين ان عروض الأوبرا والمسرح تتطلب توسعة الخشبة لذا فبالإمكان تخفيض سعة المقاعد لتصبح 800 مشاهد كحد أدني ويمكن تعديل خشبة المسرح بما يتناسب مع نوع العرض سواء كان ذلك عرضا موسيقيا او عرضا مسرحيا أو اوبرالي أو لأي غرض ثقافي وفني آخر كما ان احدى الخصائص الفريدة لخشبة المسرح هي وجود برج علوي بارتفاع 32 مترا لتسهيل التشكيلات المسرحية خلال الاداء وبناء على نوع الإخراج الأوبرالي أو الموسيقى يكون بالامكان توسعة خشبة المسرح وتكبير موقع الاوركسترا وذلك باستخدام مصاعد الأوركسترا أو مصاعد خشبة المسرح وعربات المقاعد في أوضاع مختلفة بالاضافة الى ذلك سيتم استخدام مجموعة من أدوت التقنية الصوتية التي تساعد على امتصاص الارتدادات لتحقيق نقاوة عالية للصوت بناء على نوع العرض الذي يتم تقديمه .

الأوبرا من الداخل

يضيف الغزالي: يعد هذا العمل عملا ميكانيكيا شديد التعقيد كما أن تشييد قاعة مسرح تتضمن هذه الجوانب عالية التقنية يعد تحديا كبيرا , من بين المكونات الجمالية التي تجذب الانتباه داخل القاعة تأتي المقصورة السلطانية والشرفات التي تتكون من ثلاث طبقات على الجانبين. 

يختتم الغزالى: قبل اسناد العقد الرئيسي للمشروع تم القيام بأعمال تمهيدية كبيرة في موقع المشروع وتركيب ركائز خرسانية بلغ مجموعها حوالي 1100 ركيزة ومن المقرر أن يتم تعيين رئيس تنفيذي لدار الفنون الموسيقية في وقت قريب للقيام بمهامه بالتنسيق مع إدارة المشروع حيث من المقرر أن يتم في نهاية المطاف إسناد إدارته الى جهة مستقلة لتشغيله وفقا لأقصى الإمكانيات التجارية المتاحة بما يتناسب ويرتقي بمكانته كما ان هناك خطة لتدريب الكوادر العمانية ليكونوا جزءا من فريق إدارة وتشغيل مبنى دار الفنون الموسيقية

بواسطة
حمود بن علي الطوقي - الفن أونلاين
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى