سياسية

الرئيس غل: العلاقات مع سورية مثال يحتذى لحسن الجوار والتعاون والصداقة والتضامن

وصف الرئيس التركي عبد الله غل العلاقات مع سورية بأنها مثال يحتذى لحسن الجوار والصداقة والتضامن والتعاون مؤكداً أنها تشهد تحسناً مستمراً.

وأضاف الرئيس غل في كلمته أمام القمة الاقتصادية لمنظمة الدول الإسلامية "كومسيك" باسطنبول أمس : لقد قمنا بالمشاركة مع سورية بوضع آلية للتعاون هي في غاية الأهمية تمثلت بمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين البلدين الذي عقد اجتماعه الوزاري الأول في تشرين الأول الماضي.

وقال الرئيس غل: إن تعزيز التعاون المستقبلي بين دول منظمة المؤتمر الإسلامي يتطلب العمل على ترسيخ الهيكل المؤسسي للـ كومسيك ودراسة فرص التمويل ووضع مشروعات واقعية تعكس رؤية متجددة وذلك يستدعي إبداء الدول الأعضاء إرادة سياسية أقوى والتحلي بالعزم والقدرة على المتابعة.

وأضاف الرئيس التركي: أن الأزمة المالية التي ألقت بظلالها على الأسواق المالية في الدول المتقدمة قد أطلقت أعنف أزمة اقتصادية يشهدها العالم منذ الكساد الاقتصادي في عام 1930 وتأثرت الدول الأعضاء في الـ كومسيك بتداعيات هذه الأزمة تأثراً بالغاً.. ولضمان الإدارة الفعالة للاقتصاد العالمي ينبغي أن تحتفظ الدول النامية بحقها في أن تكون لها كلمة مسموعة بما يتناسب مع اقتصادها المتنامي.

وتابع الرئيس غل أن بلادنا تواجه تحديات عالمية مثل النزوح إلى الحضر والهجرة والتصنيع والآثار السلبية الناجمة عن تغيرات المناخ على المستويين العربي والإقليمي إلى جانب المشكلات الخطيرة التي تواجه الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية ولكي تكلل جهودنا بالنجاح علينا أن نتناول هذه المشكلات بروح من التعاون على جميع المنابر.

وقال الرئيس التركي: إن بلاده تعتزم في إطار استراتيجيتها متعددة الأبعاد الخاصة بالطاقة أن تقدم أمن توفير الطاقة الذي يساهم في تحقيق الأمن العالمي للطاقة وأن تعزز دور العبور الذي تقوم به وأن تتحول إلى مركز للطاقة على المدى الطويل من خلال تنويع مصادر الطاقة لافتاً إلى تحقيق تركيا تقدماً ملموساً نحو هذا الهدف.. وفيما يتعلق بالترابط المتزايد بين الاقتصادات القومية من الضروري أن تتعاون الدول الأعضاء بالكومسيك في مجال تنويع إمدادات ومسارات الطاقة بالإضافة إلى ذلك يجب التركيز على كون الحوار يجمع بين المنتج والمستهلك ودول العبور معاً.

وأشار الرئيس التركي إلى أن نظام الاقتصاد العالمي أصبح الآن مثار تساؤل ويجب تحسين التعاون بين الدول الأعضاء بالكومسيك بشكل يقدم نموذجاً جيداً لحضارتنا ورسالة السلام الأصيلة التي تقدمها إلى العالم.. وفي هذا الإطار يجب أن تطلق الذكرى الخامسة والعشرون للكومسيك بداية عصر جديد يشهد نشاطاً أكبر لنا..مؤكداً أهمية الاستفادة من الموارد البشرية وإدارتها بشكل يتصف بالكفاءة وتوجيه مزيد من الاهتمام إلى اتباع السياسات التي تعزز القدرة على إدارة الأعمال والابتكار.

وأوضح الرئيس التركي أنه من خلال برنامج العمل العشري الذي تم اعتماده عام 2005 تم استهداف زيادة حجم التجارة البينية فيما بين البلدان الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى 20 بالمئة في عام 2015 ومن أجل تحقيق ذلك الهدف نرحب بزيادة نسبة التجارة البينية فيما بين الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى 16 بالمئة من إجمالي حجم التجارة الخارجية للدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي بالإضافة إلى ذلك تضاعف حجم التجارة الخارجية لتركيا مع الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي خمس مرات في السنوات الثماني الأخيرة.

ورأى الرئيس غل أن تفعيل نظام الأفضليات التجارية فيما بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في أقرب وقت ممكن سيزيد فرص تحسين التجارة البينية فيما بين البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وبالتالي فإن اتفاقية قواعد المنشأ التي لم تصدق عليها حتى الآن سوى أربع دول تحتاج إلى تصديق ست دول أعضاء أخرى على الأقل لافتاً إلى ضرورة التصديق على النظام الأساسي لمعهد التوحيد القياسي والمعايير للبلدان الإسلامية.

واعتبر الرئيس التركي أن التنسيق بين الأنشطة التي تجري تحت مظلة الكومسيك والمؤسسات الاقتصادية الإقليمية مثل منظمة التعاون الاقتصادي ومجموعة الثمانية التي تتمتع الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي بعضويتها ستؤتى ثمارها.

ودعا الرئيس غل إلى الإسراع بتعزيز التعاون في مجال الزراعة لأنها أمر محوري للتخفيف من حدة الفقر ومواجهة المجاعات لافتاً إلى أهمية تنفيذ برامج متوسطة وطويلة المدى خاصة بالإجراءات العاجلة في مجال التعاون الزراعي والأمن الغذائي.

وأشار إلى أن استدامة المساهمات التي تقدمها الدول الأعضاء والأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي وأجهزتها المتخصصة هي العامل الرئيسي الذي من شأنه أن يكفل نجاح الأنشطة التي تقوم بها الكومسيك التي ستواصل أنشطتها في إطار التطورات العالمية.

وأكد الرئيس التركي أن بلاده تولي أهمية كبرى للعلاقات مع دول البلقان ومن هذا المنطلق فهي تراقب عن كثب التطورات التي تحدث في البوسنة والهرسك لافتاً إلى أن مجموعة الاتصال للبوسنة والهرسك والتي انعقدت في أنقرة الشهر الماضي ستلتقي اليوم في اسطنبول مؤكداً حرص بلاده على الحفاظ على علاقات اقتصادية وتجارية وثيقة مع كل من العالم الغربي والدول الإسلامية.

وقال الرئيس غل إن بلاده ومن خلال الاستفادة من القدرات التي تتمتع بها تركيا بفضل موقعها الاستراتيجي وتراثها التاريخي وعلاقاتها الجغرافية والحضارية والخبرات المتراكمة خلال مهام حفظ السلام تبذل جهوداً لحل المشاكل التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الدول الأعضاء بالكومسيك وان تصورها لا يقتصر على القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي والوضع في العراق ولبنان في سياق الشرق الأوسط وانما يسرى كذلك على المشكلات الأخرى التي تؤثر بشكل كبير على باكستان وأفغانستان والسودان والدول الشقيقة مؤكداً دعم تركيا لتسوية النزاعات الدولية من خلال الحوار والدبلوماسية.

وأشار الرئيس غل إلى أن بلاده ترى أن المشاكل الإقليمية تقع ضمن مسؤولية الدول الواقعة في المنطقة نفسها وعلى هذه الدول إيجاد الحلول لها ومن هذا المنطلق تشارك تركيا في المبادرات الإقليمية وتقوم بتطوير علاقاتها مع المنظمات الإقليمية على المستوى المؤسسي لافتاً إلى إنشاء بلاده المنتدى التركي العربي تحت مظلة جامعة الدول العربية وإنشاء آلية للحوار الاستراتيجي تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي.

مضيفاً أن هدف تركيا إنشاء علاقات مع جيرانها تكون مبنية على احترام المصالح المتبادلة وحسن الجوار والصداقة والتعاون والتضامن.

وفي الشأن العراقي اعتبر الرئيس التركي أن الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في العراق في شهر كانون الثاني عام 2010 ذات صلة بعملية الاستقرار وتحقيق الديمقراطية في البلاد وقال إن بلاده تواصل دعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن والمصالحة الوطنية في العراق وتشجع كافة الجماعات السياسية هناك لتسوية خلافاتها في مناخ الحوار السياسي والوفاق الوطني.

وقال الرئيس غل: إن الهجمات الإرهابية الأخيرة في بغداد تمثل دليلاً إضافياً على أن الوضع الأمني في العراق سيظل هشاً ما لم تساند الإنجازات ذات الصلة بالأمن خطوات سياسية مشيراً إلى أن الظروف الراهنة تحتم على بلاده الوقوف إلى جانب شعبه الشقيق.

وأوضح الرئيس التركي أن توطيد أواصر التعاون التركي العراقي في كافة المجالات هو أمر ضروري بالنسبة لتحقيق الاستقرار والرفاه في المنطقة وأن بلاده تعمل لتحقيق هذه الغاية مشيراً في هذا الإطار إلى اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى الذي انعقد في تشرين الأول الذي خلص إلى توقيع 48 مذكرة تفاهم بين تركيا والعراق.

ورأى الرئيس التركي أن المشكلات المتداخلة لمنطقة الشرق الأوسط لا يمكن حلها سوى بالفهم الصحيح والرؤية الحقيقية للأسباب الإقليمية والدولية وراءها ومما لا يدع مجالاً للشك أن مسألة تسوية هذه المشكلات التي أوشكت على أن تتحول إلى مشكلات مزمنة بمرور سنوات سوف تستغرق الكثير من الوقت وأنه لمن الصعب التوصل إلى حل شامل وعادل ومستدام في الشرق الأوسط دون حشد الدعم من جانب المجتمع الدولي ودول المنطقة عليها مسؤولية هامة وأساسية تجاه خلق بيئة من السلام المنشود في المنطقة.

وربط الرئيس غل تحقيق الاستقرار في المنطقة بإيجاد حل للقضية الفلسطينية من خلال تأسيس دولة فلسطينية تكون عاصمتها القدس الشرقية وتعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل داخل حدود آمنة ومعترف بها بيد أن التشكيك في الحل القائم بوجود دولتين وتقييده بشروط محددة يزيد من صعوبة تحقيق السلام في المنطقة لافتاً إلى ضرورة بذل الجهود لتقديم الدعم اللازم حتى تؤتى جهود المصالحة الوطنية ثمارها في أقرب وقت ممكن.

وأشار الرئيس التركي إلى أن التوترات التي تشهدها الأماكن المقدسة في القدس الشريف تثير مخاوف اخرى لذا ينبغي تعلم الدروس المستفادة من الأحداث المؤسفة التي وقعت في الماضي وضمان التوقف عن الممارسات الفردية الاستفزازية وعدم عرقلة جهود السلام.

وقال الرئيس التركي: إن المحنة الإنسانية التي منيت بها غزة في العام الماضي قد أثرت تأثيراً بالغاً علينا جميعاً وعلى الرغم من مرور عشرة أشهر على إعلان وقف إطلاق النار وثمانية أشهر على إعلان التزام تركيا بإعادة إعمار العراق في غزة في شرم الشيخ لم يشهد الموقف في المنطقة أي تحسن وإن لم نتخذ تدابير عاجلة فإن حياة أشقائنا في غزة ستصبح أكثر صعوبة خلال فصل الشتاء.

وأكد الرئيس غل أن بلاده ستواصل تقديم الدعم الإنساني للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في غزة وستستمر في بذل الجهود الرامية إلى تنفيذ المشروعات الصناعية التي تخدم السلام.

وحول منطقة جنوب القوقاز أكد الرئيس التركي أن من أولويات السياسة الخارجية التركية إرساء السلام والاستقرار الدائم في هذه المنطقة التي تربطنا بها علاقات تاريخية وثقافية وإنسانية.

وأضاف: نعمل لوضع حد للصراع الذي يخيم حالياً على هذه المنطقة وعبر جدول أعمال تسود بموجبه حالة من الحوار والتصالح والتعاون بين شعوبنا مشيراً إلى الجهود الدبلوماسية المكثفة التي بذلتها بلاده مؤخراً في هذا الصدد.

وفي الشأن الأفغاني أشار الرئيس غل إلى مساهمة جنود بلاده في الحفاظ على الأمن لافتاً إلى أنه لا يمكن تحقيق أي نجاح في ظل نظام الحكم العسكري في أفغانستان وأنه لابد من استخدام الأدوات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية بشكل فعال إضافة إلى تحقيق تقدم في مجالات الأمن والتنمية والإدارة العامة.

وحول العلاقات مع إيران قال الرئيس غل: إن العلاقات بين البلدين تقوم على مبادىء أساسية مثل عدم التدخل في شؤون الغير وحسن الجوار والتعاون فيما يتعلق بالمسائل الأمنية وفي هذا الإطار تقوم بلاده بتوطيد أواصر العلاقات مع إيران بما تشمله من علاقات اقتصادية وتجارية مرحباً بعملية الحوار التي بدأت بإجراء محادثات مباشرة بين إيران ومجموعة الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن زائد واحد.

وأكد الرئيس التركي سعي بلاده للتوصل إلى تسوية عادلة للقضية القبرصية لافتاً إلى دعم بلاده لعملية التسوية التي بدأت من جديد.

أمير الكويت والرئيس الإيراني يدعوان الدول الإسلامية إلى التعاون الاقتصادي

من جهته قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد: إن العالم اليوم بحاجة إلى تغيير جوهري في المنهجيات الاقتصادية وفي خلق مبادئ نظرية جديدة إذ ان السبب الجوهري لفشل الرأسمالية يعزى إلى توجهاتها المادية التي خلقت الثروة دون توظيف ودون سلع استناداً فقط إلى بعض الآليات والعلاقات الخاصة.

وأضاف أحمدي نجاد في كلمته بالقمة الاقتصادية لدول منظمة المؤتمر الإسلامي كومسيك: إن توسيع النشاطات الاقتصادية التي تسعى إليها بعض الدول ليس إلا محاولة منها للسيطرة على ثروات الآخرين واقتصادهم من خلال فرض قواعد جديدة وخلق روح استهلاكية.

وأضاف أحمدي نجاد: إن وجود الرأسمالية في الساحة السياسية أدى إلى مرور العالم بتجربة مريرة فحدثت الاحتلالات والانقسامات وممارسة الإرهاب ضد الدول والتمييز في العلاقات الدولية كل ذلك أدى إلى هذه الأزمة الأخيرة وإلى وجود عشرات الملايين من العاطلين عن العمل وأدت إلى أوضاع وتوترات اجتماعية وإفلاس تدفع ثمنه الأمم والشعوب.

وقال الرئيس الإيراني: إننا اليوم أمام مسؤولية بناء وتطوير بلادنا ورفع قدرتها الاقتصادية عبر التسلح بنظرية اقتصادية إسلامية تستند إلى احترام الكرامة البشرية والعدالة والإخلاص كما أننا أمام مسؤولية تحسين وضع العالم الحالي من خلال نظام عالمي عادل تشارك فيه دولنا وتلعب من خلاله دوراً مهماً وإلا فإن الآخرين سيأتون ويخطون الطريق المستقبلية لنا ويقومون بفرض ذلك علينا.

ودعا أحمدي نجاد الدول الإسلامية إلى الوحدة والتعاون والعمل على شكل فريق لمواجهة تحديات المستقبل عبر خطة تقوم على تنظيم الآليات المطلوبة كتقديم الأموال وقوانين الجمارك وتنظيم قطاع الأعمال بشكل متكافئ وتعزيز دور البنك الإسلامي للتنمية الذي يعتبر تجربة إيجابية وتبادل العملة على صعيد إقليمي وصولاً إلى تشكيل سوق مشتركة وعقد معارض دائمة وتقديم نظام موحد للتعرفة وتسريع إعطاء تأشيرات الدخول للاقتصاديين ورجال الأعمال بشكل سهل وعقد لقاءات دائمة.

وأكد الرئيس الإيراني ضرورة تحديد سلة عملات أجنبية للتعامل بين الدول الأعضاء وإنجاز النشاطات المشتركة وخلق علاقات متعددة الأطراف وصولاً إلى التكامل الاقتصادي بين الدول.

وقال أحمدي نجاد: إن الدول الإسلامية مدعوة للعمل على إزالة آثار الحرمان والفقر من العالم الإسلامي من خلال تقوية العلاقات الأخوية والوحدة حيث نرى من حولنا أن دولاً واجهت الكثير من المشاكل لكنها توحدت حول مصالحها ونست كل الماضي.

وأكد أحمدي نجاد أن إيران جاهزة لتستخدم كل قدراتها وطاقاتها للتماشي بما يحقق الكرامة لكل دول العالم وخاصة العالم الإسلامي ويساعد على تحسين العلاقات الأخوية وتعزيز السلام والسعادة.

وأضاف الرئيس الإيراني: إن هذا الاجتماع يعتبر نقطة انطلاق لتغيير في العلاقات بين الدول الأعضاء ولتحسين وتصحيح الآليات غير الإنسانية كما أن القرارات التي تتخذ به ستكون خطوة عظيمة للنهوض بتطلعات الدول الأعضاء على الساحة الدولية.

بدوره قال الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت: إن منظمة الـ كوميسك حققت ولا تزال تحقق التعاون الاقتصادي والتجاري الأمثل بين الدول الأعضاء ما مكن من تطبيق العديد من البرامج والسياسات والمشروعات المتنوعة على أرض الواقع خلال هذه الفترة.

وقال الصباح: لقد عصفت بأسواقنا المالية أزمة عالمية امتدت آثارها لكافة قطاعاتنا الاقتصادية ولقد تضافرت جهودنا جميعاً للحد من آثار هذه الأزمة وكان في مقدمة هذه الجهود ما قامت به الـ كوميسك من دور فاعل ونشط على مستوى دولنا في تعزيز التعاون الاقتصادي لمواجهة الانعكاسات السلبية للأزمة الاقتصادية على اقتصاديات الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وكذلك على التجارة البينية فيما بينها لافتاً إلى وجود مؤشرات إيجابية بدأت تلوح في الأفق توحي بأن أسواق العالم شرعت بالدخول إلى مرحلة التعافي ولو بمعدلات بطيئة.

وأكد أمير الكويت ضرورة تبادل الخبرات والتجارب بين بلدان المنظمة والتركيز على تنمية نشاطات اقتصادية من شأنها أن ترفع مستوى معيشة الإنسان وكذلك التركيز على الاستثمار في قطاع الزراعة بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي للعالم الإسلامي.

وأضاف الصباح: إن الكويت بادرت بإنشاء صندوق لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة برأس مال قدره مليارا دولار ساهمت فيه بمبلغ 500 مليون دولار تحقيقاً للتكامل فيما بين الدول العربية كما أنها وفي إطار حرصها على دعم منظمة المؤتمر الإسلامي وأجهزتها قامت بزيادة مساهمتها بميزانية البنك الإسلامي للتنمية إلى نسبة 12 بالمئة كما تفاعلت مع المبادرات الإسلامية كدعمها للصندوق الدولي المخصص للقضاء على الفقر والتابع للبنك الإسلامي للتنمية ومبادرتها في الدعوة إلى إنشاء صندوق يوفر الحياة الكريمة للدول ذات الحاجة.

بدوره قال أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي: إن الهدف الرئيسي للمنظمة هو رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي لمعظم شعوب الدول الإسلامية المشاركة فيها والعمل على تطوير أعمالها بالاعتماد على مقترحات الدول الأعضاء وخاصة في مجال التجارة وفي ظل ظروف الأزمة الاقتصادية العالمية.

وأضاف أوغلو: إن منظمة المؤتمر الإسلامي مسؤولة عن التنمية الاقتصادية في الدول الإسلامية وهي حققت نجاحاً كبيراً على صعيد تجاوز الصعوبات التي تعترض بعض الدول الأعضاء في مجال التنمية.

وأوضح أوغلو إن حجم التبادل التجاري بين الدول الإسلامية تناقص من 20 في المئة إلى 16 في المئة وعلى الدول الأعضاء السعي لتجاوز وتلافي هذا النقص ورفع مستوى التبادل التجاري والعمل على محاربة الفقر والجوع في معظم الدول الأعضاء لتلبية الحاجات المعيشية الملحة لشعوب المنطقة.

وقال أوغلو: إن منظمة المؤتمر الإسلامي لها القدرة على تحقيق هذه الأهداف من خلال دعم الدول الأعضاء لمختلف برامج التنمية الاقتصادية لهذه الدول ومن خلال التضحيات الصادقة التي ستقدمها في سبيل هذه الأهداف.

وأضاف أوغلو: إنه على دول المنظمة في ظل الأزمة المالية العالمية تكثيف جهودها وخلق رؤى جديدة لتجاوزها والتعاون عبر إنشاء المصارف المركزية وفي مجال البورصات المالية والعمل لرفع مستوى أداء القطاع الخاص ومساهمته في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

بدوره قال الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد: إن هذه القمة تنعقد في وقتها المناسب لأن العالم يمر بأزمة اقتصادية عالمية خانقة تأثرت بها اقتصادات الدول الغنية أولا وانتقلت عدواها إلى جميع أنحاء العالم داعياً إلى التعاون لتجاوز هذه الأزمة بالاعتماد على القدرات الاقتصادية والموارد البشرية للدول الإسلامية.

وأكد الرئيس الصومالي أن الطريق إلى تحقيق حاضر ومستقبل أفضل لشعوبنا الإسلامية يمر عبر التعاون الاقتصادي والتجارة البينية وتفعيل نظام الأفضليات التجارية والاهتمام بتطوير وسائل المواصلات البحرية والبرية وربط العالم الإسلامي بشبكات من الاتصالات الحديثة والسكك الحديدية والخطوط الجوية المتطورة.

من جهته قال الرئيس الأفغاني حامد قرضاي: إن الدول الإسلامية تواجه تحديات اجتماعية واقتصادية كثيرة ونسب البطالة فيها مرتفعة ومعظم الصراعات في العالم تجري على أراضيها وهذا ما يعوق التنمية وينشر الخوف.

وأضاف قرضاي: إن العالم الإسلامي يمتلك الموارد الكافية للتقدم والتنمية ودولنا تحتل مواقع إستراتيجية ومواردنا من الطاقة هائلة ومن خلال الجهود المشتركة يمكن أن نحقق نمواً اقتصادياً عبر الشراكة التنموية وإيجاد نظام لتخفيف الأخطار إضافة إلى الموقف الإيجابي بالنسبة للتحديات الإقليمية والعالمية.

من جهته قال ممثل بنغلادش: إن هذه القمة تعتبر فرصة لنا لنقيم التقدم الذي حصل ونحدد العقبات التي تواجهنا وأن نحدد المسار المستقبلي لبناء منظمة مزدهرة.

وأضاف: إن هدفنا المشترك يتمثل في بناء اقتصاد مزدهر للأمة الإسلامية وهذا يحتاج إلى جهود متكاملة لتقوية اقتصاداتنا.

المصدر
وكالات أنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى