سياسية

أمريكا لا تريد توافقاً لبنانياً ..

تشهد الساحة اللبنانية الآن حراكاً سياسياً كبيراً بدأه السيد نبيه بري بجولة على العواصم العربية من أجل التحاور معها بشأن مساعدة لبنان في ايجاد الحلول ودعم التفاهم اللبناني – اللبناني وذلك بالاستناد الى المبادرة العربية التي أطلقها السيد عمرو موسى أمين عام
وقد ظهرت بوادر جيدة للحل حسب مصادر الرئيس بري إلا أن الدبلوماسية الامريكية وفريق السلطة الحاكم لايريدون لهذه الجهود أن تتمخض عن حل اطلاقاً فبدؤوا يطلقون سهامهم على هذه المبادرة فالسنيورة وصف بري بالطرف وبالتالي كيف له أن يقود حواراً وذلك حسب السنيورة وجعجع وجنبلاط حيث اطلقوا سهامهم عليها في محاولة منهم لتقويض هذه المبادرة بعد أن لمسوا جميعاً دعماً عربياً لهذه المبادرة.‏‏

القائمة بالأعمال الامريكية هي الاخرى ادلت بدلوها وعقدت اجتماعات سرية وعلنية مع زبائنها لافشال هذه الجهود ولتبليغهم بآخر تطورات الموقف لدى سيدهم الامريكي .‏‏

رايس التي زارت المنطقة قبل القمة العربية في دمشق وضغطت بكل ماتستطيع لافشالها وابقاء الوضع اللبناني متأججاً صرحت بالامس أن أمريكا تدعم بقاء حكومة السنيورة واعربت عن عزمها لتقديم جميع انواع المساعدة المادية والمعنوية وعلى أثر ذلك بعث فريق السلطة برسالة لامريكا يطلب فيها زيادة التدخل الامريكي والضغط أكثر فأكثر على المعارضة لتقديم التنازلات وبالتالي ابقاء لبنان رهين الموقف الامريكي الصهيوني الذي يستهدف ليس استباحة لبنان بل المنطقة بالكامل.‏‏

وعلى أثر ذلك جاء وولش الى لبنان واجتمع مع أطراف السلطة اللبنانية الفاقدة للشرعية واطلق تصريحات وقحة بحق ليس المعارضة بل في حق لبنان كون المعارضة جزءاً لايتجزأ من النسيج اللبناني وبدأ يتدخل حتى في الحركة الداخلية للبنان فأراد أن يملي على رئيس مجلس النواب أن يفتح المجلس ابوابه أمام النواب في محاولة منه لاتهام بري أنه هو من يعطل الحل في لبنان في الوقت الذي يقود فيه الرئيس بري الحوار اللبناني ويسعى الى حل توافقي لانتخاب رئيس للبنان .. حينها اجابه الرئيس بري بقوله مجلس النواب أبوابه مفتوحة على مدار الاسبوع كما طالت سهام وولش العماد عون الذي اتهمه بزعزعة اللحمة بين مسيحيي لبنان محملا اياه مسؤولية مايجري.‏‏

من هنا يمكن القول أن الدبلوماسية الامريكية تعيش حالة من التخبط حيال الوضع في لبنان لأن الرياح تسير عكس ما تشتهي السفن وبدأ منظروها يطلقون تصريحات سفيهة وأدنى القول أنها لاتتفق مع الاعراف الديمقراطية التي أطلقها الرئيس الامريكي آنذاك ويلسن والتي انهارت تحت مجنزرات دباباتهم في العراق وافغانستان وجنوب لبنان وفلسطين..‏‏

إن من يقرأ التاريخ يصل إلى قناعة مطلقة بأن الامريكان والصهاينة وكل غريب عن هذه المنطقة هو راحل لانها عربية ولاتقبل إلا أن تكون كذلك.‏‏

بواسطة
MiDo
المصدر
جريدة الجماهير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى