سياسية

تحركات عربية لإغاثة هايتي ومراقبون يعتبرونها “بطيئة”

ثمة تحركات مرتقبة من قبل الدول الخليجية النفطية تشير إلى التنسيق لتنظيم عملية تقديم المعونات وإغاثة المنكوبين في هايتي.
لكن هذه التحركات وإن كانت "بطيئة" حسب ما ذكر مراقبون في مجال حقوق الإنسان، إلا أنها لم تشمل غالبية الدول العربية، باستثناء تحركات إماراتية وقطرية حتى الآن، ما عده المراقبون "تقصيراً" من قبل دول الخليج الثرية التي تستحوذ على نسبة كبيرة من احتياطي النفط العالمي.

غير أن المتحدث الرسمي باسم الهلال الأحمر الإماراتي، عبد الرحمن الطنيجي، أشار في تصريح لـ CNN بالعربية، إلى لقاء تم الخميس مع بعثة جمهورية الدومينيكان في البلاد، كونها الدولة المجاورة لهايتي، لوضع سيناريوهات عدة لتحرك إماراتي لمساعدة وإغاثة المنكوبين جراء الزلزال."

لكنه قال إن "الكارثة أكبر من مجرد تدخل جمعيات ومنظمات المجتمع المدني"، في إشارة إلى أن الأمر في حاجة إلى تدخل الدول، مضيفا أن "الإمارات بادرت على المستوى الإقليمي لشراء مستلزمات ضرورية لإغاثة المحتاجين لها في هايتي."

ومساء الخميس، أعلنت الإمارات رسمياً عبر الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بتسيير جسر جوي للمساعدات الإنسانية لجمهورية هايتي، موجهاً الهيئة إلى التنسيق مع مؤسسات خيرية محلية لتخصيص المساعدات لإغاثة منكوبي الزلزال، وفق بيان صحفي نشرته وكالة أنباء الإمارات الرسمية.

في غضون ذلك، توجهت طائرة من جناح النقل الجوي القطري من الدوحة، الخميس، إلى بورت أوبرنس، عاصمة هايتي، وعلى متنها 50 طنا من المساعدات القطرية العاجلة إلى المتضررين والمنكوبين هناك جراء الزلزال الذي ضرب الجمهورية.

ومن الأردن، غادرت الخميس، طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي محملة بمساعدات إنسانية ومستشفى ميداني عسكري متحرك إلى جزيرة هايتي، في وقت قال فيه الأمير راشد بن الحسن رئيس مجلس أمناء الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية إن العمل جار على تجهيز طائرة ثانية تشتمل على مواد طبية وإنسانية وفرق طبية.

ومن بيروت، أبدى الرئيس اللبناني ميشال سليمان "أسفه الشديد" للزلزال الذي ضرب هايتي وللضحايا التي سقطت، بينما أعرب رئيس الحكومة سعد الحريري عن تضامنه مع الشعب الهايتي وحكومته ازاء الكارثة التي حلت به.

وبين أنباء عن مئات الآلاف من القتلى في الزلزال، والاهتمام الدولي بتقديم المساعدات للضحايا، لاحظ مراقبون "تقصيراً عربياً" في هذا الشأن، خصوصاً من قبل بلاد النفط الخليجية، "باستثناء بعض من هذه الدول."

وقال ناشط في مجال حقوق الإنسان، طلب عدم الكشف عن هويته في تصريح لـ CNN بالعربية عبر الهاتف من القاهرة "إن الدول الغربية تؤصل لمبادئ مساعدات الإغاثة للبلاد المنكوبة بصورة أكثر تفاعلية وسرعة في ردة الفعل مقارنة بنظيرتها العربية، ما يدعو إلى التساؤل عن سر هذا البطء العربي في التحرك نحو مساعدة البلاد المنكوبة جراء الكوارث الطبيعية والأزمات."

ولفت إلى ما وصفه بـ"التقصير الخليجي" في هذا الشأن "باستثناء مبادرات سعودية وإماراتية وكويتية متفرقة ويمكن رصدها ومتابعتها من خلال صناديق المشاريع الإنسانية في هذه البلاد"، مشيراً إلى أن بلاد النفط العربية وإن كان لديها مبادرات في هذا الشأن، إلا أنها غالباً ما تكون بطيئة في رد الفعل.

غير أنه أشار إلى ضرورة الفصل في ذلك بين الدول النفطية وبقية الدول العربية الأخرى، التي لا تمتلك مقومات مالية تساعدها على ضخ ملايين الدولارات في جسور جوية للمساعدة والإغاثة، وهي تعاني أصلاً من نقص في برامج التمويل لمشاريع تنمية الإنسان المواطن لديها، وبالتالي فإن المساعدات غالباً ما تكون على قدر الفوائض المتحققة لدى هذه الدول".

من جانب آخر، قال مسؤول رفيع في الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في منطقة الشرق الأوسط، إن اللجنة تعمل بشكل رئيس للبحث عن المفقودين جراء زلزال هايتي، في إطار تعاون مشترك مع الصليب الأحمر هناك.

ووجه المتحدث الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، هشام حسن، خلال اتصال هاتفي من القاهرة مع CNN بالعربية، نداء إلى المؤسسات المانحة والدول للتحرك ومساعدة برامج الإغاثة في هايتي ومساعدة المنكوبين."

وأضاف أن اللجنة أرسلت طائرتان من جنيف مباشرة إلى هايتي تحمل على متنها 40 طنا من مواد الإغاثة والمواد الطبية، جاءت من مخزون المعونات السابق للجنة، وأحد عشر مسعفا متخصصا في الشؤون الطبية والبحث عن المفقودين."

وأوضح أن اللجنة مستمرة في عملها لليوم الثاني في هايتي لتقييم الآثار الناتجة عن الزلزال، بمساعدة 68 موظفا دائمين هناك، "فيما يوزعون كذلك مواد إغاثة وخيام وبطانيات وأواني طهي."
وشدد على أن جميع دول العالم معنية بتمويل اللجنة، في ظل هذه الظروف، خصوصا وأن طائرتي الإغاثة اعتمدت على مخازن اللجنة، خاصة وأن المخازن ( التابعة للجنة) في هايتي مدمرة كلياً."

وكان رئيس وزراء هايتي جين ماكس بيليريف، أبلغ شبكة CNN الأربعاء، بأن الزلزال المدمر الذي ضرب بلاده مساء الثلاثاء، أوقع مئات الآلاف من القتلى، فيما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن نحو مائتي شخص من أفراد بعثة المنظمة الدولية بالدولة الواقعة في البحر الكاريبي، هم في عداد المفقودين.
 

وقال رئيس وزراء هايتي: "أرجو ألا يكون هذا صحيحاً، وأتمنى أن الوقت كان كافياً أمام الناس للخروج" من المباني التي دمرها الزلزال، إلا أنه أضاف قائلاً: "نظراً لأننا نرى كثيراً من الناس في الشارع الآن، فليس في مقدورنا معرفة أين يعيشون، ولكن كثير من المباني وكثير من الأحياء تدمرت تماماً، ولم نشاهد ناجين في أحياء أخرى."

وأعربت منظمات دولية عن مخاوفها من أن الآثار الكارثية الناجمة عن الزلزال المدمر، الذي بلغت شدته سبع درجات على مقياس "ريختر"، طالت نحو ثلاثة ملايين شخص، يمثلون ثلث سكان الدولة الواقعة في البحر الكاريبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى