اقتصاديات

انطلاق مهرجان طريق الحرير الدولي 2009

بدأت أمس فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان طريق الحرير 2009 الذي تنظمه وزارة السياحة خلال الفترة من 9 إلى 14 الشهر الجاري في كل من دمشق وحلب والسويداء وتدمر وحمص وحماة بمشاركة 200 إعلامي من 35 دولة عربية وأجنبية
وأكثر من 30 شركة سياحية إضافة إلى فرق فنية وفلكلورية عربية وأجنبية.

وقال الدكتور سعد الله آغة القلعة وزير السياحة في كلمة له خلال حفل الافتتاح إن الحكومة اعتمدت منذ عام 2002 رؤية جديدة للسياحة لتكون دعامة أساسية للاقتصاد الوطني وجسراً للحوار بين الشعوب ومحركاً من محركات التنمية وأداة تواصل وحوار وإبراز لمقوماتها مشيراً إلى دور سورية كمهد للحضارات وقلب للعالم القديم وملتقى للقوافل التجارية العالمية وموضحاً أن المهرجان استطاع أن يطرح هذه الرؤى أمام العالم من خلال قوافل الإعلاميين القادمين لحضور فعالياته.

وتحدث وزير السياحة عن دور المهرجان في الاستفادة من الرغبة في فهم حضارتنا حيث قدم فعالياته السياحية كحامل حضاري للتواصل المباشر كما اجتذب المهرجان أنظار العالم إلى سورية من خلال تجسيده السنوي لمظاهر التبادل الثقافي والفني حيت كتبت المقالات وبثت الأفلام الوثائقية عن سورية ودورها في التفاعل الخلاق بين الشعوب والأمم الذي حققه طريق الحرير قديما وعن حقيقتها المعاصرة كبلد استقرار ووئام وانسجام. وبين وزير السياحة دور المهرجان في تعريف القوافل الإعلامية على المنتج السياحي السوري وتنوع عناصره وتسليط الضوء على المحطات الثابتة في مسيرة قوافله السنوية في دمشق وحلب وتدمر وعلى المحطات المتغيرة على امتداد مساحة سورية.

ولفت الدكتور آغة القلعة إلى تركيز مهرجان هذا العام على الحوار الغنائي والموسيقي المرتجل والمباشر ليبرز أسلوب الحوار الفني كما كان يمارس منذ الاف السنين في الخانات القديمة وليعكس أهمية الفن كلغة عالمية واحدة للإبداع والتفاهم.
مشيراً إلى أن الوزارة ستطلق منتجاً سياحياً في الدورة المقبلة للمهرجان وعلى مدار العام يفسح المجال أمام المجموعات السياحية أن تعيش تجارب وتقاليد قوافل طريق الحرير في مسارات حقيقية بين خانات تاريخية مختارة.
وأكد وزير السياحة تجسيد الرؤية الجديدة للسياحة حيث تطور عدد السياح من خلال تقديم منتج سياحي يحقق مواصفات الجودة الدولية ليصل عددهم إلى أكثر من ستة ملايين سائح في نهاية العام الجاري وبمعدل نمو يزيد على 10 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى أن ملتقيات الاستثمار السياحي وقوافل الترويج السياحي تؤكد تنامي العرض والطلب بشكل متوازن ولائق بمكانة سورية التاريخية والحضارية. وعرض في حفل الافتتاح فيلم وثائقي بعنوان "سورية مهد الحضارات" إضافة إلى عرض مسرحي فني "أفراح من طريق الحرير" قدمته فرقة إنانا من سورية بمشاركة فرق من كازاخستان وبلغاريا وإسبانيا موزعة على 8 عروض كان اخرها العرس السوري.

حضر حفل الافتتاح المهندس غياث جرعتلي وزير الدولة والمهندس سفيان العلاو وزير النفط والثروة المعدنية والدكتور محسن بلال وزير الإعلام وزاهد حاج موسى محافظ ريف دمشق وعدد من أعضاء مجلس الشعب والسفراء والفعاليات الاقتصادية.

يذكر أن الانطلاقة الأولى لمهرجان طريق الحرير كانت عام 2002 بمدينة تدمر ويقام المهرجان كل عام في مدينة من المدن السورية ويركز على مظهر من مظاهر التفاعل على طريق الحرير كالخط أو الأزياء أو المأكولات أو صناعة السجاد أو المنسوجات الحريرية أو الصناعات التقليدية.

وانطلقت قوافل المشاركين من محطة القدم جنوب دمشق إلى قلعة بصرى في محافظة درعا وإلى متحف السويداء ومنطقة قنوات ومتحف شهبا في محافظة السويداء.

وجالت القوافل على متاحف محطة القدم التي تحتفل بمرور100عام على تأسيسها وهي متحف القاطرات ويحتوي14 قاطرة بخارية من أقدم القاطرات في العالم وقاطرة خشبية كانت تستخدم بالحرب العالمية الأولى لنقل الجنود والأسلحة ومتحف للأدوات المحركة والمتحركة، ويضم أدوات ومحركات قديمة تستخدم في القطارات وهواتف ومقاسم وساعات وأجراساً ولوائح حركة وطابعة تذاكر والمتحف الحي الذي يشتمل على أدوات خراطة لتصنيع قطع الغيار.

يذكر أن محطة القدم تحتوي على أدوات وقاطرات قديمة ما زالت تعمل حتى الآن واصبحت جزءاً من التراث السوري.

ويعد مدرج بصرى من أكبر المدرجات الأثرية وأجملها وتم الحفاظ على أبنيته التاريخية وقاعاته وأعمدته وعلى معظم أقسامه وهو يتسع لأكثر من15 ألف متفرج على المدرجات ويتميز بمداخله المتعددة التي تسمح بخروج المتفرجين بوقت قصير.

وبنظرة من أعلى المدرج إلى مسرحه ودرجاته تظهر عظمة الإبداع والحضارة وقدرة الإنسان على التصميم الذي توحي فيه روعة المكان ورهبته وفخامته.

وذكر المهندس جهاد أبو زكي مدير سياحة السويداء أن زيارة الوفد الإعلامي تضمنت جولة سياحية في متحف السويداء وآثار قنوات وأوابدها التاريخية إضافة لمتحف شهبا . وأشار أبو زكي إلى أن هذه الجولة تأتي في سياق الجولات السياحية لقوافل طريق الحرير التي بدأت اليوم وتشمل عدة مدن سورية أبرزها دمشق والسويداء وشهبا وقنوات وبصرى و تدمر و حماة وحلب بمشاركة فرق فنية وفلكلورية عربية وأجنبية تعكس صور الماضي وتجسدها في الحاضر.

ويحتوي متحف السويداء على أهم المكتشفات واللقى الأثرية التي وجدت في المحافظة ولوحات فسيفسائية تحكي قصصاً تاريخية وأساطير حدثت في المنطقة.

وتعد قنوات أو"كاناثا" كما كان يطلق عليها قديماً واحدة من أهم المدن الأثرية وهي غنية جداً بالآثار الرومانية التي ما زال الكثير منها قائما حتى الآن وبالآثار البيزنطية وكانت مركزاً أسقفياً يحج إليها المسيحيون في القرن السابع الميلادي ولها قداستها وأهميتها الدينية وفيها العديد من الأبنية الملكية والمعابد والساحات والطرقات.

ويضم متحف شهبا أهم وأكبر لوحات الفسيفساء الملونة المعروفة في العالم والتي لا تزال في مكانها الطبيعي تمثل الأساطير والميثولوجيا الإفريقية نفذها فنانون عرب إبان فترة حكم الإمبراطور فيليب العربي 244-249م.

وأعرب عدد من الإعلاميين عن تقديرهم لسورية على حفاظها على هذه الأوابد التاريخية والأثرية الهامة والتي تدل على توالي الحضارات على المنطقة.

ويتضمن مهرجان الحرير لهذا العام عدداً من الفعاليات المتنوعة وجولات سياحية في مدن دمشق وتدمر وحماة وحمص وحلب وزيارة أهم المناطق الأثرية والقلاع فيها وأمسيات موسيقية وفولكلورية وافتتاح مراكز سياحية وتكريم الصحفيين الذين كتبوا أفضل المقالات وأنتجوا الأفلام التلفزيونية عن مهرجان طريق الحرير عام 2008.
وتتضمن فعاليات اليوم الثاني للمهرجان افتتاح معرض الصناعات التقليدية في دمشق يتخللها جولة سياحية للوفود المشاركة إلى معالم مدينة دمشق القديمة فيما تتضمن فعاليات اليوم الثالث جولة في مدينة تدمر وآثارها وجولة في مدينة حماة إلى جانب إقامة مهرجان للمأكولات الشعبية و أمسية موسيقية وسهرة فلكلورية في إحدى جزر نهر العاصي ثم زيارة لمدينة أفاميا ومصياف و قلعة الحصن وصولاً إلى قلعة حلب التي ستشهد حفل الختام وتكريم الصحفيين الذين كتبوا أفضل المقالات والأفلام التلفزيونية عن مهرجان طريق الحرير 2008 .

ويعتبر مهرجان طريق الحرير الذي يقام في الفترة بين 9-14 من شهر تشرين الأول الجاري من أكبر الاحتفاليات السياحية والإعلامية لما يمثله من إحياء للتراث الحضاري وإبراز الحاجة إلى إعادة الروابط بين الدول التي يعبرها الطريق و يهدف إلى تجسيد حوار الحضارات من خلال تفاعل المشاركين وإبراز حضارة سورية ومقوماتها السياحية المتميزة.

المصدر
سانا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى