أخبار البلد

المعلم يلقي كلمة سورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

اسرائيل ترفض السلام وتتحدى الداعين له وتكرس العدوان والعنصرية..حل جميع المشاكل في العالم من خلال الحوار البناء
ألقى السيد وليد المعلم وزير الخارجية أمس الاثنين كلمة سورية أمام الدورة الرابعة والستين للجمعية العامة للامم المتحدة قال فيها: كل عام نقول من على هذا المنبر ويقول كثيرون غيرنا إن منطقة الشرق الأوسط هي من أكثر مناطق العالم توترا وأن اوضاعها بالغة الخطورة ومن على هذا المنبر يؤكد جل المتحدثين أن السلام العادل والشامل هو ضرورة ملحة تمليها مصالح كافة الأطراف في المنطقة فضلا عن العالم ولكن الحديث عن الحاجة للسلام شيء والعمل من أجله شيء آخر.

اسرائيل أسرفت في ارتكاب المحرمات الدولية وعلى العالم ألا يرضخ لإملاءات متطرفيها

وأضاف وزير الخارجية: لهذا ظل السلام غائبا عن الممارسات الفعلية في المنطقة وخارجها ولسنوات عدة شنت اسرائيل خلالها حربين مدمرتين على لبنان وغزة واسرفت في ارتكاب المحرمات الدولية وانتهاك القانون الدولي بتشجيع وحماية من إدارة الرئيس السابق بوش ولا تزال اسرائيل تفرض على غزة حصارا خانقا يجافي البديهيات الإنسانية وينتهك القانون الدولي الانساني وتشهد بذلك تحقيقات عدة أجريت وكان آخرها تقريرا أصدرته بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق حول غزة والتي قال رئيسها ان اسرائيل قامت بانتهاكات خطيرة لقوانين حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ترقى إلى جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية.

وتابع وزير الخارجية: في هذا العام وخلافا للسنوات الماضية أخذ التعامل الدولي مع مسألة الشرق الأوسط منحى مختلفا فاحتل موقعا متقدما في سلم الأولويات وفي مباشرة التحرك وهذا أمر يبعث على الارتياح من حيث المبدأ ونريده أن يثمر، ولكن في الوقت الذي نشهد فيه تحرك الولايات المتحدة بإدارتها الجديدة ومعها أعضاء مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز تطالعنا اسرائيل باستمرار بمواقف واجراءات تتنكر حتى لبديهيات عملية السلام متحدية بذلك إرادات وسياسات حلفائها واصدقائها والغالبية الساحقة من المجتمع الدولي إن لم نقل كله.. بهذا تظهر اسرائيل اليوم وبأكثر من أي وقت مضى وجهها الحقيقي.. وجها يكرس العنصرية والعدوان ونزعة التوسع فيرفض السلام ويتحدى كل الداعين له .

وأكد الوزير المعلم أن اسرائيل ترفض وقف الاستيطان رغم كونه غير شرعي ويشكل انتهاكا للالتزامات المفروضة عليها بموجب القانون الدولي وتستمر في مصادرة الأراضي الفلسطينية وبناء جدار الفصل العنصري وتعمل بشكل مكثف على تهويد القدس وطرد الناس من بيوتهم وإحلال مستوطنين محلهم وغير هذا كثير ولو أردنا أن نسرد التفاصيل والأرقام لاستهلكنا وقتا طويلا.. يكفي أن نشير هنا الى أن حل الدولتين الذي ينادي به المجتمع الدولي هو حل مرفوض من قبل الحكومة الاسرائيلية وما أعلنه رئيس الوزراء الاسرائيلي حول هذا لم يكن أكثر من مناورة وشكليات تناقضها تماما السياسات التي تنفذها حكومته على ارض الواقع.

وقال وزير الخارجية: إن السلام والاحتلال نقيضان لا يمكن أن يجتمعا.. هذا ما قاله السيد الرئيس بشار الأسد مؤكدا أن ما ننشده هو السلام العادل والشامل وهو خيارنا الاستراتيجي على أساس تنفيذ القرارين 242 و 338 ومرجعية مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية.. وعلى هذا أيدنا كل جهد يبذل في سبيل الوصول الى تحقيق ذلك ودخلنا في محادثات غير مباشرة مع اسرائيل بوساطة تركية هدفت إلى إيجاد أرضية مشتركة تتيح اطلاق مفاوضات مباشرة إلا أن عدم وجود إرادة سياسية حقيقية لصنع السلام لدى الحكومة الاسرائيلية آنذاك وشنها حربا عدوانية على غزة أغلق الأبواب في وجه هذا المسعى.

وأضاف الوزير المعلم: تحت سمع العالم وبصره وخلاف اجماعه تقف اسرائيل موقف الرافض المتحدي.. إنها ظاهرة خطرة ومهددة للسلم والامن في المنطقة فالاستمرار في سياسة الاحتلال وتهويد القدس وتكثيف الاستيطان والدعوات العنصرية امر ستكون له تبعات جدية.. على العالم الا يرضخ لاملاءات المتطرفين الاسرائيليين والا يسمح لاسرائيل بان تقوم بمثل ما تقوم به من انتهاك للقانون الدولي وتحد للارادة الدولية وقراراتها.

منفتحون على حل الأزمة مع العراق الشقيق وندين جميع الأعمال الإرهابية التي توقع بالأبرياء

وتابع الوزير المعلم: إن العراق الشقيق ما زال ينزف ومازالت أوضاعه مدعاة قلق كبير لنا كبلد عربي شقيق ومجاور.. لقد أكدنا دائما .. ومازلنا نؤكد على أولوية الحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا وعلى ضمان سيادته واستقلاله وهويته العربية الإسلامية، وهذا يستدعي وبشكل ملح وعاجل بناء الوحدة الوطنية العراقية انطلاقا من تحقيق المصالحة الوطنية التي يتعين أن تقوم على مبدأ مشاركة كافة مكونات الشعب العراقي.. الوحدة الوطنية العراقية هي حجر الزاوية المنشود ولا تكون في الواقع العراقي الراهن إلا بتوفير الشروط اللازمة للمصالحة الوطنية وتحقيقها .

وأضاف وزير الخارجية: لقد أدنّا ومازلنا جميع الأعمال الإرهابية التي تقع في العراق ويذهب الأبرياء ضحية لها دعونا باستمرار إلى انسحاب كافة القوات الاجنبية من العراق واستعادته استقلاله وسيادته التامة كما أكدنا استعدادنا لتسهيل هذا الانسحاب من خلال تعاوننا في الحفاظ على الأمن في العراق.. نأمل أن يتمكن العراقيون بالحوار البناء فيما بينهم وبالإخلاص لقضية وحدة أرض العراق وشعبه من الوصول الى الحلول المكرسة لعراق موحد قوي ومزدهر .

وقال الوزير المعلم: لقد عملت سورية على تقوية العلاقات الثنائية السورية العراقية في مختلف وجوهها وجرى الإعلان عن إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي بين البلدين في مجالات عدة ولقد المتنا التفجيرات الإرهابية التي حدثت في بغداد يوم الأربعاء الدامي وأدناها بقوة ولكننا فوجئنا بعد أيام باتهامنا وبما يجافي الحقيقة باننا نؤوي من هم مسؤولون عن هذه التفجيرات.. إن هذه المزاعم والتطورات التي تلتها امر مؤسف جدا وهي لا تخدم مصلحة العراق ولا مصلحة سورية .

وأضاف وزير الخارجية: نحن منفتحون على حل الأزمة الراهنة على أساس تقديم أدلة حقيقية وهذا لم يحدث.. نؤكد حرصنا التام على أرواح ومصالح الشعب العراقي وعلى روابط الأخوة بينه وبين الشعب السوري ونعبر عن ارتياحنا للجهود التي تبذلها تركيا والأمين العام للجامعة العربية في هذا الصدد .

وحول الوضع في اليمن، قال الوزير المعلم: تابعنا بقلق التطورات الأخيرة ونحن نرجو أن يعم الأمن فيه وندعم وحدته واستقرار اوضاعه وازدهار حياة شعبه.. ويشغلنا ما يتعرض له السودان من محاولات للنيل من وحدته وامنه وسيادته.. إننا نؤكد دعمنا التام للسودان وقيادته في مواجهة ذلك ونؤكد أهمية تأمين المناخات الملائمة للتوصل الى تسوية كافة القضايا السودانية العالقة وفي هذا الصدد نعبر عن تقديرنا للجهود التي بذلتها دولة قطر بالتعاون مع الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي .

وتابع وزير الخارجية: كذلك يشغلنا ما يجري في الصومال المنهك بالحروب والاقتتال الداخلي وندعو الأشقاء فيه الى المصالحة الوطنية واعتماد لغة الحوار فيما بينهم وتغليب المصلحة الوطنية العليا في وحدة الصومال وإرساء دعائم أمنه واستقراره ..نحن ندعم جهود الاتحاد الافريقي من اجل حل النزاعات القائمة في بعض أجزاء القارة وتحقيق التنمية في دولها وتعزيز الدور الافريقي في المنظو مة الدولية.. كما نجدد دعوتنا الى رفع الحصار المفروض على كوبا منذ أكثر من نصف قرن .

ضرورة إلزام اسرائيل بإخضاع منشآتها النووية للرقابة الدولية

وقال الوزير المعلم: إن سورية دعت ومنذ سنوات الى جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل وسبق لسورية ان تقدمت بمشروع قرار الى مجلس الامن عام 2003 طالبت فيه بذلك. نحن نؤكد ضرورة إلزام اسرائيل بتنفيذ قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشان القدرات النووية الاسرائيلية والصادر بتاريخ 189 من العام الجاري واخضاع منشاتها النووية لرقابة الوكالة والانضمام الى معاهدة عدم الانتشار النووي .

وذكر وزير الخارجية مجددا بحق جميع الدول في حيازة التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية الامر الذي كفلته معاهدة الحد من الانتشار وعبر عن تأييد سورية التام لحل كافة المشاكل من خلال الحوار البناء .

ولفت الوزير المعلم الى أن عالمنا يعيش اليوم أزمة اقتصادية ومالية كبيرة تنعكس تداعياتها سلبا على كثير من جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية لدى غالبية دول العالم ان لم نقل كلها.. هذه الأزمة تطرح علينا أسئلة ملحة حول أسبابها وحول مواطن الصواب ومواطن الخلل في الأنظمة والممارسات المالية بما ادى الى حدوثها.. ليس يكفي ان يعالج العالم ازمة قائمة كامر واقع بل المطلوب أيضا العمل للوصول الى الاجوبة والاستخلاصات التي تكرس جوانب الصواب وتلغي مواطن الخلل في الانظمة والممارسات الاقتصادية القائمة في ظل واقع العولمة الذي نعيشه وصولا إلى نظام اقتصادي ومالي عالمي اكثر أمنا .

وقال وزير الخارجية: إن من نافلة القول أن نذكر أن دول الجنوب باقتصاداتها المتفاوتة يصيبها القسط الاكبر من الضرر والمعاناة نتيجة الازمة الراهنة.. فقراء العالم يدفعون الثمن الاكثر فداحة نتيجة خلل ليسوا مسؤولين عنه.. واقع الثمن الباهظ هذا يستدعي تقديم الدول الغنية كافة اشكال الدعم للدول الفقيرة لمساعدتها على تجاوز الازمة وهي مساعدة مستحقة ونتائجها الايجابية ستكون في صالح الجميع.. من جهة اخرى ندعو الى توفير مشاركة اوسع للدول النامية في مجموعة العشرين لدرس واقتراح الاجراءات المطلوبة للتغلب على الازمة .

وأشار الوزير المعلم الى أن سورية ومن أجل بناء عالم أفضل أكثر عدلا واكثر امنا دعت ودعا كثيرون غيرها الى تعزيز وتفعيل دور منظمة الامم المتحدة.. نعتقد ان الظروف الحالية مواتية للعمل من اجل ذلك ولهذا ندعو للعمل الجاد من قبلنا جميعا للتأكيد على الالتزام بميثاق منظمتنا الدولية وادخال ما يلزم من اصلاح وتطوير للمنظمة مستفيدين من دروس تجربة العقود الماضية مما انجزته ومما لم تتمكن من انجازه في تطلع مخلص الى عالم يستظل باحترام القانون الدولي ويسوده الامن والاستقرار والازدهار . وكان الوزير المعلم بدأ كلمته بتهنئة الجماهيرية العربية الليبية الشقيقة على انتخابها رئيسا لهذه الدورة متمنيا النجاح لها في اداء هذه المهمة وعبر عن تقديره للسيد ميغل ديسكوتو بروكمان على رئاسته الناجحة للدورة الثالثة والستين وعلى مواقفه الايجابية من القضايا الاساسية التي يواجهها المجتمع الدولي كما اعرب عن تمنياته بالتوفيق للامين العام للامم المتحدة في عمله من اجل تنفيذ مقاصد واهداف منظمتنا الدولية .

المصدر
سانا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى