سياسية

انتخابات لبنان: التصويت انتهى ومعركة تشكيل الحكومة تبدأ

أغلقت مراكز الاقتراع للانتخابات النيابية في لبنان أبوابها عند الساعة 19،00 بالتوقيت المحلي من مساء الاحد بعد عمليات تصويت سجلت كثافة مرتفعة، وعكست منافسة عنيفة بين قوى 14 آذار الممثلةبالاكثرية الحالية المدعومة من الغرب وقوى 8 آذار المقربة من سوريا.
وبعد انتهاء معركة التصويت تدخل الأطراف المتنافسة معركة تشكيل الحكومة، يؤكد مراقبون أنها ستكون ائتلافية، بين المعارضة والموالاة وإن اختلفت نسبة تمثيل كل منهما على غرار الحكومة الحالية.

ولا يحتمل النظام اللبناني أن يكون هناك طرف خاسر في الانتخابات، وتشترط اللعبة الديمقراطية ايجاد توافق بين جميع الأطراف، على عكس الديمقراطيات الأخرى، يمكن البلد من خلق فضاء سياسي يدير به شؤونه، في حين يمكن أن يقود غياب التوافق الأطراف المتنافسة إلى حمل السلاح وضرب الاستقرار الهش.

وحرصت قوى المعارضة 8 آذار والموالاة 14 آذار، على حشد أكثر ما يمكن من أنصارهما لتحقيق الفوز، ومنذ الصباح الباكر بدأ نحو ثلاثة ملايين و257 ألف شخص يحق لهم التصويت، في التوافد على صناديق الاقتراع لاختيار 125 نائبا من أصل 128، فاز ثلاثة منهم بالتزكية مسبقا، وذلك من ضمن 450 مرشحا يمثلون كل أحزاب لبنان.

وقام كبار المسؤولين وزعماء الطوائف والأحزاب بالإدلاء بأصواتهم أيضا في مناطقهم، دون أن تخلو العملية من إطلاق التصريحات، فيما لم تسجل أي حوادث أمنية باستثناء إطلاق نار تعرض له مقر تلفزيون المستقبل التابع لسعد الحريري، وبعض الحوادث الأخرى نجح الجيش اللبناني في احتوائها، دون ورود تقارير عن إصابات.

وعقب الإدلاء بصوته في منطقة جبيل، قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان إنه "راض عن سير الانتخابات"، خاصة أنهت تجرى في يوم واحد لأول مرة، مؤكداً أنه "لا يدعم مرشحاً على آخر"، بل يؤيد مصلحة لبنان، "

وقال سليمان إن الانتخابات ستنتهي إلى "حكومة وحدة وطنية"، داعياً الفرقاء إلى "التخلص من الخطاب السياسي المتشنج" عقب المعركة الانتخابية.

وجرت عمليات التصويت وسط إجراءات أمنية مشددة حيث نشرت السلطات 55 ألفا من أفراد الأمن في مختلف أنحاء البلاد لتأمين العملية الانتخابية التي سارت في العموم وسط أجواء هادئة.

وقالت وزارة الداخلية اللبنانية إن نسبة التصويت وصلت في بعض مناطق بيروت إلى 55% بينما وصلت في بعض المناطق المسيحية بشمال بيروت إلى 70%، فيما شارك نحو ألفي مراقب محلي واكثر من 200 مراقب اجنبي من الاتحاد الاوروبي ومنظمات دولية غير حكومية في مراقبة عمليات التصويت.

وشكا مواطنون من ازدحام وتأخير في عملية الاقتراع بسبب الالتزام بالتعليمات المفروضة من وزارة الداخلية والبلديات والقاضية بدخول الناخبين فرادى الى مراكز الاقتراع وبسبب تنظيم الانتخابات في يوم واحد للمرة الاولى في تاريخ لبنان في الدوائر الانتخابية الـ26.

ومن أسباب التاخر كذلك آليات التدقيق في الهويات وقلة عدد الصناديق والمعازل الانتخابية بحسب ما افاد الناخبون ووصف رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون خلال ادلائه بصوته في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية التدابير بأنها "غير مقبولة". وقال ان "الناس فوق بعضها" في إشارة إلى الازدحام والبطء.

وذكر الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر رئيس مؤسسة كارتر لمراقبة الإنتخابات، أنه لا يخشى "نتائج الانتخابات وإنما يخشى احتمال عدم قبول الشعب نتائجها بروح ودية"، وأعلن كارتر الذي قام بجولة شملت عددا من المناطق اللبنانية للاطلاع على سير الانتخابات أن الولايات المتحدة الأمريكية ستؤيد نتائج الإنتخابات النيابية كائنا من فاز موالاة أو معارضة.

وتتوقع بعض الاستطلاعات بتحقيق انتصار بفارق ضئيل لفريق المعارضة بقيادة حزب الله الشيعي وحلفائه ومن بينهم الزعيم المسيحي ميشال عون، لكن كثيرين يتوقعون تشكيل حكومة ائتلافية واسعة تضم احزاباً من الجانبين بصرف النظر عن النتيجة.

وكان بطريرك الموارنة في لبنان الكردينال نصر الله بطرس صفير قد حذر السبت من "تهديد للكيان اللبناني ولهويتنا العربية" في تصريحات فسرت على أنها هجوم مستتر على حزب الله.

العرب اونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى