سياسية

العلمانيون سيتحولون إلى أقلية في إسرائيل حتى عام 2030

يشكل المتدينون في إسرائيل نحو 29% من إجمال السكان اليهود في الكيان الصهيوني. وينقسم المتديون في إسرائيل حالياً إلى تيارين أساسيين
وهما التيار الديني الارثوذكسي، والتيار الدينيالصهيوني . وعلى الرغم من أن إسرائيل تدعي أنها دولة علمانية إلا أنه كل المعطيات تؤكد أن المزايا التي تمنحها للمتدينين تشجعهم على التكاثر بشكل كبير، بشكل يفوق وبكثير نسبة التكاثر لدى العلمانيين. صحيفة " هارتس " نشرت مختصر نتائج دراسة أمريكية تؤكد أن إسرائيل ستفقط في غضون عقدين من الزمن طابعها العلماني وتصبح أكثر تديناً. وجاء في الدراسة أنه في غضون 20 عاماً سوف يتغير طابع إسرائيل بشكل جذري ودرامتيكي، حيث سيصبح الطلاب العلمانيون أقلية في المدارس في الإسرائيلية وستقل نسبة العلمانيين من مجموع الأشخاص الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات للكنيست. هذه المعطيات جاءت في دراسة شاملة قام بها مجموعة من الخبراء لصالح " مجلس الاستخبارات الوطنية الأمريكية "، ونشرت صحيفة " هارتس " أهم نتائجها. وجاءت الدراسة بعنوان " طابع إسرائيل المتغير "، واستندت إلى معطيات المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي. ويظهر من خلال معطيات الدراسة أنه خلال العقدين القادمين سيتعاظم عدد اليهود المتدينيين بشقيهم الأرثوذكسي والصهيوني وعدد فلسطينيي 48. وتتوقع الدراسة أنه بحلول العام 2030سيشكل الفلسطينيون واليهود المتدينون حوالي 60% من الطلاب في المدارس حتى سن اثنى عاماً و40% من أصحاب حق التصويت لانتخابات الكنيست. وأشرف على الدراسة ريتشارد سينكوتا مستشار الشؤون الديموغرافيا في مجلس الاستخبارات الأمريكية المعروفة بـ ( NIC) )، بالتعاون مع أريك كافمان من جامعة لندن. واستند الباحثان بشكل أساسي للمعطيات الديموغرافية في إسرائيل من أجل تفسير نتائج الانتخابات التشريعية الإسرائيلية الأخيرة التي دفعت ببنيامين نتنياهو إلى سدة الحكم في إسرائيل، وتحديداً حصر الأسباب التي تقف وراء تعاظم قوة حزب " إسرائيل بيتنا "، اليميني المتطرف بزعامة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان. وحسب رأي كل سيكوتا وكوفمان فإن تعاظم قوة " إسرائيل بيتنا " جاءت بفعل خوف العلمانيين من تآكل قوة التيار العلماني الصهيوني في إسرائيل. وقال الإثنان في تفسير الظاهرة " كلما تقلص عدد اليهود العلمانيين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات كلما زادت فرص تعاظم حزب " إسرائيل بيتنا "، إلا في حال تغيرت أصول اللعبة من الأساس "، على حد تعبيرهما.

ويؤكد الإثنان أن الدراسة توصلت إلى معطيات مثيرة للانطباع، حيث أشارت أنه في الوقت الذي دلت فيه معطيات المكتب المركزي للإحصاء في عام 1950 على أن المتدينين والعرب كانوا يشكلون 15% فقط من طلاب المدارس، فإنهم الآن يشكلون 46%. وتتوقع الدراسة أن يشهد عام 2020 نقطة تحول فارقة في تفوق عدد الطلاب اليهود المتدينون على عدد الطلاب العلمانيين في إسرائيل. واكدت الصحيفة أن متوسط عدد الأطفال في العائلات المتدينة التي تنتمي للوسط الأرثوذكسي هو سبعة أولاد للعائلة الواحدة، بينما يصل يصل متوسط عدد الأولاد في لدى العائلات العربية 3.9 طفل للعائلة الواحدة. وأشارت صحيفة هارتس إلى أنه وفق دراسة سابقة لمجلس الاستخبارات الأمريكية صدرت قبل عام تبين أنه في غضون عام سيتغير تركيبة الكنيست بشكل جذري وهذا ما دللت عليه الانتخابات الأخيرة.

ونقلت الصحيفة عن البرفسور سيرجي دلا فرجولا المختص لشؤون الديموغرافيا في مركز " اليهودية " التابع للجامعة العبرية في القدس المحتلة الذي علق على نتائج الدراسة أن المعطيات التي تضمنتها الدراسة معروفة في الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية. وأشار إلى أنه في أوضاع محددة يمكن ألا يتحقق هذا السيناريو. وأضاف فرجولا أنه ليس من المعروف ما ستكون عليه وتيرة التكاثر الطبيعي لدى اليهود الأرثوذكس في المستقبل، مشيراً الى أنه من الصعب توقع أن تبقى مصادر الدعم المالي الحكومي الموجه للتيار الديني الأرثوذكسي بما يضمن تواصل وتيرة التكاثر العالي لدى الوسط الديني بشكل عام، مشيراً إلى إن هذه المصادر لا يمكن أن تبقى بدون تقليص إلى أمد بعيد. وأضاف أنه في حال شعر الوسط الديني الأرثوذكسي أنه يحتاج للاعتماد على نفسه فإنه سيضطر لتقليص وتيرة الولادات لديه.

لكن في المقابل لا يوجد أي دليل على أن الكيان الصهيوني سيغير من تعاطيه مع الوسط المتدين سيما في ظل الدور الذي تلعبه الأحزاب الدينية في الحكومات الإسرائيلية، من هنا فإن توقعات الدراسة الأمريكية لها فرصة كبيرة للتحقق.

وطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى