مقالات وآراء

الطريق نحو فجر الحرية السورية

تتعرض سورية هذه الايام لمؤامرة مخططة ومنظمة لكونها لم تتنحى عن مواقفها المساندة للمقاومة ولدورها في القضايا التي تعصف في المنطقة مما يجعلها أحد أهم قلاع الممانعة في المنطقة .
بدأت الازمة السورية بأخطاء فردية في درعا فجرت موجة من الإحتجاجات التي حاول السيد الرئيس بشار الأسد إحتواءها لكن يبدو أن هنالك من أراد بدء مخططاته لصب الزيت على النار وزحزحة الموقف السوري لضرب اللحمة الوطنية عبر بث تحريض متصاعد بدا بمطالب محقة ثم تم رفع سقف الطالب لتبدو كسقف متحرك لن يقف أبدا .
فكان هؤلاء كمن يضع العصي في العجلات لقلب نظام الحكم في سورية .
خصوصا مع ظهور مجموعات من المخربين والإرهابيين الذين أعلنوا قيام إمارة سلفية في درعا إستطاعت قوات الجيش بالتعاون مع الأمن من إسقاطها وهاهي تلاحق المجموعات على إمتداد الساحة السورية لإعادة الهدوء والأمن إلى سورية .
مواقف
لكن ما يثير التحفظ هنا هو مواقف بعض الدول والقنوات وحتى الأشخاص من هذه الأحداث حيث أخذ البعض منحى الهجوم على نظام دكتاتوري ظالم يقتل شعبه الذي يحاول نيل الحرية وهذا ما تم تسويقه بالاستعانة بروايات من قبل شهود عيان وناشطين وجمعيات حقوقية وغيرها غير مرخصة وغير معترف بها أصلا .
وقد وصل الأمر إلى رفع رتب هؤلاء خلال فترات قصيرة حتى صاروا رؤساء جمعيات وإعلاميين ومفكرين وما إلى ذلك من صفات ومراتب خلبية .
كما وصل البعض منهم إلى رتبة قادة الإحتجاجات وزعماء المعارضة دون أن يكون هنالك شكل واضح غلى ساعته للأحداث .
تساؤلات
فهل ما يحدث هو فعلا مخطط مرسوم ؟!
ام أنه حراك شعبي لنيل الحرية ؟
ما مدى مصداقية وقانونية المنظمات الحقوقية التي لا إعتراف رسمي بها أصلا ؟؟!
هل فعلا هنالك قاة للإحتجاجات ؟؟! وزعماء للمعارضة ؟؟! وقيادة حقيقية لكل هذا ؟؟!
ما هو مخطط الإصلاح والتغيير المطلوب ؟؟!
وهل يمكن الوصول إلى هذه المطالب عبر الصور والمقاطع المفبركة ؟؟!
والاخبار المظللة ؟؟! وإشاعة التمرد على القرارات الرسمية ؟؟!
ولماذا لا يعلن هؤلاء عن موزاقفهم ويلتزموا بقانون حق التظاهر ؟؟؟!
ولماذا لا يخرج هؤلاء عبر جهابذتهم الحقوقيون لتنفيذ القوانين والمراسيم الصادرة ووصفها بعدم الكفاية ودون مستوى طموح الشعب السوري دون إقتراح آليات بديلة ؟؟!
ومن الذي وكلهم أصلا للدفاع عن الشعب السوري ؟؟!
وماهو مبرر الفتاوى الخليجية التي بدات تطفو على السطح لمقاطعة الغعلام السوري ؟؟؟!
ولماذا في هذا التوقيت بالذات ؟؟؟! وأين كانت هذه الفتاوى من الإعلام الإسرائيلي الصهوني ؟؟! والإعلام الأمريكي وغيرها ؟؟!
وكيف نفسر ان حركة الإصلاحات حين بدات تتصاعد الهجمات وترتبط بمجموعات مسلحة مخربة تقوم بقتل عناصر الجيش والامن والتمثيل بجثثهم وتقطيع أعضائهم أحياء ؟!!
هنالك إصلاحات تم إعلانها عبر مراسيم وقع عليها السيد الرئيس بشار الأسد وهنالك دراسات وإصلاحات أخرى لكن ما هو تأثير كل هذه الغصلاحات عى السيد الرئيس بشار الأسد ؟؟! وجيشه وشعبه ؟؟! وهل هذه الإصلاحات إيجابية أو سلبية ؟؟!
ما هو مبرر تحريك الجيش في الاحداث في سورية لولا وجود المخربين ؟؟!
وبعد كلهذا :
هل ستعيد سورية جدولة خارطة علاقاتها فعلا بعد الخروج من هذه الأزمة ؟؟!
إذ نتوقع جميعا ان سورية ستخرج من هذه الأزمة بتكاتف أبناءها وقدرة قائدها أقوى من ذي قبل .
وقائع مثبتة
إعترافات المخربين ووثائق ويكليكس تقود غلى مخطط ومشروع غربي مدعوم بأطراف داخلية وفضائيات عربية وناطقة بالعربية بدعم أمريكي لإضعاف سورية بواسطة المال والسلاح الأمريكي والخليجي لتنفيذ أجندة هدفها النيل من المواقف السورية وتأمين المصالح الأمريكية والحفاظ على التفوق الإسرائيلي في المنطقة ووجوده ككيان ثابت .
واللافت في الموضوع هو تصريح أوباما بأن إيقاف ما يحدث بسورية مشروط بما يلي :
1.فك عرى العلاقات مع إيران .
2.تسهيل السلام مع إسرائيل والذي نفهمه كإستسلام كامل .
3.الإنضمام إلى مسار الفلك الخليجي لرعاية المصالح الأمريكية الإسرائيلية .
4.القيام بالإصلاح الإداري الإقتصادي السياسي وفق الأجندة الامريكية ليكون المستقبل السوري تابع وخاضع للسياسة الأمريكية خاصة من الناحية الإقتصادية .
أوباما
كان اوباما بحاجة لأي إنجاز سريع مع إقتراب إنتهاء ولايته ونتيجة الضغط الديمقراطي حوله وجد في الضغط على سورية إنجازا يسير به نحو ولاية دستورية أمريكية جديدة .
لكن فجأة جاء الخبر المدوي الذي قلب التوازنات من خلال مقتل زعيم القاعدة اسامة بن لادن فكان أفضل إنجاز بعد نكسة 11 سبتنمبر في التاريخ الأمريكي مما جعل أوباما يلوح بعدم الفائدة والجدوى من الضغط على سورية كون وضعها مختلف .
قنوات
نعود لنؤكد أن مهمة القنوات الإعلامية هي نقل الحقائق بعد التأكد منها للحفاظ على المصداقية .
لكن بعض القنوات أخذت من منع دخولها إلى سورية للتغطية ذريعة وغطاء للجوئها إلى اليوتيب وغيره من مواقع التواصل الإجتماعي وشهود العيان وغيرها من الطرق غير المؤكدة وغير المثبتة وبكل هدوء ووضوح نقول إن ما حدث هنا خاطئ وسلبي سواء كان متعمدا أو غير متعمد .
ركوب الموجة
البعض إنتظر حتى تتبدل الظروف لركوب الموجة وعلى رأسهم الصفقة المسوقة لما يسمى القضية الكردية عبر مجموعات متعصبة تراهن على سقوط النظام وعلى أخذ حصتها من الكعكة السورية متشدقة بتزوير ما حدث عام 2004 بالقول أنها كانت ثورة كردية أحبطها النظام مع ان القاصي والداني يعلم انها محاولة من مجموعات متعصبة لعزل إمارة كردية عن سورية أحبطها أهالي المنطقة الشرقية ( دير الزور والحسكة ) لحين وصول الجيش وملاحقة فلول المجموعات أضف إلى ذلك حركة الإخوان المسلمين الذين تم إسقاط إمارتهم في حماه عام 1982 فهم أيضا ينتظرون ركوب موجة الثورة السورية كما ركبوا موجة الثورة المصرية .
الشبيحة
الشبيحة مصطلح شاع إستخدامه من قبل بعض الفضائيات يطلق على رجال بلباس مدني يحملون أسلحة خفيفة وسكاكين يقال بانهم هم من يدعم ويثبت وجود نظام السيد الرئيس بشار الأسد .
إلى هنا تبدو الرواية ( رغم أنها مضحكة ) مقنعة نوعا ما ولكن من هم هؤلاء ؟؟؟!
الفضائيات المغرضة غنقسمت هنا في وصفهم وتشخيصهم فهنالك من يقول بأنهم اعضاء حزب البعث العربي الإشتراكي ( وذلك لتشويه صورة الفكر البعثي ) ومنهم من يقول أنهم مرتزقة إشتراهم النظام لحمايته ومنهم من يقول أنهم عناصر أمنية بلباس مدني أي إختصاص أمني مستقل وهنا ونتيجة هذه العشوائية المجنونة في التصنيف حتى في القناة الواحدة نجد ان هذه ال\رواية وهذا السيناريو سقط تماما ومن المعيب الرجوع إليه .
السقف الحالي للمطالب
إلغاء المادة ( 8 ) من الدستور التي تعتبر حزب البعث العربي الإشتراكي قائدا للدولة والمجتمع .
وهنالك دراسات بهذا الخصوص .
إطلاق الحريات للإعلام والأحزاب
وهنالك دراسات بخصوص تعديل قانون الإعلام لمنح المزيد من الحريات ودراسة إطلاق حريات عبر الأحزاب والمؤسسات .
الإفراج عن معتقلي الرأي .
وهؤلاء إن وجدوا لابد من دراسة وافية للإفراج عنهم مع مراعاة توصيف واضح لمعتقل الراي فليس كل من تم إستجوابه تم توقيفه وليس كل من تم توقيفه هو معتقل رأي وليس كل معتقل رأي يجب الإفراج عنه .
حل الاجهزة الأمنية وإسقاطها .
الأجهزة الأمنية في سورية لها مهام محددة وواضحة ولابد من وجودها
إسقاط النظام ومحاسبته .
هل يعقل أن 1% في أكبر تقدير مع الرافة يمكن ان يسقطوا النظام ويحاسبوه .
لو كان هذا مطلب حق فما هو المطلوب من 99% يؤيدون النظام ويشدون على يديه ؟؟؟!
السؤال برسم كل من أطلقوا على أنفسهم نشطاء ومعارضون وقادة إحتجاجات وزعماء معارضة و … و ….

أخيرا
يا سادتي كفى تهريج ودعونا نؤكد على وعي عالي يتمتع به المجتمع السوري حين يرفض حل مشكلاته عن طريق العنف والتخريب أو حتى عن طريق التدخلات الخارجية .
وطالما أن الغاية مما يحدث في سورية هو الحرية فلا ضرر من إظهار قيادة واضحة للمطالبين بالحرية تمثل هؤلاء وتوضح المطالب وآلية تنفيذها للوصول إلى حلول جذرية حتى نمضي معا نحو فجر الحرية بآمان دون أن يكون مصيرنا كمصير فلسطين والعراق أو حتى الثورة المصرية التي إنحرفت عن مسارها عبر الممارسات الطائفية في غمبابة والتي إن لم يتم وضع حد لها قد تطيح بهذه الثورة أو بمصر بكاملها .

بواسطة
أمجد طه البطاح

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى