اقتصاديات

ازمة جديدة بين الرياض وأبوظبي وآلاف الشاحنات الإماراتية عالقة على حدود السعودية

ازمة ثالثة خلال اقل من شهر، وفي مؤشر خطير لتصاعد التوتر بين الجانبين، ظهرت مشكلة جديدة تضاف الى الازمات الاماراتية السعودية مؤخرا
تجلت في طابور من الشاحنات
الاماراتية العالقة في الجانب الاماراتي.

وبالتزامن مع تسمية رئيس المجلس النقدي الخليجي الاسبوع الماضي والذي اعاد الى الاذهان الخلاف الاماراتي السعودي حول العملة الخليجية الموحدة وانسحاب ابوظبي من مجلس النقد الخليجي، تكدست الشاحنات في منطقة الغويفات الحدودية بين الامارات والسعودية، نتيجة بطء اجراءات السلطات في مركز البطحاء السعودي وتأخر إنجاز معاملات الشاحنات المتجهة إلى الاراضي السعودية حسب تعبير وسائل اعلام اماراتية.

وبالرغم من نفي مسؤول اماراتي لم يكشف اسمه لمجلة ‘أريبيان بزنس’ لوجود تكدس للشاحنات، الا ان صحيفة ‘الخليج الإماراتية’ نقلت أن طابوراً بامتداد 35 كيلومتراً داخل الإمارات يضم خمسة آلاف شاحنة إماراتية، متوقف عند منفذ الغويفات.
وقالت الصحيفة ‘ان أزمة جديدة لتكدس الشاحنات في منطقة الغويفات الحدودية بدأت تلوح في الأفق نتيجة بطء إجراءات السلطات السعودية في مركز البطحاء السعودي وتأخر إنجاز معاملات الشاحنات المتجهة إلى الأراضي السعودية، ما ترتب على ذلك تكدس الشاحنات الخميس والجمعة الماضيين في الساحات والشوارع في المنطقة الفاصلة بين مركز الغويفات ومركز البطحاء باتجاه السعودية، إلى جانب امتداد طابور الشاحنات لمسافة تمتد إلى نحو 35 كيلو متراً قبل الوصول إلى مركز الغويفات في طريق مغادرة الدولة’.

ويعيد هذا المشهد للأذهان تكدس آلاف الشاحنات في تلك المنطقة خلال حزيران (يونيو) وتشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، حيث بقي أكثر من 6 آلاف شاحنة وعلى امتداد أكثر من 30 كيلومتراً تنتظر الدخول إلى السعودية، إلى أن عقد اجتماع مشترك في الرياض تم خلاله الاتفاق على تبسيط الإجراءات وسرعة إنجاز معاملات الشاحنات التي تدخل إلى السعودية.

ونقلت الصحيفة عن السائقين أنهم ينتظرون منذ نحو يومين للدخول إلى السعودية وأعربوا عن تخوفهم من عودة مشكلة تكدس الشاحنات حيث ظلت المشكلة في تلك الفترة عدة أيام مروا خلالها بمعاناة شديدة لطول الانتظار في منطقة تخلو من الخدمات لآلاف السائقين الذين كانوا ينتظرون الدخول.

وأضافت نقلاً عن السائقين ‘إن بطء إجراءات التخليص الجمركي من الجانب السعودي هو السبب في ذلك’.
وكانت السعودية منعت في آب (أغسطس) من العام الماضي إماراتيين من دخولها باستخدام بطاقات الهوية الخاصة بهم، وقالت إنه كانت بحوزتهم خريطة تظهر أراضي سعودية كجزء من الإمارات.

وكان فصل جديد من فصول المواجهة الاماراتية السعودية التي لا تنتهي، حدث الاسبوع الماضي حينما تحول ملعب زعبيل لكرة القدم لساحة حرب بين مشجعي نادي الوصل الاماراتي والنصر السعودي في إياب نصف نهائي دوري أبطال الخليج، والتي تأهل فيها الوصل على حساب النصر إلى نهائي بطولة أندية الخليج.
وقد تم اعتداء الجماهير على مساعد طبيب فريق النصر السعودي الذي استفز الجمهور، وقام بـ’فعل فاضح يخدش الحياء’ حسب تعبير مسؤول في نادي الوصل الاماراتي.

ويرى مراقبون ان هناك مشكلة مزمنة بين الرياض وابوظبي تمتد جذورها لأكثر من ثلاثين عاما تتمثل في مطالبة الامارات بنصيب اكبر في حقل الشيبة النفطي الواقع على الحدود بين البلدين، وينتج حوالى نصف مليون برميل من النفط يوميا، بالاضافة الى مطالبها بالشريط الساحلي المقابل له (منطقة العيديد) الذي تعتبره الامارات تابعا لها، وبلغ الخلاف حول هذا الشريط ذروته عندما عارضت الحكومة السعودية بناء جسر بحري يربط الامارات بدولة قطر ويمر فوق المياه الاقليمية لهذا الشريط.

وتعرض زورق سعودي لهجوم مسلح من قبل زورقين إماراتيين إضافة إلى احتجاز فردين من أفراد حرس الحدود السعودي، ووقع الهجوم في منفذ (أبو قميص) 60 كلم عن منفذ سلوى على الحدود السعودية القطرية.
ويعتقد مراقبون ان الزورق السعودي الذي تعرض لهجوم حرس الحدود الاماراتي كان يتواجد في المياه الاقليمية لخور العيديد الذي تصر دولة الامارات انه امتداد لاراضيها ومياهها الاقليمية.
وتوقف هؤلاء عند قرار اماراتي صدر مؤخرا بتولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد امارة ابوظبي ورئيس الاركان بالقوات المسلحة، رئاسة اللجنة الحدودية المكلفة بالنزاعات الحدودية مع المملكة العربية السعودية.
وكان الشيخ حمدان بن زايد حاكم المنطقة الغربية حاليا، ونائب رئيس وزراء دولة الامارات سابقا، هو الذي يتولى رئاسة هذه اللجنة التي تضم حاليا الشيخ سيف بن زايد وزير الداخلية ايضا.
وتصاعدت التوترات العام الماضي بين الجارتين حينما أعلنت الامارات في أيار (مايو) الماضي انسحابها من مشروع الوحدة النقدية لمجلس التعاون الخليجي احتجاجا على إصرار الرياض على ان تستضيف مقر البنك المركزي الخليجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى