روسيا تستعد للاعتراف بجمهوريتين معلنتين من جانب واحد في القوقاز
وجه رئيسا جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية، وهما جمهوريتان معلنتان من جانب واحد وكانتا إقليمين داخل جمهورية جورجيا السوفيتية، نداء إلى الرئاسة الروسية عبرا فيه عن قلقهما من احتمال انضمام جورجيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)،
معتبرين أن جورجيا تنوي الاستعانة بقوات الحلف لضم إقليميهما إلى إدارتها. ولأن كثيرين من سكان ابخازيا واوسيتيا الجنوبية نالوا الجنسية الروسية فإنهم يأملون في أن تحميهم السلطات الروسية.
ولا تنوي موسكو الاستجابة لهذا النداء، على الأقل في الوقت الرهن، فيما يبدو، ولكنها قد تتحرك على نحو يرضي رئيسي الجمهوريتين المعلنتين من جانب واحد توطئة لتصنيف كل من ابخازيا واوسيتيا الجنوبية كشخصية دولية قائمة بذاتها إذا وجه الحلف دعوة إلى جورجيا لتصبح مرشحا للانضمام إلى الناتو.
وكانت روسيا قد أعلنت عن انسحابها من المشاركة في تطبيق حظر تجاري على ابخازيا وتوجهها لإقامة علاقات اقتصادية رسمية مع هذا الإقليم في الأسبوع الفائت. وتوقع وزير الخارجية الابخازي، سيرغي شامبا، أن تقدم روسيا على خطوة تكمل ما اتخذته من خطوات في اتجاه الاعتراف باستقلال ابخازيا في أقرب وقت.
ومن الممكن ألا تقدم روسيا على هذه الخطوة، فمن الواضح أن كل ما تفعله موسكو في هذا الاتجاه يهدف إلى إقناع جورجيا بأن تتحسب كثيرا قبل الإقدام على أية خطوة عملية تفضي إلى الانضمام إلى حلف الناتو على غرار ما فعلته بجمهورية سوفيتية سابقة أخرى هي مولدافيا التي خيّرتها موسكو بين المحافظة على وحدة الأراضي المولدافية (فهناك إقليم – بريدنيستروفييه – يطمح لتكريس استقلاله عن حكومة كيشينوف المولدافية) والعضوية في حلف الناتو. واختار الرئيس المولدافي فلاديمير فورونين أن يتخلى عن الطموح للحصول على عضوية الناتو لكي تضمن روسيا إبقاء الإقليم الانفصالي تحت الإدارة المولدافية.
وهيهات أن تتخلى جورجيا عن السير إلى الانتساب إلى عضوية الناتو. إلا أن حلف شمال الأطلسي يمكن أن يتأثر بالتحذير الروسي، فقادة الناتو يدركون أن ترشيح جورجيا للانضمام إلى الحلف سيطلق يد روسيا للاعتراف باستقلال جمهوريتين معلنتين من جانب واحد في القوقاز وهو ما قد يؤدي إلى عواقب دولية أكثر خطورة مما أدى إليه الاعتراف باستقلال إقليم كوسوفو في البلقان.