ثقافة وفن

المسرح بين الواقع والطموح في ندوة بالمركز الثقافي العربي باليرموك

أقام المركز الثقافي العربي في اليرموك ندوة بعنوان ( المسرح بين الواقع والطموح ) وأدار الندوة كلن من الناقد المسرحي أ.سمير المطرود والمخرج التلفزيوني أ عدنان أبو سرية ..

بداية ً كانت لمحة موجزةً عن الأحداث التي أثرت في العالم منذ نهاية الخمسينات حتى يومنا هذا :رحيل جيل الستينات وموت العمالقة وولادة الطحالب وتحول المهرجانات المسرحية إلى حفلات كوكتيل ،انتشار الفساد الثقافي الذي أدى إلى عجز الإدارات المسرحية وتحولها إلى الإنتاجات الفردية ,انهزام المسرح الجماعي أمام المسرح الفردي وظهور أنواع من المسرح تعمق غربة الإنسان .

المطرود أشار إلى تطور المسرح في سوريا بعد تسلم علي عقلة عرسان إدارة المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة والإرشاد القومي نظم تظاهرات مسرحية وكان مهرجان دمشق الأول للفنون المسرحية في عام 1969والذي انتقل لرعاية الدولة في دورته الثانية عام 1970،وقد تخرج من هذه التظاهرات خيرة المسرحيين فيما بعد .وقد أشار المطرود إلى أن المسرح القومي في سوريا حرص عل تقديم عروضه باللغة الفصحى واتجه إلى نصوص الأدب العربي بعد أن اعتمد في بداياته على نصوص من المسرح العالمي ،وقد برزت أيضاً ظاهرة الإعداد والإقتباس عن نصوص تراثية عربية وعالميه كما هو الحال مع سعد الله ونوس وممدوح عدوان وعبد اللطيف فتحي .

المخرج عدنان أبو سرية بدوه تنبأ بقدوم مسرح الديجيتال وانحسار المسرح العادي والتوجه إلى المسرح الراقص والذي بدأ يظهر بقوه فرقة إنانا على سبيل المثال وغيرها من الفرق الراقصة وأشار أبو سرية إلى هروب الممثلين من المسرح وتوجههم إلى الدراما التلفزيونية لما تقدمه الدراما من مردود مادي يفوق ما يقدمه المسرح بعشرة أضعاف .وألقى بعتبه الشديد على كبار الممثلين لنسيانهم تلك الخشبة التي كانت لهم الأم الحنون وهجروها وباتت غريبةً بين أبنائها .

وأشار إلى ضرورة إشراك القطاع الخاص في عملية إحياء المسرح ومشاركة الأسماء الكبيرة في المسرح يعيدان جمهور المسرح والذي يعتبر مغيباً وليس بغائب والأمثلة على ذلك موجودةٌ (مسرحية سوبر ماركت لأيمن زيدان ،ومسرحية.شوكولا لرغدة شعراني ومسرحية بساط أحمدي لحكيم مرزوقي). جميع هذه العروض لاقت حضوراً جماهيرياً حاشداً.

في النهاية لابد من القول : أن عودة إحياء المسرح هي مسؤولية مشتركة بين أطياف هذا المجتمع ككل هذا ماخرجت به الندوة وعلى المثقفين يقع الكاهل الأكبر من هذه المسؤولية .ويجب التنويه إلى الدور الذي يجب أن تلعبه وزارة التربية في التعريف بالمسرح المدرسي ودورهُ في تطوير دور المسرح ،والعمل على عودة مسرح الطفل (مسرح العرائس ).

بواسطة
منار بكتمر
المصدر
زهرة سورية / دمشق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى