المنوعات

بولينيزيا الفرنسية تتمتع بالصفاء رغم طول السفر

يقول كل من يزور هذه الجزر الساحرة ( ما أجملها ولكن يا ليتها لم تكن بهذا البعد ) وجزر الأحلام هذه تابعة لبولينيزيا الفرنسية وأشهرها جزر تاهيتي وبورا بورا ورانجيروا والتي توحي أسماؤها برمال البحر الجنوبي البيضاء المترامية تحت أشجار النخيل ..

وهذا بالضبط ما يكون بانتظار زوار هذا الفردوس ، غير أنه يتعين عليهم أولا تحمل مشقة الرحلة الطويلة التي تستغرق نحو 26 ساعة عن طريق الجو بدءا من وسط أوروبا، ولا يوجد في الواقع مقصد لقضاء العطلات بالنسبة للأوربيين أبعد من هذه الجزر، غير أن هذا المكان يستحق أن تقطع له هذا السفر الطويل، ويمكنك عند الوصول أن تستمتع بالسباحة والغطس وممارسة رياضة المشي وركوب عربات تجرها الثيران أو الاكتفاء بالاستلقاء على الشاطئ والتمتع بأشعة الشمس.

ومن الشخصيات الشهيرة التي يقابلها الزائر في تاهيتي ألفونسو / 42 عاما / الذي يحب أن يظهر نصفه العلوي بارز العضلات، ويقوم ألفونسو بعروض للرقص ، كما تشمل مهام وظيفته اليومية قيادة السيارة التي تحمل السياح للقيام بجولة في أنحاء الجزيرة، والغطس برشاقة داخل الماء على طول شلال ثم يبين للزوار كيف يترك نبات السرخس الفضي آثارا تبدو كخطوط ملونة على بشرته الداكنة.

وبالتدريج تبدي السائحات إعجابهن بسحر ألفونسو المكسو بطابع البحر الجنوبي وبعينيه السوداوتين وبابتسامته الساحرة، بينما يتلهف الرجال للقيام بجولات للمشي وتسلق الجبال التي تكسوها الغابات وهي من أجمل الأنشطة في تاهيتي وتستحق وحدها ثمن تذكرة الطائرة.

وتقضي قافلة الزوار أثناء قيامها برحلتها الجبلية الليل داخل أكواخ بسيطة من القش تحت ظلال أشجار الخبز.

وعادة ما تكون تاهيتي وهي الكبرى في مجموعة الجزر المحطة الأولى بالنسبة لراغبي قضاء العطلات في بولينيزيا الفرنسية ، ومن هناك يرحلون إلى جزر أخرى مثل هاواهاين وبورا بورا وموريا، وبالإضافة إلى مجموعة الجزر تضم بولينيزيا التي تعد أراض فرنسية فيما وراء البحار أربعة من جزر الأرخبيل هي : جزر الماركيز وأرخبيل تواموتو وجزر جامبيه وجزر أوسترال.

وبعض الجزر ترتفع فوق سطح البحر وبها شواطئ ذات رمال بركانية سوداء ، والبعض الآخر مسطحة وتعلو على الأمواج بمسافة ضئيلة ، وفي هذه الجزر رست السفينة باونتي التابعة للبحرية البريطانية بقيادة الكابتن ويليام بلاي عام 1788 ، وتم بجزيرة تاهيتي تصوير الفيلم الشهير " ثورة على السفينة باونتي " بطولة مارلون براندو عام .1962

ويعيش على جزر بولينيزيا الفرنسية التي يبلغ عددها نحو 130 جزيرة قرابة 265 ألف نسمة ، واكتشف الأوروبيون المنطقة في القرن السابع عشر ، وفي عام 1722 نزل الهولندي جاكوب روجيفين على جزيرة بورا بورا بينما رست سفينة الكابتن الإنجليزي صمويل واليس عام 1767 على ساحل تاهيتي.

ووصلت أول بعثة تبشيرية مسيحية إلى الجزر عام 1797 ومنعت الرقصات المثيرة للأهالي وكذلك الرسم بالوشم، وحقق عمل البعثات التبشيرية النجاح حيث اعتنق ما نسبته 90 بالمئة من السكان المسيحية، ومع ذلك عادت طقوس الوشم كموضة.

وتبدو الجزر بسيطة بشكل مثالي للعيش فيها ، وتوجد بها وفرة من الفواكه والأسماك ، ومع ذلك فإن التوازن البيئي فيها دقيق ، وبينما يقدر السكان هذه الحقيقة فإن البيئة تعد مصدرا لدخولهم وبالتالي فإنهم أحيانا يغضون النظر عن الحفاظ على البيئة مثلما حدث في بورا بورا عندما تم إنشاء الفنادق الفاخرة باستخدام الخرسانة مما أثر على الكائنات البحرية.

ويوجد بجزيرة بورا بورا حاليا محطة كبيرة لمعالجة مياه الصرف الصحي ، وكانت هذه المياه تصب فيما مضى في البحر بدون معالجة.

ويحلم أهالي بورا بورا بتسيير رحلة جوية مباشرة من لوس أنجليس أو سيدني إلى جزيرتهم ، بينما يود أصحاب الفنادق إضافة ملاعب للجولف حيث لا يوجد حتى الآن سوى ملعبين في بولينزيا الفرنسية الأول في تاهيتي والثاني في موريا.

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى