صحافة أجنبية

موافقة إسرائيل خطوة جوهرية لإنجاح مبادرة السلام العربية

يرى خبير دويتشه فيله في شؤون الشرق الأوسط بيتر فيليب أن تنفيذ مبادرة السلام العربية سيكون مليئا بالصعوبات، ورغم ذلك فان الخطوة الأولى والأكثر أهمية هي أن توافق إسرائيل على هذه المبادرة.

ينفي الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، حدوث تحول في موقف الجامعة من إسرائيل. لكن من الواضح أن موقف الجامعة اليوم يختلف تمام الاختلاف عن موقفها قبل أربعين عاما حين دعت، بعد شهرين من حرب حزيران، إلى مؤتمر قمة ٍ في الخرطوم وأعلنت لاءاتها المشهورة: لا للاعتراف، ولا للمفاوضات ولا للسلام مع إسرائيل. لكن الآن وبعد مرور أربعة عقود يحاول وزيرا خارجية الأردن ومصر، كموفدين من الجامعة، إقناع إسرائيل بقبول مبادرة السلام العربية.

 

وأيضا وحين وقعت مصر على اتفاقية سلام مع إسرائيل في عام تسعة وسبعين، تم طرد مصر من جامعة الدول العربية، أما اليوم فتستعين الجامعة العربية بوساطة الدولتين الموقعتين على اتفاق سلام مع إسرائيل لإقناعها بما يرى العرب وقسم كبير من المجتمع الدولي بأنه السلام الوحيد الممكن.

 

تستند خطة السلام العربية إلى مبادرة أطلقها العاهل السعودي عبد الله حين كان وليا للعهد في قمة بيروت عام َ ألفين واثنين وأكدها في قمة الرياض في آذار/ مارس الماضي، وهي تقضي بان الدول العربية مستعدة لسلام مع إسرائيل إذا انسحبت إلى خطوط عام سبعة وستين، إضافة إلى إقامة دولة فلسطينية وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.   

 

شكوك إسرائيلية

 

لكن إسرائيل واجهت وما زالت تواجه صعوبة ً في قبول هكذا مقترحات، ليس لأنها لا تريد سلاما ولكن لأنها فقدت الأيمان بان الانسحاب من أراض محتلة وحده كفيل ٌ بتحقيق السلام. وأيضا لان قسما من الإسرائيليين يعتقدون خطأ بان الأراضي المحتلة أراض إسرائيلية ولا يجوز التخلي عنها حتى مقابل السلام.

 

لكن ومن ناحية أخرى يعرف هؤلاء الإسرائيليون ومنذ زمن بأنه لا مفر من الانسحاب، لان الدولة الفلسطينية يجب أن تكون مترابطة الأطراف. وحتى اريل شارون تحدث عن دولة فلسطينية والآن يتحدث خلفه اولمرت عن الانسحاب من أراض محتلة ٍ أخرى. 

 

هذا الموقف الإسرائيلي صحيح، إلا انه لا يكفي، كما أن وزراء الخارجية العرب طالبوا بالإسراع في التنفيذ، فالعرض العربي لن يبقى قائما إلى الأبد. وهذا يذكر بالماضي، أي إذا لم تقبل بما اعرضه عليك فسوف الجأ إلى القوة. وأيضا فان رد فعل الحكومة الإسرائيلية غير ُ مُرض، إذ يجري الحديث عن اتصالات ثنائية مع سوريا والسعودية، وينسى الإسرائيليون إن مبادرة جامعة الدول العربية هي مبادرة بين جميع الدول العربية وإسرائيل. لا شك في إن تنفيذ مبادرة السلام العربية سيكون مليئا بالصعوبات، ورغم ذلك فان الخطوة الأولى والأكثر أهمية هي أن توافق إسرائيل على هذه المبادرة.

 

المصدر
DW

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى