صحافة أجنبية

تراجع العمال، خطاب أوباما، ومأزق طالبان

الصحف البريطانية الصادرة الأحد ركزت على تراجع موقف حزب العمال في استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات البلدية بسبب فضائح كشف الستار عنها أخيرا تتعلق بحصول أعضاء البرلمان على مبالغ مالية كبيرة بدون وجه حق من أموال دافعي الضرائب.
هذا الموضوع مازال يتفاعل. وقد نشرت صحيفة "الاندبندنت" تفاصيل جديدة حول هذا الموضوع يتعلق بالرحلات المتعددة التي قام بها أعضاء في البرلمان البريطاني إلى دول العالم خلال العامين الأخيرين.

هذه الرحلات والزيارات سواء لحضور اجتماعات أو مؤتمرات أو بغرض الدراسة بلغت- حسب الصحيفة- 200 رحلة أي بمعدل رحلتين كل أسبوع في السنة.

ويقول تحقيق الصحيفة عن الرحلات التي لم تمولها لجنة الشؤون الخارجية من أموال دافعي الضرائب كانت تتحمل تكاليفها حكومات الدول التي يقوم الأعضاء بزيارتها.

أما في الشأن الشرق أوسطي فلايزال موضوع خطاب الرئيس باراك أوباما المرتقب الذي سيوجهه من القاهرة للعالم الاسلامي يثير الكثير من التعليقات والتكهنات.

ونشرت أكثر من صحيفة ايضا حول تصاعد المواجهة في باكستان بين القوات الحكومية وعناصر طالبان المسلحة، وتداعياتها.

غصن زيتون

حول الخطاب الذي ينتظر أن يوجهه الرئيس الأمريكي أوباما من القاهرة للعالم الإسلامي، نشرت صحيفة "صنداي تايمز" مقالا بقلم ساره باكستر وأوزي ماهنامي من تل أبيب بعنوان "أوباما يقدم غصن زيتون من الاحترام للشرق الأوسط".

أوباما حدد لنفسه مهلة سنتين لتحقيق حل الدولتين في الشرق الأوسط
يقول المقال إن مستشاري البيض الأبيض يقولون إن اوباما سيتعامل مع "القضايا الصعبة بما فيها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويعرض تضييق هوة الخلافات مع العالم الاسلامي على أساس "المصالح المشتركة والاحترام المتبادل"، وهي نفس التعبيرات التي استخدمها في مخاطبة البرلمان التركي.

يقول المقال أيضا إن "مسؤولين في الادارة الأمريكية يهمسون سرا أن أوباما وضع لنفسه مهلة سنتين لتحقيق حل يقوم على اساس الدولتين في المنطقة رغم معارضة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو للمطلب الامريكي المتمثل في تجميد بناء كل المستوطنات في الأراضي المتنازع عليها".

هجوم نووي مفترض

ويشير إلى أن اسرائيل ستجري يوم الثلاثاء القادم، أكبر استعدادت وقائية عسكرية في تاريخها يشمل كل السكان (7 ملايين)، استعدادا لمواجهة هجوم نووي (مفترض) على أراضيها بصواريخ من جانب سورية وايران وحزب الله وحماس.

وسيتم اختبار الملاجيء النووية وقدرة السكان في الجليل على الاختباء داخل تلك الملاجيء خلال 30 ثانية.

ويقول كاتبا المقال أن أوباما أزاح الأجندة الديمقراطية التي كان يحملها الرئيس بوش ويروج لها في الشرق الأوسط.

ويرغب أوباما- حسب المقال- في اقامة تحالف مع الدول العربية المعتدلة في مواجهة ايران والجماعات الراديكالية، وإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.

صحيفة "صنداي تايمز" تنشر تحقيقا طريفا عن التغير الملحوظ الذي يجري في أوساط الكثير من الشباب الباكستاني حاليا، الذين لم تعرف لهم أي اهتمامات سياسية من قبل.

خطر المسلحين

بعد أن بدأ الكثيرون منهم يشعرون بخطر وجود مسلحين من حركة طالبان على أراضي بلادهم، وما أصبحوا يلقونه من تأييد من جانب بعض القطاعات لجأ هؤلاء الشباب إلى نشر رسائل عبر موقع "فيسبوك" يدعون فيها إلى الاحتجاج العلني على هذا التغلغل المسلح، ويدعمون الحملة العسكرية التي تقودها قوات الجيش للقضاء على مسلحي القاعدة في وادي سوات.

يقول التحقيق الذي أعدته كريستينا لامب من لاهور إن أول ما فعلته صداف عبيد عندما سمعت صوت الانفجار الذي وقع في المدينة الأربعاء الماضي أن قامت بالاتصال هاتفيا بأقاربها واصدقائها للاطمئنان عليهم.

وهي تقول "قلت لهم إنه يتعين علينا أن نخرج إلى الشارع للتعبير عن احتجاجنا ضد المسلحين. لقد كان المقصود من هذه القنبلة تحويل الرأي العام ضد العملية التي يقوم بها الجيش للتخلص من طالبان في وادي سوات".

وقد أصبحت صداف ناشطة تحشد اصدقائها للتظاهر ضد الإرهاب في لاهور. بل ومضت خطوة أخرى عندما أصبحت تقود المواجهة مع طالبان بطريقتها الخاصة. كانت البداية بعد أن شعرت بالغضب الشديد عقب مشاهدة شريط فيديو لعناصر طالبان تقوم بجلد فتاة شابة في سوات.

القوات الباكستانية تشن عملية موسعة ضد مسلحي طالبان
هناك في هذا الاقليم الواقع في شمال غربي البلاد ازداد نفوذ العناصر المتطرفة حسبما يقول التحقيق، بل وامتد تأثيرهم حتى إلى لاهور.

هنا "لم يكن بوسعنا أن نقف مكتوفي الأيدي". كما تقول مريم بيبي الناشطة ورئيسة احدى الجمعيات النسائية في اقليم وزيرستان قرب منطقة الاضرابات على الحدود الأفغانية.

تغير كبير

وتقول أسماء جهانجير الناشطة في مجال حقوق الانسان في باكستان إن هذا يعكس تغييرا هائلا "فقد كنا نبدو وكأننا وحدنا ضد هؤلاء المسلحين بينما ظلت باقي القوى في البلاد صامتة بل وقد صنفنا على أننا "معادين لباكستان".

وينقل التحقيق عن شاهباز شريف رئيس حكومة اقليم البنجاب المسؤول عن حماية 82 مليون نسمة تصميمه على التصدي للمسلحين عن طريق تعميق الديمقراطية كما يقول.

"إن هؤلاء المتمردين ربما يكونوا نتاجا للديكتاتورية ويتعين على الديمقراطية الآن أن تحدث التغيير، واذا وقفنا مكتوفي الأيدي سيتفاقم الوضع. إنهم الآن في سوات، وغدا يمكن أن يكونوا في عموم البلاد".

ويستعد شريف حاليا لدخول البرلمان محل أحد أنصاره الذي تخلى عن مقعده في البرلمان، لكي يصبح شريف زعيما للأغلبية.

ولكنه يصر على أنه لا يسعى إلى اسقاط الحكومة: "إنني أؤمن بقوة بأن الوضع خطير بحيث لا يمكن لحزب واحد أن يتعامل معه بمفرده".

فتيان "انتحاريون"

على صفحة التقارير الدولية في صحيفة "ديلي تليجراف" تحقيق موسع حول الفتيان الصغار الذين يقومون بالعمليات الانتحارية في باكستان.

هذه المرة الموضوع يتضمن الكشف عن شرائط فيديو يتركها هؤلاء الشباب الصغار تحتوي "رسائل الاستشهاد" قبل أن يقودوا شاحنات مليئة بالمتفجرات في مهام انتحارية تستهدف قوات الأمن.

التحقيق الذي أعده نيك ميو من بيشاور الباكستانية، يقول إنه بعد أن شن الجيش الباكستاني حملته الحالية لتنظيف منطقة وادي سوات من المسلحين التابعين لطالبان أخذت عناصر من طالبان تقتحم البيوت وتأخذ صبيا من كل بيت أو شابا صغيرا يافعا تقوم بتشجيعهم وتدريبهم على القيام بمهام "استشهادية" تطوعية.

في الاسبوع الماضي قتل 24 شخصا وجرح اكثر من 300 بعد انفجار قنبلة خارج مقر الشرطة السرية في لاهور ومن بين القتلى 6 من الشرطة.

يخشى أن تكون عناصر من طالبان تسللت إلى مخيمات اللاجئين
الأشرطة الدعائية التي عثر عليها من بيشاور تظهر صبيانا في 14 او 15 عاما من عمرهم، يسجلون كلمات وداع قبل أو يقودوا شاحنات مليئة بالمتفجرات.

من بين تلك الشرائط التي تلقى إعجاب البعض في باكستان – حسبما يقول التحقيق- شريط يظهر فيه غلام يدعى أرشاد علي، هو الذي هاجم نقطة انتخابية العام الماضي بعدما حرمت طالبان الاقتراع.

وهو يظهر في شريط الفيديو وهو يجلس ومعه بندقية من طراز AK-47 وهو يرتل القرآن وهو يتطلع إلى الكاميرا، ثم يأتي صوته هادئا وهو يقول إن سكان سوات يعيشون حياة الشر وأنه قد حل وقت التضحية بالنفس.

جناح إعلامي

ويقول التحقيق إن الملا فضل الله أحد قيادات طالبان في سوات قال إن طالبان أسست جناحها الاعلامي بعد أن وجدت أن الصحفيين الباكستانيين متحيزين ضدها.

ويقول التحقيق إنه يعتقد أن فضل الله هو المسؤول عن استراتيجية طالبان لاستخدام الفتية الصغار في عمليات انتحارية.

وفي أحد الشرائط التي عثر عليها حسبما تذكر الصحيفة، يظهر وهو يقول "منحنا الكثير من الناس كل شيء في سبيل الجهاد: منازلهم وأموالهم بل وأبناءهم أيضا".

وقد اعتقلت الشرطة حتى الآن 30 عنصرا من عناصر طالبان في مخيمات اللاجئين.

ولكن يعتقد – كما يقول التحقيق- أن هناك كثيرين منهم ربما يكونوا قد تسللوا إلى المدن الباكستانية، ويخشى قيامهم بتفجيرات في وسط السكان في بيشاور حتى أن السلطات أصدرت تعليمات بحظر اجتماع أكثر من عشرة اشخاص.

المصدر
BBC

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى