مقالات وآراء

الرئيس مبارك ….. وتمسكه بالحديث النبوي .. بقلم حسـن عثـمان

يُبدي النقاد ومحرري الصحف في العالم العربي الاستغراب والدهشة من حكمة الرئيس حسني مبارك في تعامله مع المسألة الفلسطينية من شتى الوجوه. وصراحة هذا الاستغراب ظهر عند الكثير من شعوب العالم العربي عموماً

ولدى المصريين خصوصاً. ولكن بعد تفحّص وتمحّص تمكنّا من حل اللغز وتفسير أسلوب السيد مبارك ونظامه الحاكم في رعاية اليهود والسهر على حمايتهم، والذي يقابله من جهة أخرى ضغط على أهلنا في فلسطين، لإيقاف الكفاح المسلح، والرضي بما يمليه عليهم اليهود.
إذا رجعنا إلى تاريخ نظام الرئيس حسني مبارك، وأمعنا النظر بسلوكه بما يخص المسألة الفلسطينية من جهة تعطيل عمل المقاومة، ودعم السلام الذي يُرسّخ الاحتلال واغتصاب الأرض، والقبول بالذل الناجم عن ممارسة اليهودي.سنجد أنّ السر في ذلك ، ومن وجهة نظرنا طبعاً و الحريصة كل الحرص على عدم اتهام السيد مبارك باعتناق الثقافة اليهودية،باعتباره زعيم إحدى دول العالم العربي، ومهتم بالمسألة الفلسطينية، وأحد ممثلي الجامعة العربية، نقول أننا سنجد أنّ السبب في ذلك كله ناجم عن تدينه الكبير وإخلاصه وإلمامه بالحديث الشريف وتفسيره. لذلك إخواني لا تتسرعوا وتهاجموا السيد مبارك على ما يقوم به بشأن فلسطين والفلسطينيين، ولا تتهموه بالتخاذل والتقاعس ولا حتى باعتناق الثقافة اليهودية. فالسيد مبارك مسلم ومن الطراز الرفيع حتى، ومتمسك بشكل كبير جداً بالسنة والحديث. فهو لا تغمض له عين ولا يرتاح له بال كل يوم حتى يستذكر ويردد الحديث النبوي الذي يقول " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ".
طبعاً تعليلنا قابل للنقض،ولكن من يسمع كلام السيد مبارك وحكومته و حرصهم الشديد على رعاية مصالح (أخوتهم الفلسطينيين)، والسعي الدؤوب لحل مشكلتهم من جذورها، والتمني الدائم لهم بالاستقرار والهدوء. ويقارنه مع واقع ما يجري من تصرفات لمبارك وحكومته والتابعين له (المختصر بدعم حصار القطاع، وتجميد المقاومة، ودعم سلام الذل وتكريس الاحتلال المتمثل بدوره على سبيل المثال بالتطبيع على مختلف الصُعد وتبادل الزيارات والسفارات….) سيتعجب أشد الإعجاب لأنه سيرى النقيض تماما بين ما يسمع ويُشاهد. لذلك فإننا لم نجد سبيلاً لفك وتفسير حكمة السيد مبارك (ولكي لا نظلمه) والتي تلقى استحساناً غربياً ويهودياً إلا أن نؤكد أنّ ما يقوم به السيد حسني مبارك هو تماشياً مع الحديث النبوي " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه " فهو ما يقوم به بخصوص مسألتنا الفلسطينية لأنه أحبّ لنفسه ذلك من قبل، وأراده لنفسه ولشعبه. فلذلك لا يجوز علينا معاتبته، وعلينا التروي في إصدار حكمنا عليه. فهو ومن باب تمسكه باتفاقية السلام المصرية – اليهودية، والاعتراف باليهود ودولتهم المزعومة، وما نتج عنها من تطبيع اقتصادي، ثقافي…. رأى أنه من الواجب عليه كمسلم متمسك بالحديث عارفاً به أن يدعم مسيرة السلام الفلسطينية مع اليهود ولو على حساب كرامتهم واغتصاب أرضهم.
فمن هنا يمكننا تبرير كل أعمال وتصرفات السيد مبارك وحكومته…. ولكن إن كنا أصبنا بنظريتنا هذه، فهل يمكننا تعميمها وتطبيقها على البقية من حكام العالمين العربي والاسلامي ، السائرين على خطى السيد مبارك … ؟ قد يكون ذلك لا ندري… فإنّ لله في خلقه شؤون !؟!؟!؟!؟ ؟.

بواسطة
حسن عثمان - محرر في موقع أوروك الجديدة
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى