سياسية

إسرائيل تنتظر حربا مع حزب الله.. “فاز أم لم يفز”

الصيف عادة ما يكون ساخنا جدا في الشرق الأوسط ، هكذا وصفت صحف إسرائيلية الأجواء المتوترة في المنطقة، متوقعة نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في الأشهر المقبلة سواء فاز الحزب في الانتخابات التشريعية المقررة في السابع من يونيو المقبل أو فشل
بسبب مشاكله الداخلية والإقليمية.
فمن جانبها دللت صحيفة "هاآرتس" على هذه التوقعات بأن الحرب الإسرائيلية الثانية على لبنان وقعت في صيف 2006 وفي صيف 2007 شنت مقاتلات إسرائيلية غارة على سوريا لقصف موقع قالت إنه منشأة نووية دون رد سوري، وهذا العام يتركز القلق الدولي على التوتر بين إسرائيل وإيران بسبب برنامج طهران النووي، لكن حربا ثالثة مع لبنان هي الاحتمال الأقرب في هذا الصيف، بحسب الصحيفة.

وأضافت "هاآرتس" أن "الأحداث في لبنان تدفع باتجاه التصعيد مع إسرائيل، فخلال أسبوعين فقط تم الكشف عن الكثير مما يقال إنها شبكات تجسس إسرائيلية في لبنان، كما أن اتهام مجلة دير شبيجل الألمانية لحزب الله (بناء على معلومات تقول الصحيفة إنها من داخل المحكمة الدولية) باغتيال الحريري قد يفقده تأييد السنة والمسيحيين والدروز فيما سيذهب جزء من الأصوات الشيعية إلى حركة أمل (الشيعية)".
ونفى حزب الله صحة ما جاء في هذا التقرير، متهما الصحيفة بالتآمر مع إسرائيل من أجل التأثير على موقفه في بالانتخابات .

وأوضحت "هاآرتس" أنه في حال خسارة الحزب وحلفائه الانتخابات، فسيدفعه ذلك إلى التصعيد مع إسرائيل من أجل تحويل الانتباه عن تورطه في اغتيال الحريري، على حد زعم الصحيفة.

ودللت على ذلك، بأن الحزب لجأ إلى أسر جنديين إسرائيليين عام 2006؛ للتخلص من الضغط الداخلي الهادف إلى نزع سلاحه، وهو ما تسبب في اندلاع حرب صيف 2006، بحسب الصحيفة.

تداعيات الفوز

من جهة ثانية، تدرس المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تداعيات فوز حزب الله في الانتخابات المقبلة، فمن جهة سيعد ذلك إنجازا إيرانيا، وبالتالي سيكون تطورا سيئا بالنسبة لإسرائيل، لكن من جهة مقابلة فإن ذلك سيخفف كثيرا من الضغوط على إسرائيل إذا اضطرت للقيام بعمل عسكري على لبنان.

وفي هذا السياق نسبت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية لمصادر أمنية قولها إنه في حال فوز حزب الله فإن ذلك "سيكون تعزيزا كبيرا لقوته في الداخل اللبناني بشكل يتيح له الفرصة لاستكمال وإحكام سيطرته على لبنان، وفي حال حدوث هذا السيناريو فلا يمكن بأي حال من الأحوال استبعاد التصعيد مع إسرائيل".

وقالت مصادر أمنية إسرائيلية للصحيفة إنه في أي مواجهة مقبلة مع إسرائيل من المتوقع أن يوجه الحزب ضربة تتميز بـ"الجودة النوعية" ضد إسرائيل، وذلك بعدما قام بتحديث ترسانته الصاروخية ومضاعفتها، لكنهم توقعوا أيضا ردا بالغ القسوة من جانب تل أبيب.

وأشارت "معاريف" إلى إمكانية أن يبقى اللواء "جادي آيزنكوت" في منصبه قائدا للمنطقة الشمالية لمدة عام آخر على خلفية مخاوف التصعيد، بعد أن كان مرشحا لمنصب نائب رئيس أركان الجيش.

وتتزامن هذه التكهنات مع اعتزام إسرائيل بدء مناورات يوم الأحد القادم، ستكون أكبر تدريب داخلي، وستحمل اسم "نقطة التحول 3".

وستختبر هذه المناورات مدى جاهزية أجهزة الأمن والجمهور العام لجملة من سيناريوهات الحرب، كما سيحاكي التدريب حالة نشوب حرب شاملة مع حركة حماس وحزب الله وسوريا، مع تعرض إسرائيل لقصف عنيف بالصواريخ وموجة من العمليات التفجيرية، كما ستختبر للمرة الأولى سيناريو يتوقع قيام العرب في إسرائيل بجملة من "أعمال الشغب" في جميع أنحاء البلاد أثناء الحرب.

جاهزية كاملة

في ذات السياق اعتبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي جابي أشكنازي أن جيشه وصل إلى درجة الجاهزية الكاملة لمواجهة جميع الخيارات حيال الملف النووي الإيراني.

وحذر من "تنفيذ حزب الله عملية ضد إسرائيل، إذ أن الحزب ما زال يبحث عن الانتقام لمقتل قائده العسكري عماد مغنية، في الوقت الذي نجح خلال السنوات الثلاث الأخيرة، منذ انتهاء الحرب، في حيازة أسلحة بكميات ونوعيات أكثر مما كان عليه الوضع قبل الحرب".

وأضاف أشكنازي أن "ما يملكه حزب الله اليوم من حيث كمية الصواريخ ومداها هو أضعاف ما كان عليه قبل ثلاث سنوات، حيث باتت الصواريخ قادرة على الوصول إلى كل نقطة في إسرائيل، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب".

ونقلت "هآرتس" عن مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية قلقها من أن يكون "حزب الله" يحاول تهريب صواريخ مضادة للطائرات إلى لبنان في المستقبل القريب، ما قد يشكل سببا لتصاعد التوتر على الحدود الشمالية مع لبنان".

المصدر
شبكة اخباريات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى