علوم وتقنيات

هل تقبل وجبة مصنوعة من لحم دوللي على العشاء؟

دوللي، النعجة الأولى التي تم استنساخها عام 1996، اشتهرت عالمياً لكونها سبقاً علمياً، أما اليوم فالمناقشات تدور حول تناول اللحوم المستنسخة. علماء أيرلنديون توصلوا لطريقة لتتبع أصل اللحوم ومصدرها وتوفير الحماية للمستهلك.
أعطت إدارة الأدوية والتغذية الأمريكية الضوء الأخضر لبيع واستهلاك المواد الغذائية المشتقة من الحيوانات المستنسخة،  وذلك بعد بحث دام ست سنوات، توصلت من خلاله إلى كون هذه المنتجات الغذائية لا تشكل أي خطر على مستهلكيها وأنه بالتالي لا يوجد سبب لمنع تداولها في الأسواق. الأمر الذي أكده أيضاً الباحث الألماني في علم الاستنساخ، السيد "هاينير نيمان" قائلاً إن كل المقارنات التي أجريت بين اللحوم المستنسخة واللحوم العادية أثبتت عدم وجود أي فرق بينها".

وحسب توقعات وزارة الزراعة الأمريكية، فليس هناك أكثر من ستمائة حيوان مستنسخ في الولايات المتحدة الأمريكية، معظمها أبقار. وترجع قلة هذا العدد لارتفاع تكلفة عملية الاستنساخ، التي تجعل من استنساخ الحيوان لمجرد ذبحه وأكل لحومه خسارة كبيرة، حيث يعتقد أن عملية استنساخ حيوان واحد تكلف حوالي 13.500 دولار.

 

جمعيات المستهلكين تطالب بوضع إشارة على المنتجات الغذائية المشتقة من حيوانات مستنسخة
غير أن استطلاع للرأي، أجرته الجمعية الدولية لحماية المستهلكين، تؤكد أن عشرة بالمائة فقط من المشاركين يقبلون شراء مواد غذائية مستنسخة، لأنهم يجهلون طبيعة هذه المواد و يخشون من تأثيرها السلبي على الصحة. وهو ما يجعل جمعيات المستهلكين تطالب بوضع علامة تحذيرية على المنتجات الغذائية المشتقة من حيوانات مستنسخة، معتبرة أن بعض المستهلكين قد لا يستسيغون تناولها. لكن "بارب غلن"، أحد العاملين في قطاع تكنولوجيا الأغذية بأمريكا، يعتبر أنه لا يلزم وضع تنبيهات على الأطعمة، إلا إذا كانت خصائصها الصحية قد تأثرت بسبب الوسائل المستخدمة في إنتاجها. وأضاف قائلا: "إن وضع تنبيه على هذه الأغذية يوحي للمستهلك بأنها مختلفة وهذا أمر غير صحيح".

باحثون أيرلنديون توصلوا إلى طريقة التعرف على مصدر اللحوم

 ولمساعدة المستهلكين على التأكد من سلامة اللحوم التي يشترونها، قام مجموعة من الباحثين بجامعة دبلن في أيرلندا، بإجراء مجموعة من الأبحاث، توصلوا من خلالها إلى إمكانية التعرف على أصل اللحوم عن طريق قاعدة للبيانات، تسجل بها التفاصيل عن الجينات الوراثية الخاصة بكل حيوان ويمكن دائما الرجوع إليه نوع اللحوم ومصدرها. جاءت هذه الفكرة بعد أزمة اللحوم المصابة بداء جنون البقر في أوروبا. بتتبع الجينات، يمكن التعرف على أصل اللحوم، ويمكن بالتالي التأكد من سلامتها، ومن كونها مستنسخة أم لا. 

وفي هذا السياق قال مبتكر هذه الطريقة، وهو الأيرلندي باتريك كونينجهام: " لقد بدأنا في القيام بالتجارب على هذا النظام منذ سنة 1996 والآن في أيرلندا تتبع أكثر سلاسل المحلات التجارية تلك الطريقة. ولذلك فقد تم التعرف على مصادر أكثر من 75 بالمائة من لحوم الأبقار ". بالطبع تعد قاعدة البيانات خطوة جيدة لحماية المستهلك، لكنها لن تصبح فعالة مائة بالمائة إلا بمشاركة كل منتجي اللحوم فيها.

 

المصدر
DW

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى