سياسية

الرئيس الاسد في مؤتمر صحفي أعقب مباحثاته مع الرئيس النمساوي ..

عقد السيد الرئيس بشار الأسد و السيد هاينز فيشر رئيس جمهورية النمسا اجتماعاً ثنائياً أمس تلاه اجتماع موسع ضم أعضاء الوفدين الرسميين.
وعقب المباحثات عقد الرئيسان الأسد وفيشر مؤتمراً صحفياً أجملا فيه المواضيع التي تم التطرق إليها في المحادثات الثنائية والموسعة وأجابا فيه على أسئلة الصحفيين.

وقال الرئيس الأسد: أشكر الرئيس فيشر على كلماته وعلى كل الترتيبات التي قام بها مع الحكومة النمساوية من أجل أن تكون هذه الزيارة ناجحة ومريحة بنفس الوقت ويسعدني أن أكون في النمسا البلد الصديق الذي عرف عبر عقود بمواقفه الموضوعية والبناءة والعادلة تجاه القضايا المختلفة في العالم وخاصة تجاه القضايا في الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية السلام بشكل عام.

وأضاف الرئيس الأسد: أن مواقف النمسا التي تراكمت عبر عقود عديدة أعطت للنمسا موقعاً ومصداقية خاصة وفي هذه الظروف المستجدة في العالم ونحن هنا اليوم لكي نتحاور مع النمسا ولكي نستغل الموقع ومصداقيتها تجاه هذه المشاكل من أجل الوصول إلى حل ما ومن أجل تحريك المبادرات الموجودة من أجل حل هذه المشاكل.

وقال الرئيس الأسد: إننا الآن أمام مزاج جديد في العالم لا يعني أن كل شيء إيجابي فهناك مزاج إيجابي.. هناك موجة من التفاؤل.. لكن هذه الموجة محصورة بزمن معين قد لا تستمر ولا نعرف متى تنتهي والمهم أن نتحرك بأقصى سرعة من أجل أن نحول حالة التفاؤل إلى عمل مباشر منتج وبالنسبة لنا في حوارنا مع النمسا هو حوار يجب أن يكون ونتوقع وهذا ما رأيناه خلال المحادثات حواراً منتجاً ومثمراً لافتاً إلى أنه لا بد من التحرك بأقصى سرعة في المرحلة الأولى أو بالأولوية الأولى تجاه عملية السلام.

الرئيس الأسد : التحرك بأقصى سرعة لتحويل موجة التفاؤل في العالم إلى عمل مباشر ومجد

وأضاف الرئيس الأسد: أنا والرئيس فيشر ركزنا في محادثاتنا اليوم بشكل أساسي على عملية السلام وعملية السلام هي كلمة واسعة لها عناوين فرعية كثيرة.. عملية السلام الفلسطينية وعلى المسار السوري واللبناني.. مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تنفصل عن السلام.. قضايا أخرى كثيرة لا يمكن أن تنفصل عن عملية السلام.

الرئيس الأسد:تحويل التوافق مع النمسا والاتحاد الأوروبي بشأن السلام إلى خطة تنفيذية

وقال الرئيس الأسد: كما ركزنا على عملية السلام التي أطلقت في مدريد عام 1991 ونحن الآن في عام 2009 أي بعد 18 عاماً من إطلاق تلك العملية نرى بأن الواقع لا يعكس أي وجود لسلام حقيقي بل نرى المزيد من الدماء بالرغم من بعض المفاوضات التي تنطلق من وقت لآخر ولكن النتائج لاحقاً تكون عكسية فإذاً لا بد من التحرك من أجل دعم هذه العملية السلمية على عدة مستويات.. على المستوى الدولي سواء في الولايات المتحدة وفي أوروبا أو على المستوى الإقليمي من خلال التعاطي والتواصل والحوار مع الأطراف المعنية مباشرةً بهذه القضية.

الرئيس الأسد: يحق لأي دولة في العالم بأن يكون لديها مفاعل للأغراض السلمية

وقال الرئيس الأسد: إن الموقف النمساوي دائماً داعم لعملية السلام وكذلك الموقف الأوروبي ولكن ما تناقشنا به هو كيف نحول هذا التوافق في المواقف بيننا وبين النمسا والاتحاد الأوروبي إلى خطة عمل تنفيذية. وتطرقنا إلى موضوع الملف النووي الإيراني وأكدنا ضرورة أن تلتزم أي مبادرة دولية تطرح بمعاهدة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل ال إن بي كي والتي تعطي الحق لأي دولة في العالم بأن يكون لديها مفاعل سلمي أو للأغراض السلمية وبنفس الوقت هناك آليات من أجل المراقبة لذلك من الممكن أن يكون هناك حوار دولي مع إيران بناء على هذه النقطة وهذا ما تؤيده سورية.

الرئيس الأسد: سورية تحسن علاقاتها مع العراق وتسعى لمساعدته من أجل الوصول إلى الاستقرار

وقال الرئيس الأسد: طبعاً عبرنا عن ارتياحنا للأوضاع في العراق وخاصةً على خلفية الانتخابات الأخيرة التي حصلت…انتخابات الإدارة المحلية ونعتقد أن هذه الانتخابات كانت خطوة إلى الأمام بالنسبة للعملية السياسية العراقية وهي خطوة بحاجة إلى خطوات أخرى تكملها وهي تدفعنا أكثر إلى التفاؤل بأن العراق أصبح أبعد عن خطر أي حرب أهلية حقيقية أو أي تفتت وبالعكس الآن يعود لوحدته وسورية تحسن علاقاتها مع العراق وتسعى إلى مساعدته من أجل الوصول إلى الاستقرار.

وتابع الرئيس الأسد: تحدثنا في قضايا سياسية كثيرة وأنا أعطي الآن بعض العناوين وسأترك التفاصيل إلى أسئلتكم.

وأضاف سيادته: بالنسبة إلى القضايا الثنائية سيكون لدينا غداً لقاء مع رجال الأعمال وما سنقوم به هو عبارة عن توقيع مذكرات تفاهم لكي تتحول إلى اتفاقيات عندما تقوم المؤسسات المعنية في البلدين بالتصديق عليها.

وقال الرئيس الأسد: مرةً أخرى أشكر الرئيس فيشر وأستغل هذه المناسبة لنشكر التزام الحكومة النمساوية بالمشاركة في قوات الأمم المتحدة على الحدود السورية في الجولان المحتل.

الرئيس الأسد: الحديث الإسرائيلي عن مفاوضات السلام مجرد كلام إعلامي

ورداً على سؤال حول الجدل في إسرائيل إزاء استئناف المفاوضات مع سورية والتصور والرؤية السورية لاستئناف هذه المفاوضات أوضح الرئيس الأسد: بالنسبة للحديث عن مفاوضات ربما يكون حديثاً إعلامياً لأن ما نراه ونسمعه من تصريحات هو معاكس تماماً للسلام فمنذ أيام قليلة سمعنا أن الحكومة الإسرائيلية لا ترغب أو غير مستعدة لإعادة الجولان وقبل هذه الأيام سمعنا رفضاً واضحاً أيضاً برفض مبدأ قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية والكل يعرف أن هناك إجماعاً دولياً حول مبدأ الدولتين وهناك أيضاً دعم دولي من دون استثناء لسورية بحقها في استعادة أراضيها المحتلة كاملة فإذا لم يتوفر العنصر الأول والعنصر الثاني من الصعب أن نقول أن هناك شيئاً جدياً أو حقيقياً يحصل تجاه السلام لا مؤشرات ولا أفعال ..إذا كانت المؤشرات ضد السلام فلا يمكن أن نتوقع أن تكون الأفعال مع السلام لذلك أعتقد أن هذا الكلام مجرد كلام إعلامي وعندما يكون هناك تصريح واضح والتزام من الحكومة الإسرائيلية بهذه البنود نستطيع عندها أن نتحدث عن الاحتمالات الممكنة لأي عملية سلام.

الرئيس الأسد: الجولان أرض لنا ويجب أن يعود بكل الأحوال

ورداً على سؤال حول أهمية الجولان بالنسبة لسورية وعدم قبولها أي معاهدة سلام مع إسرائيل إذا لم تنسحب منه قال الرئيس الأسد: لا نستطيع أن نقول أن الجولان مهم بل هو حق إذا كان مهماً أو غير مهم فهو أرض لنا وحق لنا وبالتالي يجب أن يعود بكل الأحوال.

وأضاف الرئيس الأسد: أن نقول إننا نثق بالحكومة الإسرائيلية الحالية بصراحة لا أستطيع أن أقول بأننا وثقنا بكل الحكومات السابقة بكل الأحوال.. منذ اغتيال رابين لم نر أي مؤشر حقيقي على الأرض باتجاه عملية السلام ولو عدنا إلى مذكرات عدد من المسؤولين الأمريكيين ومنهم الرئيس بيل كلينتون تحديداً فسوف نرى هذا الكلام بشكل حرفي حول المناورات التي تمت فبصراحة لا نتوقع ان تعطي هذه الحكومة سلاماً لكنها لا تناور وهي صريحة بأنها لا تريد السلام مع ذلك نحن عندما نعمل من أجل هدف كبير كالسلام نضعه في موقع استراتيجي ..في مستوى آخر لا نحاول أن نربط العمل من أجل السلام بتغييرات تكتيكية معينة تحصل لأسباب انتخابية ولانتوقف نحن وأصدقاؤنا الأوروبيون وحتى الإدارة الامريكية أي إدارة أمريكية من أجل العمل لوضع تصور أو خطة عمل لهذا السلام.

وقال الرئيس الأسد إنه عندما يكون هناك حكومة إسرائيلية مستعدة للسلام سواء هذه الحكومة أو غيرها نستطيع أن نتحرك معهم مباشرة ونستطيع أن نقول إننا لا نثق ..نستطيع أن نقول بأنهم لن يحققوا السلام ولكن هذا لا يعني أنه لا نفترض أن كل شيء ممكن في السياسة.

وجواباً على سؤال عن كيفية إقناع حزب الله وحماس بحل الدولتين إذا نجحت سورية في إيجاد حل لمعاهدة سلام مع إسرائيل قال الرئيس الأسد: سورية تستطيع أن تحقق السلام على أراضيها وعلى حدودها لكن لا تستطيع أن تحققه نيابة عن الدول الأخرى.

وتابع سيادته.. فهناك ثلاثة مسارات لعملية السلام.. حزب الله غير موجود في سورية موجود في لبنان وهو حزب كأي حزب آخر له قواعد ودعم شعبي في لبنان.. أما حماس فهي حزب موجود داخل الأراضي الفلسطينية وإذا كانوا يريدون أن يتعاملوا مع هاتين الجهتين ضمن إطار عملية السلام فهذا يعني أنه على إسرائيل أن تأخذ بالاعتبار المسارات الثلاثة بنفس الوقت وهو ما نسميه السلام الشامل.

أما الحديث عن المسار السوري فربما يحقق اتفاقية سلام على المسار السوري فقط.. من جانب آخر اتفاقية سلام على الجانب السوري لا يعني أن تحقق سلاماً بأكمله وتنتج سلاماً حقيقياً على الأرض لذلك دائماً سورية موقفها مع إطلاق المفاوضات على المسارات الثلاثة بشكل متزامن وبالتالي الوصول إلى السلام الشامل الذي ينهي الحوار حول هذه النقاط.

الرئيس النمساوي: نؤكد ضرورة توسيع التعاون الاقتصادي في ظل الأزمة العالمية الحالية

من جهته قال الرئيس النمساوي هاينز فيشر يسرني فعلاً أن تتاح فرصة استقبال السيد رئيس الجمهورية العربية السورية والوفد الكريم المرافق له على مستوى عال وان أرحب بهم في النمسا.

وأضاف فيشر: لقد قابلت سيادة الرئيس بشار الأسد بعد انتخابه كرئيس أثناء زيارتي لسورية بصفتي رئيساً للبرلمان النمساوي ومنذ ذلك وطدنا ووثقنا العلاقات بيننا.

وفي كانون الأول 2007 اتفقنا على زيارة فخامته إلى النمسا اليوم وهذه الزيارة مفيدة ليس فقط للنمسا بل لسورية أيضاً وللاتحاد الأوربي ولأوروبا ككل أيضاً.

الرئيس فيشر:اتفقنا على أن العلاقات إيجابية جداً وعريقة ومتطورة

وقال فيشر إن فخامة السيد الرئيس الأسد سيقابل كل رؤساء الحكومات النمساوية سواء المستشار النمساوي ورئيسة البرلمان أو نائب المستشار وسيقابل كذلك المستشارين السابقين كوزونباوي وبراميسكي وهذه طبعاً إمكانيات عديدة لمناقشة عدة مواضيع وأثناء حديث العمل الذي قمنا به الآن تطرقنا إلى العلاقات الثنائية واتفقنا على أن هذه العلاقات إيجابية جداً وعريقة ومتطورة.

وقال الرئيس النمساوي: لقد قمنا في العام الماضي بتبادل الزيارات وإن جزءا مهماً من العلاقات الثنائية يركز على المجال الاقتصادي الذي تطور عام 2008 ما نتج عنه نسبة إيجابية في الصادرات والواردات وإني أعتقد أن هناك مسألة أو واجبا مهما يقع على عاتقنا الآن.. إننا نقوم بالتمسك بهذه النسبة الاقتصادية العالية حتى في ظروف الأزمة المالية والاقتصادية الحالية.

وأضاف: إننا سنقوم بمناقشة ذلك صباح غد في إطار المنتدى الاقتصادي السوري النمساوي وإن هناك معاهدات عدة مثل معاهدة تجنب الازدواج الضريبي وحماية الاستثمارات.. وكلها معاهدات بإمكاننا من خلالها أن نوطد هذه العلاقات الاقتصادية.

الرئيس فيشر:هناك دول أوروبية كثيرة تشجع التوقيع على اتفاقية الشراكة مع سورية

وقال فيشر: أنظر إلى هذه الزيارة على أنها إمكانية للحوار ولمناقشة العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وسورية وإن وجهة نظر النمسا تتمثل في أن اتفاقية الاندماج والتعاون والتنسيق بين البلدين يمكن التوقيع عليها وهناك دول أوروبية كثيرة تشجع وجهة النظر هذه.

وأضاف الرئيس فيشر: إننا نعرف أن سورية تقوم بدور جوهري في إطار قضية الشرق الأوسط ومواضيع عدة متصلة بهذه القضية وتطرقنا في حديثنا إلى هذه المواضيع وتفضل الرئيس الأسد بشرح موقفه ووجهة نظره حول هذه المواضيع وإنه يسعدني أننا متفقون في كثير من الآراء ووجهات النظر.

وقال الرئيس النمساوي: إنه مهم بالنسبة لأوروبا وللاتحاد الأوروبي أن يكون رأي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول إيران والبرنامج النووي.. إننا إذا تمكنت النمسا بالقيام ببعض الشرح حول هذا الموضوع حتى تتمكن من إيجاد حل عبر المفاوضات في هذا المجال والمهم هنا أن يكون هناك تعاون بين إيران وهيئة الأمم المتحدة للشؤون النووية.

وهناك مسألة اخرى وهي قضية السلام في الشرق الاوسط بين سورية وإسرائيل كانت موضوعاً مهماً أيضاً تطرقنا إليه وأعتقد أنه من الجيد أن البلدين قاما بمفاوضات غير مباشرة وللأسف انتهت هذه المفاوضات بسبب ما حدث في غزة نهاية العام الماضي ولم يتمكن الطرفان من مواصلة هذه المفاوضات وإننا قلقون من أنه قد يكون من الصعب العودة إلى هذه العملية ولكني أعتقد أنه يجب علينا أن نرجع إلى هذا المسار واننا طبعا كلنا لن نتمكن من اختيار الحكومات.

فالنمسا ليس بإمكانها اختيار الحكومة الإسرائيلية وسورية لا تستطيع وكذلك إسرائيل.

فيشر: بإمكان النمسا أن تتخذ خطوات ملموسة وإيجابية تجاه السلام

وجوابا على سؤال حول الدور الذي يمكن أن تلعبه النمسا لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وخصوصا أنها عضو غير دائم في مجلس الأمن وعضو في الاتحاد الأوروبي.. قال الرئيس النمساوي: إن النمسا ستكون عضواً في مجلس الأمن لمدة سنتين وستنتهز هذه المسؤولية بصورة تفيد عملية السلام وبصورة إيجابية وعادلة وقد أكد فخامة الرئيس الأسد أنه ينظر إلى الموقف النمساوي من هذه الجهة ..وأنه بإمكان النمسا أن تتخذ خطوات ملموسة وإيجابية وأن تقدم مثل هذه الاقتراحات في مجلس الأمن فاننا مثلا على علاقة وطيدة مع تركيا وخاصة فيما يخص هذه المواضيع.. اننا نقوم بالاتصال مع تركيا عدة مرات أسبوعياً حول هذا الموضوع وكذلك مع الدول الأعضاء الأخرى في مجلس الأمن.

فاليوم مثلا كثيراً ما يجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ووزير خارجية النمسا لم يحضر لقاءنا اليوم فهو موجود في بروكسل في هذا الاجتماع ووزراء الخارجية بامكانهم تقديم دور في عملية السلام.

الرئيس فيشر:ما حدث في غزة ليس عادلاً

وفي العام الماضي قمت بزيارة لإسرائيل لكني قمت أيضا بزيارة الأراضي الفلسطينية والتقيت عباس وزرت الأردن وقطر والكويت.

وأوضح الرئيس فيشر أن الحكومة النمساوية تقوم بكل ما في وسعها نحو هذا الاتجاه ونقوم دائماً بإطلاق صوتنا.. ان ما حدث في غزة مثلا ليس عادلاً وانه وقع ضحايا كثيرون وذلك لم يكن متناسبا مع الهدف الذي ذكرته إسرائيل.

لكن النمسا تحاول مواصلة هذه السياسة التي بدأتها منذ عدة سنوات فإننا هنا طرف في القضية أو طرف في الحوار.

وردا على سؤال حول مستقبل العلاقات الأوروبية السورية قال الرئيس النمساوي: إنني أنظر إلى زيارة الرئيس الأسد في إطار تطورات ومقاربة جيدة وإيجابية بين سورية والاتحاد الأوروبي وأوروبا وكثيراً ما رأينا في التاريخ أن التطورات التاريخية كثيراً لا تتخذ الاتجاه المباشر لكن على المرء أن يتغلب على بعض الصعوبات.. وإن النمسا تبني منذ عقود علاقات جيدة ووطيدة مع سورية لكن بالطبع ففي السنوات الأولى من القرن الواحد والعشرين كانت هناك بعض الظروف الصعبة كانت لدينا إدارة أمريكية تنظر إلى سورية بنوع من القلق والنقد وأيضاً العلاقة بين سورية وأوروبا لن تشمل فقط المواضيع والمشاكل المفتوحة ولكن كثيراً ما كان الانطباع لدى الجانبين أن الطرفين يفهمان بعضهما البعض لكن النمسا كثيراً ما قالت وتقول بانها متمسكة بهذا الموقف وأنه يجب علينا أن نرجع إلى الحوار حتى نتمكن من حل المسائل فمثلاً استعمال وسيلة العنف في العراق لن تؤدي إلى حل المشكلة ويجب علينا أيضاً أن ننظر إلى مثل هذه المشاكل من عدة جوانب وأعتقد أن هذا الموقف يحصل على دعم على الصعيد الأوروبي والدولي أيضاً والرئيس أوباما في واشنطن والإدارة الأمريكية غيرت موقفها وكما سمعت من فخامة الرئيس الأسد في حديثنا السابق أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ينظر إلى المواضيع بصورة أخرى من عدة جوانب لذا أعتقد أن سورية والاتحاد الأوروبي يتقربان من بعضهما البعض ويقومان بتوطيد هذه العلاقات الموجودة بينهما.

واضاف الرئيس فيشر: إذا نظرنا إلى قوائم الزيارات في دمشق فلدينا وزراء الخارجية في الكثير من الدول الأوروبية يزورون سورية سواء وزراء خارجية أو غيرهم وإنني أعتقد أن هذه السياسة النمساوية التي قمنا بها ودعمنا فيها الحوار بين الثقافات والديانات والأطراف المختلفة.. فقد قمنا بدعم هذا الحوار في إطار مؤتمر أقيم حول ذلك حضره وفد سوري عالي المستوى وشارك في هذا الحوار وأعتقد أن هذه الزيارة رمز ستفهمه أوروبا بالكامل.

الرئيس فيشر والسيدة عقيلته يقيمان مأدبة غداء تكريماً للرئيس الأسد والسيدة عقيلته

واقام الرئيس فيشر والسيدة عقيلته مأدبة غداء في قصر هوفبورغ الرئاسي تكريما للرئيس الأسد والسيدة عقيلته حضرها كبار المسؤولين في جمهورية النمسا والوفد الرسمي المرافق للسيد الرئيس والسيدة عقيلته.

وألقى الرئيس الأسد كلمة في مأدبة الغداء شكر فيها الرئيس فيشر والنمسا حكومة وشعبا على حفاوة الاستقبال مؤكداً أن الترابط التاريخي والقرب الجغرافي بين المنطقة العربية وأوروبا والمصالح المشتركة بينهما يجعل أمن كل من المنطقتين يتأثر بأمن المنطقة الأخرى وهذا يؤكد أهمية الدور الأوروبي في التوصل إلى سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط مشيراً سيادته إلى أن للمواقف السياسية المتوازنة للقيادات النمساوية أكبر الأثر في أداء النمسا لدور إيجابي في الأحداث السياسية في منطقتنا.

وكان الرئيس فيشر قد عبر في كلمته عن سروره الكبير بزيارة السيد الرئيس والسيدة عقيلته إلى النمسا مشيراً إلى النقاط المشتركة التي تربط بين سياسة البلدين مؤكداً أن النمسا ستلعب دوراً فاعلاً ضمن مساعي الاتحاد الأوروبي ومن خلال موقعها كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي للتوصل إلى حل شامل وسلمي لقضايا المنطقة.

بدء زيارة الرئيس الأسد الى النمسا

وكان الرئيس الأسد والسيدة عقيلته بدأا زيارة رسمية إلى النمسا صباح أمس .

وأقام الرئيس النمساوي هاينز فيشر مراسم استقبال رسمية للسيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته حيث كان الرئيس فيشر وعقيلته في مقدمة مستقبليهما لدى وصولهما إلى قصر هوفبورغ الرئاسي في العاصمة النمساوية فيينا.

وقد بدأت مراسم الاستقبال بعزف النشيدين الوطنيين للجمهورية العربية السورية وجمهورية النمسا ثم استعرضا حرس الشرف.

بعد ذلك صافح السيد الرئيس والسيدة عقيلته كبار مستقبليهما السادة وزير الاقتصاد والأسرة والشباب ومدير هيئة موظفي الرئاسة النمساوية والمستشار السياسي للرئيس النمساوي للشؤون الدولية ومدير شؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية النمساوية وسفير النمسا في سورية.

بدوره صافح الرئيس فيشر وعقيلته أعضاء الوفد السوري الرسمي الذي يضم السادة عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية و عبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية وبديع خطاب سفير سورية في النمسا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى