التنمية البشرية

أين تبرز أهمية علم الإدارة في السلوك الإنساني ؟

لايمكن ان نتجادل في أهمية الإدارة عند ممارسة اي نشاط انساني مستهدف , فالإدارة هي الوظيفة الانسانية (function) والإدارة نشاط (Activity) يضاف إلى باقي أنشطة الانسان خلال مسيرة حياته ..

نشاط الإدارة ..

إن نشاط الإدارة يتحدد في محددات أساسية هي ( التخطيط – التنظيم – التوجيه – الرقابة ) وتم إضافة تنمية الكفاءات والموارد البشرية إلى العناصر العملية الإدارية بسبب تزايد الاهتمام بالعنصر البشري , والذي يشكل الخطوة الأساسية في طريق تحقيق أهداف الإدارة …

إن عملية تنفيذ الأنشطة الإدارية السابقة الذكر لا يمكن الاستغناء عنها عند ممارسة أي عمل إنساني بشري واعي ومدرك لأعماله , فأبسط الأمور التي نتعايش معها والتي تحتاج لتنفيذ نشاط بشري أو انساني كالقيام بعملية ( الطعام – التعليم – الرياضة – البحث العلمي .. وغيرها ) … من هذه المجالات والأنشطة الإنسانية , والتي تحتاج لتنفيذ محددات عملية الإدارة فمثلاً ( عملية القيام بالرياضة ) تحتاج لتخطيط مسبق , متى وأين ممكن أن نمارس الرياضة , وبناء على ذلك يتم وضع خطة للسير في طريق ممارسة التمارين الرياضية , التنظيم أي ماهي التمارين التي تتناسب مع صحتنا والمواعيد المنتظمة لممارستها , التوجيه وهي عملية توجيه كافة الإمكانات والعناصر التي نملكها لتنفيذ هذه التمارين , الرقابة تكون ذاتية في مثالاً هذا , حيث يتم التأكد من أن التمارين التي قمنا بتنفيذها مطابقة للحظة الرياضية التي وضعناها لممارسة النشاط الرياضي , وأخيراً يمكن أن نقول الهدف والمحدد الأساسي لهذه العملية هو تنمية كفاءاتنا و قدرتنا ومهاراتها على التكيف مع الأنشطة الرياضية ..

إن ما طرحناه في مثالنا السابق ينطبق تنفيذه على أي نشاط انساني ممكن , وفي الحقيقة هذه المحددات هي التي قد تميز بين نشاط الإنسان الواعي من غير الواعي , كما يمكن التميز بين عقل الوعي والاوعي ..

النطق والتفكير المجرد ..

هتان الصفتان لا يمكن أن تطلقان إلا على السلوك الإنساني لأنهما يميزان السلوك الانساني عن غيره من سلوك الكائنات , فقد أكرم الله عز وجل الإنسان عن غيره من المخلوقات بقدرته على النطق والكلام واستطاع من خلال التفكير المجرد والتكلم بعدة لغات والتحدث عن الكثير من العلوم , حيث يستطيع الإنسان من خلالهما التعرف على المحيط الخارجي له , باحثاً عن الأسباب في كل ما يصادفه من ظواهر , فظاهرة تمدد الحديد , وظاهرة تبخر المياه وسقوط المطر من السحاب ونمو النباتات على سطح الأرض من باطنها , فكانت المحصلة النهائية لهذا التفكير .. وقد أصبح عالمنا في كل ظاهرة من الظواهر يفسرها كعلم أو أكثر , واحتلت العلوم التجريبية ( العلوم الطبيعية والفيزياء والكيمياء .. ) مركز الصدارة لدى الإنسان , وشغلت تركيزه …

السلوك الإنساني ( Behavior ) ..

عندما نتحدث عن السلوك الانساني يجب أن نعلم أن السلوك الإنساني يعتبر كل ما يصدر عن العنصر البشري من نشاط ( Activity ) أو تصرف ( Action ) سواء كان النشاط أو التصرف عقلي أو جسمي وسواء كان شعوري أو لا شعوري ..

عناصر السلوك الانساني ..

يمكن أن نعبر عن السلوك الإنساني بأنه هو عبارة عن محصلة تجارب الماضي وخيرات الحاضر وتوقعات المستقبل كما يمكن اعتباره بمثابة الحصيلة النهائية لتفاعل كل من عناصر السلوك الانساني والذي يتم من خلاله القيام بالنشاط أو التصرف وهنا يتوجب علينا ذكر عناصر السلوك الإنساني والتي هي ..

الرغبة " Desire " ..

تعبر عن الحاجة الغير مشبعة لدى الإنسان سواء كانت هذه الحاجة فيزلوجية أو مرتبطة بالأمان والاستقرار أو من الحاجات الإجتماعية أو التي ترتبط باحترام الذات أو بالحاجة إلى تأكيد الذات وذلك وفق نظرية Maslow للحاجات…

السببية " Causality " ..

حيث ترتبط بالسلوك الانساني وتعتبر بأن هذا السلوك ليس عشوائي حيث لابد من وجود سبب وراء أي سلوك يبرر تنفيذ هذا السلوك فمثلاً ( نشرب بسبب العطش , نأكل بسبب الجوع , نتعلم بسبب رغبة محو الأمية .. )

الدافعية " Motivation " ..

ترتبط بالسلوك الانساني وتعني أن أي نشاط أو تصرف لابد من وجود دافع من وراءه يحركه ويدفعه لتنفيذ واقع حيث يعتبر ذلك بمثابة الوقود الذي يغذي الآلة فمثلاً ( ما الذي يدفعنا للعمل , ما الذي يدفعنا للعيش .. )

الهادفية " Goal-directed " ..

ترتبط ارتباطاً مباشراً مع السلوك الانساني حيث أن كل سلوك أو تصرف لابد من أن يكون هناك هدف ينبغي الوصول لتحقيقه فمثلاً ( الهدف من التعليم هو تطوير الذات – الهدف من الزواج الاستمرار في الحياة .. )

إن ما ذكرناه يشكل موجز ومقدمة للدخول في مفاهيم السلوك الانساني الذي تعتبر سلوك معقد بل غاية بالتعقيد وإن ماذكرناه يعبر عن عناصر وأهمية هذا السلوك في مسيرة التنمية البشرية ..

بواسطة
أحمد دهان / رئيس التحرير
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى