أخبار البلد

افتتاح المؤتمر الوطني الأول لصناعة المحتوى الرقمي العربي

افتتحت الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية مساء أمس السبت المؤتمر الوطني الأول لصناعة المحتوى الرقمي العربي الذي تقيمه وزارتا الإعلام والاتصالات والتقانة والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم
بمشاركة ست دول عربية وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية في قصر الأمويين للمؤتمرات.

ودعت الدكتورة العطار في كلمة لها إلى الاهتمام بالتحصيل العلمي لامتلاك المعارف التي تتيح لنا أن نكون على صلة وثيقة بعلوم العصر لتحقيق ما نصبو إليه من بناء دولة عصرية وتنمية متقدمة تعطي لمنظومتنا المعرفية القدرة على أن تكون عنصر تغيير في الحركة التاريخية التي لا تعرف السكون وأن ترسي دعائم مشروع نهضوي كفاحي وحضاري ينطلق من الواقع الحي في حركيته ومستقبليته وفي فرادته وشموليته وفي تفاعله الخلاق مع ما في العالم من جديد في العلم والمعارف والتكنولوجيات وفي الفتح الإلكتروني الذي هز الدنيا بمعطياته وكشوفاته.

الجمعية السورية للمعلوماتية كانت أولى الخطوات

وأوضحت السيدة نائب رئيس الجمهورية أن تأسيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية في دمشق عام 1989 كان الخطوة الأولى التي استهدفت نشر الثقافة المعلوماتية وثقافة المعلومات وأن السيد الرئيس بشار الأسد وضع الجمعية على رأس سلم أولوياته وهيأ لها إمكانات كثيرة من توفير الحواسيب وإمكانات التدريب والمراكز المتعددة مؤكدة أهمية تأهيل الشبيبة والناشئة بتطوير التعليم وتوفير المستلزمات وإمكانات التدريب على أحدث الأساليب المعمول بها في بلدان العالم المتقدم.

وأكدت الدكتورة العطار أن الرئيس الأسد أدرك أن الحياة لا تأخذ معناها إلا من تكريسها لما هو أكبر وأسمى لرؤى تسع الكون وتتندى لها الأرض وأنه لا سبيل الى ذلك إلا بإعادة إنتاج المجتمع وبناء الشخصية المبدعة المرتبطة بالمعارف المتطورة وبالنشاط الفكري الخلاق والنظرة العلمية الصائبة منطلقا من إيمانه بمحورية الثقافة في منظومة مجتمع المعلومات ومحورية اللغة في منظومة الثقافة على أمل دخول العصر من بابه الأوسع وحتى لا يبقى دورنا دور الشهود على ما يجري في العالم من حولنا.

وقالت السيدة نائب رئيس الجمهورية أن سورية تنشط على أكثر من صعيد وتلقى كل التوجهات التحديثية فيها دعماً كبيراً من رئيس البلاد الذي أحدث كلية للمعلوماتية وجامعة افتراضية وعزز وزارة الاتصالات والتقانة..وفي سعيه لبناء مجتمع جديد ذي نبض جديد حرص على التمكين للغة العربية وحمايتها ودفع الأذى عنها لأنه يدرك أن اللغة العربية هي من أهم أسس قوميتنا وأنها الهوية والاصرة وإذا كنا حريصين على موقعنا في قلب العصر فإن هذا لا يعني أن تضيع الهوية الجامعة والثقافة المتجذرة والثوابت المرتكزة على الإيمان بالأمة العربية لغة وتراثاً وتاريخاً وانتماء من المحيط إلى الخليج.

وأوضحت أن مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة الذي تبناه الرئيس الأسد وتبنته قمة دمشق العام الماضي 2008 هو المشروع الأهم كونه يعتمد في بنوده تحديث مناهج تعليم اللغة العربية واستخدام تقانة المعلومات والاتصالات وزيادة عدد مؤسساتها واعتماد مبدأ التعليم مدى الحياة إضافة إلى إصدار تشريعات وطنية لحماية اللغة العربية وترقية استخدامها وتطوير استعمالاتها في الإعلام والإعلان بكل أشكاله وفي المواقع العربية على الشابكة وزيادة المحتوى العربي.

العرب مطالبون بحضور قوي للغتهم وسط تحديات الثورة الالكترونية

وأشارت السيدة نائب رئيس الجمهورية إلى الثورة الإلكترونية التي شهدتها العقود الأخيرة من القرن الماضي وما حققته من مستجدات على صعيد عوالم الحواسيب والتقانة وأثرها في قضايا العلم والثقافة والتنمية والاقتصاد ومجمل التراث الإنساني والإبداع البشري وما تفرضه هذه المستجدات من تعامل مختلف لا يستند إلى الذاكرة الإنسانية وحدها وإنما وبغير قياس إلى الذاكرة الحاسوبية التي ستكون ذاكرة زماننا ومصدر معارفنا وكتاب عصرنا وسيكون مردود نتاجه كما هو متوقع هائلاً بطاقته التي لا حد لحجمها ولا سعة لرحابتها ومن الضرورة بمكان أن يأخذ موقعه في حياتنا.

وقالت الدكتورة العطار إن هذا التحول المعلوماتي والتقاني أذهل الغرب أيضاً وتحدث بعضهم عن شبح القنبلة المعلوماتية بعد القنبلة الذرية مستشهدة بما قاله الفيلسوف "لويس بويل" في كتابه "نحو وعي كوني": إننا حتى في الغرب نعيش زمناً دخل فيه العلم إلى الكون الروحي وبدل عقل الملاحظ نفسه ورفعه إلى مستوى ليس هو بمستوى الذكاء المتعارف عليه لأننا لم نعد ملتصقين بالأرض وحدها بعد أن أخذنا نتحرك في الزمن النجمي وبات وجوباً علينا أن ننتقل إلى وعي الكون من حولنا وأن نوسع أفق معلوماتنا إلى ما بعد نقطة اللانهاية لأن هناك ثورة معلوماتية تجري تحت أبصارنا وتتجلى بالعودة إلى التزاوج غير المتوقع بين العقل والحدس ويجدر بنا بل يفترض بنا أن نقبل الحقيقة الواقعية حقيقة أننا ندرك فقط جزءاً من المليون مما نعرف أنه متغيرات علمية متسارعة مندفعة إلى أمام منطلقة في الجهات الأربع لكوننا وحياتنا والتي هي في المآل فوق حدود الرؤية الإنسانية تقريباً.

وأوضحت الدكتورة العطار أنه في ظل هذا التطور المعلوماتي الكبير وجد العرب أنفسهم مضطرين لاستخدام اللغة الأجنبية للدخول إلى عالم الإنترنت كون معظم المحتوى باللغات الأجنبية الأمر الذي دفعهم إلى التفكير بضرورة الاهتمام بالمحتوى العربي نظراً لاتساع تطبيقات المعلوماتية بما يغني الحياة الثقافية ويطور الأداء ويختصر الزمن ويحمي التراث ويوفر المرجعيات بيسر وسهولة ودقة علمية بالغة.

وأضافت أن اللغة العربية لا تحظى سوى بنسبة 5ر1 بالمئة من لغة المحتوى على الشابكة وتقتصر على خدمات بسيطة وألعاب مقارنة باللغة الإنكليزية التي تحتل المرتبة الأولى الأمر الذي يحتم علينا العمل على تعزيز المحتوى العربي وتلافي التقصير من كل الجهات المعنية سواء في الوزارات أو الجمعيات أو الجامعات مشيرة بهذا الصدد إلى عدة مشاريع أطلقت في هذا الاتجاه منها المشروع الذي تبنته الجامعة العربية الذي يعنى بالنتاج اللغوي وإيجاد بنك نصوص يتضمن أمهات الكتب الأدبية والعلمية والتقنية ووضع هذه النصوص في موقع على الإنترنت بمشاركة أكبر عدد من المؤسسات العلمية في الوطن العربي.

وأشارت الدكتورة العطار إلى ان كل هذا يستدعي أن نولي اهتماما خاصا للبحث العلمي الذي يشكل بالتأكيد عامل القوة في المجتمعات المتقدمة ولا يمكن الحديث عن مجتمع المعرفة دونه فالبنيان الأساس لمجتمع المعرفة يرتكز على الإنسان المبدع أولاً وعلى التقنيات المتقدمة ومراكز البحوث المنتجة للمعلومات العلمية والتقنية.

وأوضحت الدكتورة العطار أنه بالرغم من الصعوبات التي تقف أمام صناعة المحتوى العربي بسبب شكل الحرف العربي الإ أن ذلك ليس مبررا للتقاعس إذ استطاعت لغات أخرى لديها نفس المصاعب من تعزيز محتواها على الإنترنت.

ودعت الدكتورة العطار في إطار رسم استراتيجية المحتوى العربي على الانترنت إلى توضيح المفاهيم وشرح المصطلحات المستخدمة والكلمات الخاصة وتجنب التعقيد الذي نراه فيما بين أيدينا من نصوص.

كما دعت إلى تحويل الشابكة والحواسيب إلى حق عام للناس لتكون في متناولهم وجزءاً من ثقافتهم وأن توفر لهم إمكانات الإفادة من ثورة المعلومات الراهنة مع توجيه اهتمام خاص للأبناء في كل مراحل التعليم بدءاً من الطفولة الأولى.

تعزيز وجود سورية على الشابكة للإسهام في تصحيح المفاهيم الخاطئة

كما دعت السيدة نائب رئيس الجمهورية إلى بذل أقصى ما يمكن من أجل توفير الكوادر المؤهلة وإعداد الإنسان القادر بتكوينه العلمي على استخدام كل التقنية المتاحة وزيادة المحتوى الرقمي العربي فيما يتعلق بتراثنا الحضاري والثقافي وفي إغناء المكتبة الرقمية العربية وبذل كل الجهود الممكنة لتظهير صورتنا الحقيقية بمصداقيتها التاريخية.

ودعت الدكتورة العطار إلى إحداث مواقع خاصة بسورية على الشابكات يتولى الكتابة فيها مفكرون ومثقفون وعلماء وسياسيون مناضلون بالقدر الذي نستطيع تحقيقا لوجودنا الدولي وتصحيحاً للمفاهيم الخاطئة.

وختمت السيدة نائب رئيس الجمهورية بالقول إنه علينا أن نتذكر أن كل ما نقول عن اقتصاد المعرفة ومجتمع المعرفة لا يمكن أن يتحقق إلا إذا قطعنا أشواطاً في عملية صناعة المحتوى العربي إغناء وارتقاء وأن الطريق صار مفتوحا أمامنا وعلينا أن نحث الخطا ونبذل أقصى ما نستطيع ولا نتوقف عند القرار بل نسعى إلى التنفيذ.

من جهته أشار المهندس نبيل الدبس معاون وزير الإعلام رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر إلى أهمية المؤتمر كونه ينظم لأول مرة في سورية والأول من نوعه في الوطن العربي لافتاً إلى أن صناعة المحتوى وصناعة التكنولوجيا الحيوية سيشكلان ساحة السباق الساخنة التي ستشهد تنافسا حادا بين البلدان المتقدمة للهيمنة على السوق العالمية لاقتصاد المعرفة من جانب ونضالاً مريراً من قبل البلدان النامية سعياً للحاق به من جانب آخر.

وأوضح الدبس أن إعلان المبادئ الذي تبنته القمة العالمية لمجتمع المعلومات في دورتها الأولى في جنيف عام 2003 شدد على ضرورة إعطاء أولوية في بناء مجتمع المعلومات لإنشاء المحتوى الرقمي المحلي والاهتمام بكل صنوفه التربوي منها والعلمي والثقافي والترفيهي مبيناً أن خطة العمل العربية التي اعتمدها مجلس وزراء الاتصالات والمعلومات العرب في إطار التحضير للقمة أظهرت أهمية صناعة المحتوى في الحفاظ على التراث والثقافة وفي تطوير وتنمية المجتمعات العربية وأن بيان دمشق الذي صدر نهاية العام الماضي عن الاجتماع المشترك لمجلسي وزراء الإعلام ووزراء الاتصالات والمعلومات العرب أكد ضرورة العمل على زيادة الاستثمار في صناعة المحتوى الرقمي العربي الذي أصبح صناعة قائمة بذاتها ذات تأثير متنام على الاقتصادات الوطنية. وبين معاون وزير الإعلام أن المحتوى الرقمي في مجتمع المعلومات لا يقتصر على المتوفر على شبكة الإنترنت بمختلف مجالاته بل يتجاوزه ليتناول تطبيقات المحتوى في توليد المعرفة بمعناها الواسع وتوسيع مجالات استثمار منظومات تقانة المعلومات والاتصالات وتسخيرها لأغراض التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وقال الدبس إن المشهد السوري على صعيد صناعة المحتوى الرقمي يتمثل في جهود منفردة وأحيانا فردية لصناعة ما يشبه المحتوى الرقمي ودراسات واجتهادات ظلت في غالبيتها على الورق وبضع مشاريع طموحة حاولت وتحاول الصمود.. هذا بينما يتجه العالم الرأسمالي إلى صناعة محتوى عابر للأوطان مبني بأدوات تقنية بالغة التطور يواكب ويتفاعل مع مجتمع معلومات عالمي وليد يمتاز بشراهته المذهلة للمحتوى وتلهث التجمعات الإعلامية والاتصالاتية الاحتكارية متعددة الجنسيات إلى جعله مجتمع معلومات معولماً يسوده ويحكمه قانون السوق مضيفاً أنه وأمام هذا المشهد اختارت سورية أن تعمل التفكير في آليات لجمع هذه الاجتهادات والجهود والتنسيق فيما بينها وتوحيد معاييرها ورسم ملامح خطة لصناعة المحتوى الرقمي وطنيا باللغة العربية. وأوضح الدبس أن المؤتمر سيناقش 52 ورقة عمل حول المحاور الأساسية والفرعية وسيتم خلاله عقد جلستين حواريتين مع عدد من الوزراء ونخبة من المفكرين والإعلاميين وأصحاب المصلحة حول دور وسائل الإعلام والمؤسسات الثقافية في تعزيز صناعة المحتوى وحول ملامح استراتيجية وطنية سورية لصناعة المحتوى الرقمي العربي لافتاً إلى أنه إلى جانب الأوراق المقدمة من الجامعات والجهات الحكومية هنالك مشاركة لافتة من جهات وشركات خاصة وجمعيات أهلية.

وأشار إلى أن محاور جلسات المؤتمر ستتناول دور المنظمات الدولية ومجالات البحث والتطوير والتوثيق الرقمي ومتطلبات ومقومات ومؤشرات ومعايير صناعة المحتوى الرقمي العربي والأبعاد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية لهذه الصناعة وبعض التجارب والمشاريع العربية إضافة إلى المبادرات والتجارب والمشاريع الرائدة السورية في هذا المجال لافتاً إلى أن هناك ندرة في الأبحاث الاقتصادية التي تتلمس مقومات صناعة المحتوى الرقمي في الواقع السوري والتحديات التي تواجهها ومدى توفر الجدوى الاقتصادية لها وفرص الاستثمار فيها كذلك تلك التي تحاول دراسة السوق السورية للمحتوى الرقمي وحجم الطلب على المنتج الرقمي بمختلف انواعه وتوقعات هذا الطلب على المدى المتوسط والبعيد وفرص التعاون مع الدول العربية.

وقال الدبس إن موضوع صناعة المحتوى الرقمي في سورية موضوع تشاركي بامتياز يتجاوز قدرات جهة أو جهات بعينها لافتاً إلى ضرورة المبادرة إلى تحديد الأولويات الوطنية والبدء في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير البيئة الملائمة لتطوير هذه الصناعة وتحديد سياسة واستراتيجية واضحة لها تأخذ في الاعتبار المعايير المعتمدة والتوجهات السائدة في صناعة المحتوى على صعيد العالم وأولويات صناعة المحتوى الرقمي في المنطقة العربية.

وقال الدكتور راكان رزوق رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية إن التجارب أثبتت أن تطوير المحتوى الرقمي هو عمل تشاركي تساهم به كل شرائح المجتمع ومؤسساته كما تبين أن ماحققناه في وطننا العربي في مجال صناعة المحتوى الرقمي العربي مازال دون المطلوب كماً ونوعاً فنسبة المحتوى العربي على الإنترنت لا تتناسب أبداً مع نسبة عدد الناطقين بالعربية كما أن هذا المحتوى يفتقر إلى الكثير من المقومات اللازمة لجعله يرتقي إلى المستوى العالمي.

وأضاف أنه ومن هنا فإن أهمية هذا المؤتمر تنبع من كونه منصة للحوار وتبادل الآراء والأفكار والتجارب التي من شأنها تعزيز المحتوى الرقمي العربي وتفعيل دوره ليكون أداة في التقدم العلمي والثقافي والاجتماعي.

وأشار الدكتور رزوق إلى المشاريع التي قدمتها الهيئة لدعم المحتوى ومنها مشروع مدونة وطن استجابة لتوصيات القمة العالمية لمجتمع المعلومات والتي دعت إلى تعزيز المحتوى المحلي على الإنترنت حيث يهتم هذا المشروع بنشر كل ما يتعلق بالحياة الثقافية والاجتماعية في سورية لافتاً إلى إنشاء مجموعة من المواقع التي يهتم كل منها بأخبار محافظة معينة من المحافظات السورية وتطوير الآليات اللازمة لاستقبال المعلومات عن المحافظات وتدقيقها وتبويبها قبل نشرها..وقد أصبح موقع "اي سيريا" من أكثر المواقع السورية تصفحاً نتيجة غزارة المحتوى الذي يقدمه وتنوعه.

وأوضح أن الجمعية أطلقت في نهاية العام الماضي جائزة الكندي للمعلوماتية مساهمة منها في دعم الجهد المشكور الذي تبذله لجنة تمكين اللغة العربية وتساهم الجمعية أيضاً في رفد المكتبة العربية بالكتب المعلوماتية وقد قامت لجنة التأليف والترجمة في الجمعية بإنجاز ترجمة مجموعة من المراجع المعلوماتية وأصدرت معجم المصطلحات المعلوماتية وتتابع تطويره وتحديث محتواه إضافة إلى مساهمتها في مشروع الذخيرة اللغوية العربية الذي يهدف إلى رقمنة التراث العربي ونشره وفق المعايير الإلكترونية الحديثة ليكون متاحاً إلى الشريحة الواسعة من المهتمين به ودعمها كافة المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى تطوير برمجيات تعنى بمعالجة اللغة العربية وقد حصلت هذه المشاريع على العديد من جوائز التقدير من الجمعية واستضافت حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات التي أنشأتها الجمعية بالتعاون مع جامعة دمشق العديد من هذه المشاريع ومازالت تقدم لها الرعاية اللازمة لتتمكن من الانطلاق نحو الهدف النهائي وهو إيجاد شركات وطنية تمتلك الخبرة الكافية للمساهمة في بناء قطاع المعلوماتية في سورية. بدوره استعرض جورج عواد مسؤول قطاعات الاتصالات والمعلومات في المكتب الإقليمي لليونيسكو الدور الذي تقوم به المنظمة لتعزيز التبادل الحر للأفكار عن طريق الكلمة والصورة بالإضافة إلى المحافظة على زيادة ونشر المعرفة انطلاقاً من رؤيتها القائمة على احترام حرية التعبير والحق في التعليم للوصول إلى المعلومات للجميع وتنوع الثقافات والهوية.

وأشار إلى ظهور أهمية المحتوى الرقمي المحلي الذي هو تعبير وتواصل للمعرفة والخبرة المولدة محلياً وقال: إن المحتوى الرقمي العربي يحفظ اللغة المشتركة ويسهل تطورها ويعزز التنوع الثقافي فيما يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهذا المحتوى هو صناعة تجمع الإبداع والتطوير والتطبيقات مع نماذج جديدة للإنتاج والتوزيع تهدف إلى تقديم محتوى مفيد للمستهلكين ومن تطبيقاته النموذجية الألعاب الرقمية والفيديو والصوت الرقمي والتطبيقات والخدمات النقالة وبرمجيات معالجة المحتوى والأرشفة الرقمية ومواد التعليم الإلكتروني. وأضاف عواد أن تعزيز المحتوى الرقمي العربي يتطلب تطوير بنية متكاملة تأخذ في الحسبان الترتيبات السياسية والإدارية والمعايير والتطبيقات الجديدة وجودة البيانات المنشورة والبحث والتطوير ومن أحد عناصر هذه البيئة سهولة الوصول إلى هذا المحتوى ولاسيما عن طريق الإنترنت.

وأشار إلى التطور الهائل الذي شهده الوطن العربي في مجال استعمال شبكة الإنترنت وزيادة عدد مستخدميها موضحاً أن نسبة مستخدمي الإنترنت في سورية زادت بنسبة 466ر11 بالمئة بين عامي 2000و2008 وهي نسبة أعلى إذا ما قورنت ببعض دول المنطقة غير العربية ما يؤكد الاهتمام بهذه التقنيات والاستفادة منها.

حضر الافتتاح الدكتور ياسر حورية عضو القيادة القطرية للحزب رئيس مكتب التربية والتعليم العالي القطري وشهناز فاكوش عضو القيادة القطرية رئيسة مكتب المنظمات الشعبية ووزراء الإعلام والاتصالات والتقانة والتعليم العالي والمغتربين وشؤون رئاسة الجمهورية والدولة لشؤون البيئة وفعاليات علمية واقتصادية وثقافية وعدد من المهتمين العرب والأجانب. ويهدف المؤتمر إلى استكشاف الآليات التي تساعد على تدارك النقص الهائل في المحتوى الرقمي العربي بمختلف أنواعه وبخاصة توفره على شبكة الإنترنت ورسم الملامح العامة لاستراتيجية وطنية لتوفير هذا المحتوى عن طريق صناعة واضحة الأسس والأهداف والبحث في كيفية توجيه هذا المحتوى نحو تحقيق أهداف التنمية الوطنية والحفاظ على الهوية العربية والتفاعل مع العالم الخارجي.

وتتركز محاور المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام على إشكاليات مفهوم صناعة المحتوى وتطبيقاته ومجالاته ومقوماته ومتطلباته وإشكاليات إنتاج وتوليد المحتوى وتوظيفه في التنمية والأبعاد الاقتصادية لصناعة المحتوى الرقمي وخصوصيات المنطقة العربية في هذا المجال بالإضافة إلى جوانب التطوير والبحث في مجالات صناعة المحتوى الرقمي وحمايته واستراتيجياته ومشاريعه الوطنية والعربية.

ترافق المؤتمر مجموعة من الجلسات التخصصية تتناول مسح الواقع المحلي في صناعة المحتوى من تجارب وتطبيقات عملية وقصص نجاح وفشل في إطار المحتويات التعليمية والإعلامية والسياحية والثقافية والخدمية الحكومية والخدمية الصحية والتجارية الإلكترونية إضافة إلى كيفية الاستفادة من التجارب العالمية في كل من كوريا الجنوبية والصين وإيران والهند واليابان.

المصدر
سانا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى