ثقافة وفن

باب السلام: مشروع موسيقي يكرس الحوار الثقافي بين الشرق والغرب

أقامت مديرية الثقافة في اللاذقية مساء أمس بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي في دمشق أمسية موسيقية بعنوان من الغرب إلى الشرق الصوفي .. من دمشق إلى ليون قدمت خلالها فرقة باب السلام الموسيقية
مجموعة من المقطوعات الموسيقية والغنائية ذات الأجواء الصوفية التي تمزج بين المقامات الشرقية والأنغام الغربية.

وتنوعت المقطوعات الموسيقية خلال الحفل الذي قدمه كل من العازفين خالد الجرماني على العود ومهند الجرماني على الإيقاع إلى جانب العازف الفرنسي رافاييل فويار على الكلارينيت حيث عزف الثلاثي الفني عدداً من المؤلفات الموسيقية ذات الأجواء الصوفية حملت عناوين صداقة وعاصفة ونافورة وسواها.

وذكر مهند الجرماني في حديث خاص لسانا أن هذا الحفل يقام في إطار جولة عربية بالتنسيق بين المراكز الثقافية الفرنسية في كل من سورية والأردن والسعودية حيث انطلقت بداية من دمشق إلى السويداء فاللاذقية لتتابع رحلتها غداً إلى حلب وعمان والرياض وصولاً إلى جدة.

وأضاف الجرماني أن الفرقة تعمل من خلال تآلف عازفيها على تكريس الحوار الثقافي بين الغرب والشرق من خلال مقطوعات موسيقية يقوم العازفون على تأليفها مازجين بين المقامات الشرقية والأنغام الغربية في محاولة للتأكيد على إمكانية الحضور الإبداعي لكل ثقافات العالم إلى جانب بعضها البعض دون إلغاء إحداها للأخرى.

كما أكد أن مؤلفات الفرقة تحمل ذاكرة عازفيها وهويتهم وارثهم الفني وهو ما يجب أن يستمر في عشرات التجارب السورية المماثلة رغم ما تعانيه عادة هذه التجارب من تعثر بسبب قلة الإنتاج الموسيقي مختتماً بأن الجمهور العربي يحتاج اليوم إلى هذه المشروعات الموسيقية كبديل للموسيقا الاستهلاكية التي يروج لها اليوم.

في الإطار ذاته عبر العازف الفرنسي فويار عن سعادته بهذا المشروع الموسيقي الذي أسس بداية لصداقة عميقة ربطته بالعازفين السوريين لتنتج لاحقاً هذا الحوار الحضاري المهم وهو حوار يناقض في جدواه وجمالياته الصورة المجنونة التي آل إليها للعالم اليوم.

وأضاف فويار أن هذه التجربة أثبتت أهميتها لكلا الطرفين حيث استطاع من جانبه أن يقترب عبرها من الموسيقا العربية وأن يتعرف عليها في العمق مؤكداً أن التراث الموسيقي العربي هو واحد من موروثات العالم الأصيلة التي تثير الإعجاب والدهشة نظراً لما تنطوي عليه من تنوع وثراء.

واختتم الموسيقي الفرنسي بأن الجمهور السوري عامة هو جمهور ذواق استطاع أن يستوعب مع الوقت هذا المزج الموسيقي وأن يحبه ويتآلف معه مشيراً إلى أن الآفاق المستقبلية لهذه التجربة هي آفاق واعدة ينتظر خلالها أن تقوم شركة موسيقية فرنسية بتبني الفرقة وتسويق أعمالها حول العالم.

بدوره أشار عازف الإيقاع مهند الجرماني إلى أن هذه التجربة هي تأكيد على أن التواصل الإنساني بين أفراد وعازفين من شعوب مختلفة يولد بدوره انسجاماً رائعاً بين المفردات الثقافية والموروث الحضاري لكل من هذه الشعوب.

وأضاف كان من السهل جداً عقب بناء حوار إنساني عميق بين أعضاء الفرقة أن نؤسس لموسيقا جديدة يسودها الانسجام والتماهي وتآلف بين آلات عريقة كالعود الذي يعود في أصوله إلى سبعة آلاف عام ومثله الدف وبين الكلارينيت التي تعتبر وريثاً للعديد من الآلات الموسيقية في منطقة الشرق.

يذكر أن فرقة باب السلام تأسست قبل خمسة أعوام بشراكة فنية بين الأسماء الفنية ذاتها لتطلق أول نتاجاتها في حفل موسيقي أقيم في حلب عام 2005 كما شاركت خلال السنوات الماضية بعدد كبير من الجولات العربية والدولية في كل من الكويت والمغرب وفرنسا لاقت خلالها إقبالاً كبيراً وتشجيعاً على المضي قدماً في هذا المشروع.

بواسطة
سمير طحان-رنا رفعت
المصدر
سانا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى