سياسية

كارتر: أوباما يريد علاقات تعاون مع سورية تشمل رفع العقوبات وإرسال سفير

تناول لقاء السيد الرئيس بشار الأسد صباح أمس مع الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط وسبل تفعيل عملية السلام المتوقفة حالياً
حيث أكد الرئيس الأسد أن سورية كانت ولا تزال واضحة في مواقفها وملتزمة بخيار السلام الذي يعيد الأرض لأصحابها ويعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

من جهته أعرب الرئيس كارتر عن أمله بأن يرى تحسناً في العلاقات السورية الأميركية في ظل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يرغب بانتهاج سياسة جديدة مع جميع دول المنطقة يغلب فيها طابع الحوار والاحترام المتبادل.

وأشار كارتر إلى أن سورية لاعب أساسي في المنطقة وأنه يعتقد أن الإدارة الأميركية راغبة في تطوير هذه العلاقة.

وأكد كارتر أن على الحكومة الإسرائيلية الحالية إيقاف الاستيطان واعتماد أسس السلام.

حضر اللقاء السيد وليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والوفد المرافق للرئيس كارتر.

وفي مؤتمر صحفي عقده عقب اللقاء عبر كارتر عن سعادته بالعودة إلى سورية التي زارها مرات عديدة على مدى السنوات الـ25 الماضية.

وقال كارتر: بحثت مع الرئيس الأسد التعاون المبني على النوايا الطيبة بين سورية والولايات المتحدة إضافة إلى زيارة جورج ميتشل القادمة والوضع في العراق كما أطلعت الرئيس الأسد على مخططاتي للرحلة التي أعتزم اكمالها في المنطقة.

وأعرب كارتر عن اعتقاده ان الرئيس باراك أوباما يريد إقامة علاقات تعاون وصداقة مع سورية وهذا يشتمل على رفع العقوبات وإرسال سفير أميركي إلى دمشق.

وقال الرئيس كارتر: إن مهمتنا الرئيسية هي دعم عملية السلام في الشرق الأوسط على أمل استئناف المفاوضات بين سورية وإسرائيل وانسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان وآمل أن يتم تحقيق تقدم في عملية السلام على نحو إيجابي أكثر مما كان عليه الحال في السنوات الماضية حيث يوجد اليوم التزام من قبل الرئيس أوباما بأن يلعب دوراً فعالاً.

وأضاف كارتر: ليس هناك من شك في أن الانخراط الأمريكي ضروري كي يتم ضمان نجاح عملية السلام ولكني لا يمكن أن أتنبأ بالنتيجة النهائية لكن ما من شك لدي بأن المجتمع الدولي والأوروبيين وروسيا والولايات المتحدة مهتمة بشدة بنجاح المبادرة التي أطلقها الرئيس أوباما الذي وضع موعداً نهائياً قبل نهاية فترته الرئاسية عام 2012 لإنجاز اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبين إسرائيل وسورية.

ورداً على سؤال حول وجود رغبة حقيقية لدى إسرائيل بتحقيق السلام قال كارتر: إن هناك تعقيداً في إسرائيل بسبب الحكومة الائتلافية مع بعض الحلفاء الضروريين ورئيس الوزراء نتنياهو عبر عن مواقف سلبية فيما يتعلق بقضايا مثل القدس والمستوطنات وهكذا فإننا لا نعلم بعد مقدما ما يمكن أن يحدث لكني أعتقد أن الشعب الإسرائيلي لديه رغبة كبيرة في تجنب أي خلافات أو مواجهات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأضاف: ما من شك في أن الموقف الأمريكي كما عبر عنه الرئيس أوباما فيما يتعلق بالسلام وحل الدولتين ووقف بناء المستوطنات الإسرائيلية يتم بجدية لكن القرار النهائي سيتم اتخاذه من قبل الإسرائيليين والفلسطينيين وفي المستقبل بين إسرائيل وسورية وبعد ذلك بين إسرائيل ولبنان لافتاً إلى أن نتنياهو لم يتبن بعد حل الدولتين وحتى الآن لم يستجب لطلب الرئيس أوباما بإيقاف عملية بناء المستوطنات بحيث يضمن تحقيق السلام مع الفلسطينيين.

ودعا كارتر الحكومة الأمريكية إلى البدء بأسرع وقت بحوار مع حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ما لم يتم إشراك حماس بشكل مباشر في هذه العملية معربا عن اعتقاده بأن الإدارة الأمريكية ستجد الطرق المناسبة لذلك.

وأشار إلى احتجاز إسرائيل لـ 11 ألفاً وسبعمئة أسير فلسطيني بينهم 400 امرأة وطفل وأعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني الذين انتخبوا في كانون الثاني عام 2006 إضافة إلى قادة فلسطينيين آخرين مثل مروان البرغوثي. يشار إلى أن زيارة كارتر إلى دمشق اليوم هي الثالثة في عامي 2008و2009 بهدف دفع العلاقات السورية الأميركية إلى الأمام وإزالة العقبات التي تواجهها.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت عن زيارة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل إلى دمشق نهاية هذا الأسبوع في إطار جهود إحياء عملية السلام وتنفيذاً لجهود الرئيس أوباما للتوصل إلى سلام شامل في المنطقة.

يذكر أن جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بالإنابة ودانيال شابيرو المدير الرفيع المستوى في مجلس الأمن القومي أجريا في شهري آذار وأيار الماضيين محادثات مع وليد المعلم وزير الخارجية بدمشق وتم الاتفاق خلالها على متابعة الحوار القائم بين البلدين لمعالجة الخلافات القائمة وصولاً إلى تحقيق مصالح الشعبين.

كما زارت دمشق ستة وفود من الكونغرس الأميركي هذا العام لبحث العلاقات الثنائية وسبل دفعها عبر مزيد من الحوار الجاد والبناء القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

المصدر
سانا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى