ثقافة وفن

ثلاث كنائس تاريخية ودير تنتشر في منطقة اللاذقية

تعد كنيسة اللاتين التي تقع في منطقة الصليبة من اجمل كنائس اللاذقية وقد شيدت في عام 1933 من قبل المهندس الايطالي /ارغوني/ وزوجته /افدوكيا/ وتم تدشينها يوم /19/ اذار من نفس العام وبني بجانبها مدرستان.

والكنيسة مبنية من الحجر الكلسي النحيت ومسقوفة بسقف جملوني مغطى بالقرميد وتتألف من مدخل واسع وعلى جانبه برجان مؤءلفان من ثلاثة طوابق مسقوفة بالقرميد وفي مقابل المدخل يوجد الهيكل وتحتوي من الداخل على بهو واسع جدا بالاضافة الى مجموعة من الغرف الصغيرة متعددة الاستعمالات وهي مزينة من الداخل بالعديد من التماثيل والرسومات والزخارف اما من الخارج فقد تمت العناية بواجهاتها من نوافذ وابواب وزخارف على طريقة الفن الغوطي السائد في اوروبا في ذلك الوقت.

اما كنيسة المقاطع التي تقع على بعد /10/ كم الى الشمال الشرقي من مركز المدينة يعود تاريخ بنائها الى الفترة البيزنطية من القرن الخامس او السادس الميلادي.

والبناء مشيد بالحجر النحيت المقطع المجلوب من مقالع المنطقة وما تبقى منه عبارة عن قبة نصف كروية في القسم الجنوبي من البناء مع بقايا قوسين في القسم الشمالي منه واسلوب البناء مماثل لما نراه في المدن المنسية السورية شمال سورية.

وهناك افتراضات حول مخطط البناء تشير الى انه ربما يستمر تحت الهضبة التي شيد فوقها وهذا يحتاج الى سبر اثري لتأكيده كما تشير الافتراضات الى ان حجم البناء يجب ان يكون اكبر مما هو عليه الان وهذا يدفع للاعتقاد بأن الكنيسة قد شيد القسم المفقود منها حاليا بمواد غير ثابتة او قابلة للتلف كالاخشاب وجذوع الاشجار مثلا.

ونظرا لاهمية البناء فقد قام في العام /2004/ طلاب من جامعتي تشرين ودرسدن الالمانية بمساعدة مهندسي دائرة اثار اللاذقية باعداد دراسة للموقع واكدت نتائج الدراسة ان تاريخ البناء يعود للفترة البيزنطية وهو استمرار للنشاط المعماري الممتد ما بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين وان البناء ليس مكتملا وهذا بدوره يحتاج الى توسيع عمليات البحث والمقارنة ليشمل مواقع انشاءات بيزنطية في مواقع متفرقة من بلاد الشام.

كما تقع كنيسة القديس /استيفانوس/ في قرية /عرامو/ الى الشرق من اللاذقية على بعد حوالي /60/ كم ويرجع تاريخ بنائها الى عام /1310/ ميلادي حسب ما هو مدون على ساكف الكنيسة وقد سميت بهذا الاسم نسبة الى احد تلاميذ السيد المسيح واول شهيد في المسيحية وهي مبنية من الحجر الكلس ذي القطع المتوسط تعرضت الكنيسة لانهيارات طبيعية جزئية ولكن في كل مرة يعاد ترميمها من جديد واعيد بناؤها في العام /1477/ ميلادي وتم تجديدها مرة اخرى في العام /1958/ ميلادي وهي باقية على حالها منذ ذلك التاريخ.

ويقع دير /مار جاورجيوس/ في قرية /عرامو/ الواقعة الى الشرق من مدينة اللاذقية ويعود تاريخ بناء هذا الدير الى القرن الرابع الميلادي على وجه التقريب اعتمادا على شكله.

والدير عبارة عن خمسة كهوف بعضها طبيعي وبعضها الاخر منحوت او جرى توسيعه بأشكال منتظمة واكبر هذه الكهوف تم تحويلها الى كنيسة مهداة الى القديس جاورجيوس اما بقية الكهوف فانها تمتد الى الشرق والغرب من هذه الكنيسة التي يبدو انها كانت مخصصة لسكن الرهبان والنساك اما الكهف الملاصق لحنية الكنيسة من الجهة الشرقية فهو ذو طابقين حيث نجد على جدران الطابق العلوي صلبانا منقوشة وعلى الاغلب ان مجموعة هذه الكهوف تشكل ديرا متكاملا لكنيسة واحدة ويعود تاريخها الى القرنين الرابع او الخامس ميلادي على الارجح وذلك استنادا الى اعتبارات دينية وتاريخية مختلفة.

ويؤكد هذه الناحية الباحث الاثري الايطالي /ادريانو الباجو/ بعد دراسة ميدانية قام بها بين عامي /1981/1983/ مشيرا الى ان هذه الكنيسة ومجموعة كهوفها تشكل ديرا ارمنيا يعود للقرن الرابع الميلادي.

بواسطة
سي _السيد
المصدر
سانا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى