مقالات وآراء

ضوء في آخر النفق .. بقلم الأستاذة رائدة سلمان

هذا ليس عنوان رواية .. إنما هو عنوان البرنامج الذي ظهرت فيه الراعية السمراء مع قطيع الماعز … إنها هادية الفندي ..

تلك السمراء التي ذكرتني بأغنية فيروز ؟؟؟ .. سوق القطيع إلى المراعي … وامض إلى خضر البقاع … ملأ الضحى عينيك من رقص الشعاع … وتناثرت خصلات شعرك للنسيمات السراع .. سمراء يا أنشودة الغابات يا حلم المراعي ..

نعم ….هادية صبية جميلة تمسك الكتاب بيد .. وعصا الرعي بيد أخرى … وهي ستشّرف القضاء السوري .. وتأخذ قوساً في المحكمة خصص فقط للقضاة الأشراف ..

هادية … أخذت الثانوية العلمية بمعدل 204 وهي ترعى الماعز …. وعند عودتها للبيت تنتظر أن ينام .. أخوتها … الأثنى عشر … لتبدأ الدراسة حتى الفجر … تمسك العصا وتخرج للرعي ..

البيت لا يوجد فيه لا مطبخ ولا مجلى … ولا مدفأة … والدها المتوفى …كان يستهلك أربعة عشر ألف ليرة سورية كل أسبوع لغسل الكلى … مات راضياً عنها … وعن فرع الحقوق … الذي دخلته بدلاً من الهندسة … نعم … سئلت هادية ..

لم اخترت فرع الحقوق ؟؟؟

من أجل كلمة واحدة اسمها ( العدل حيث أني تعرضت لضغوط اجتماعية واقتصادية مؤلمة وهذا ما جعلني أعتقد أن العدل إذا تحقق في دولة ما فإن هذه الدولة ستنهض ) ..

– ماذا يعني لك الماعز ؟؟

من وراء الماعز أنا درست الحقوق وسأفخر بذلك طوال عمري ..

بم تشعرين عندما تولدين ماعز ؟؟

أشعر أن كائنا ً جديداً دخل المزرعة … و أنا أميز المولود عن أخيه وأعرف أم كل مولود ..

لم تحبين العمل كقاضية ؟؟

حتى أسهم … في تحقيق العدل ..

سئلت أم هادية عنها … قالت : الله يرضى عليها ..

سئل المهندس مدير مركز البحوث العلمية الذي تعمل به هادية .. قال : إن هادية اسم على مسمى وهي قدوة لكل بنات سوريا ..

انتهى البرنامج مع آخر دمعة … لم أستطع منعها … وتذكرت كيف قدمت الثانوية مع كل أنواع العصير والفاكهة … والموسيقى الهادئة … وغرفة خاصة .. بينما كان طاولة هادية مسند … تضعه على ركبتيها …

نعم ……تذكرت بعض المسئولين … الذين يتهربون من كل صديق قديم … يعرف فقرهم … وينعبون من سوريا الأخضر واليابس ..

تذكرت ابن أخي حين كسر موبايله الذي كان ثمنه ( 250$ ) لأن جلالته كان غاضباً من المراقبة الصعبة في إحدى المواد , وكيف كنت أتوسل له لأشرح له مادة العربي والتي كانت معلمتي تعتمد علي في شرح أبيات الشعر الجاهلي ..

نعم … وكان موضوع التعبير الذي أكتبه هو الوحيد الذي يقرأ أمام الطالبات … نعم كنت أترجاه …تعال لنقطع بيتاً من الشعر يقول متهكماً : قطعيه لوحدك …

نعم كل الصور … تزاحمت في رأسي … وطلبت من دمعي … النزول على الخدين …

بواسطة
الأستاذة المحامية رائدة سلمان
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. شكراً من القلب لمن انار قلوبنا ببعض الكلمات التي ظهرت في آخر النفق .. النور الجديد الذي يشع بكل مدافئ الحياة .. شكراً للكاتبة والباحثة رائدة سلمان ولمزيد من الكتابات الرائعة

  2. أشكرك من القلب أستاذ حسان …ولو اختلفنا …في الظاهر ولكني أعرف مدى رغبتك في ان نرتقي ببلدنا …..ونحقق العبارة المكتوبة على باب متحف اللوفر بفرنسا *** على كل انسان ان يفخر بوطنين الأول سوريا والثاني موطنه الذي يعيش فيه …أكرر شكري لك ولقلمك الدوام …بإذن الله

  3. بوركت يداك بما خط القلم انه بوح الحقيقة على القرطاس من القلم
    انت الفتاة التى لاتأبه الى شيء انها تعيش عبق الحرية تكلمت عن نفسها اختيالا بل هي االحقيقة بعنفوانها لم تقل كان ابي
    ولكن قالت هاأنا رائدة. الف شكر لك ولعطائك وفكرك النير

  4. الاستاذة رائدة شكرا لك لمتابعتك البرنامج ولأنك فعلا أحسست بما أردته ان يصل الى الناس أتمنى من كل قلبي التواصل معك وسأحاول البحث عن رقم هاتفك لأتواصل مع حضرتك
    مزن مرشد معدة برنامج ضوء في آخر النفق

  5. عندما قرأت اسمك احترت لأن المزن في اللغة تعني السحاب فقلت هذا السحاب فوجهت لك التحية في مواقع اخرى على انك شاب انا آسفةولكن اغلب مواضيعك هامة وخاصة المرأة المساندةلمريضات سرطان الثدي

    ** ذكرتني بالاستاذ المرحوم راتب حداد معد بلرنامج ليالينا كان رائعا وكان صديق عزيز …المهم ان رقمي موجود في موقع زهرة سورية
    اتصلي بهم…وانا بانتظار صوتك ….

زر الذهاب إلى الأعلى