سياسية

مشعل مخاطبا مجلس العموم البريطاني خيار القوة الاسرائيلية فشل في حسم المعركة

أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس ان إسرائيل تشكل عقبة رئيسة أمام تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط مشيرا إلى أن إسرائيل هي التي عطلت مشاريع السلام
كلها من مدريد وحتى الآن ومع ذلك يوجه اللوم للعرب والفلسطينيين متسائلا إلى متى سيبقى المجتمع الدولي مدركا للحقيقة ولا يفعل شيئا.

وقال مشعل في كلمة له موجهة لمجلس العموم البريطاني عبر الفيديو تكس مساء أمس إن الحل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة هو الضغط على إسرائيل وإلزامها بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة ووقف كل أشكال العدوان والاستيطان وممارساتها العنصرية ودون ذلك لن يتحقق السلام ولا الاستقرار في المنطقة.

وأضاف مشعل إنه يجب التعامل مع الشعب الفلسطيني على إنه صاحب قضية وطنية يتطلع إلى حق تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وهو شعب له هوية وتاريخ وارض. وأوضح مشعل انه تم التعامل مع القضية الفلسطينية على مستوى التسويات فكان هناك جهد دولي وإقليمي مكثف للوصول للتسوية عبر المفاوضات وخاصة بعد مؤتمر مدريد وكانت النتيجة أنه حصلت عدة أخطاء.

وأشار إلى أن أول هذه الأخطاء انه تم التعامل مع القضية الفلسطينية أمنيا وهذا ما حول الفلسطيني إلى ضحية يعيش تحت الاحتلال.. أو إنسانيا من خلال النظر إلى الشعب الفلسطيني وكأنه مجموعة بشرية بلا هوية كأنه ضحية فيضان أو كارثة طبيعية.. أو اقتصاديا من خلال النظر إلى الشعب الفلسطيني وكأنه مجموعة من الجياع وتنحصر مهمة المجتمع الدولي في عقد مؤتمرات لتوفير المنح والغذاء له.

وقال مشعل إن إصرار المجتمع الدولي على المساواة بين الطرف الفلسطيني والعربي من جهة والطرف الإسرائيلي من جهة ثانية وتحميل الطرفين المسؤولية كان من أعظم الأخطاء التي ارتكبت بحق القضية الفلسطينية مع أن كل مسؤول في المجتمع الدولي وأوروبا وأمريكا يدرك أن العلة هي في إسرائيل.

وقال مشعل إن الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة لا تقبل بأقل من الانسحاب إلى خط الرابع من حزيران عام 1967 بما فيها مدينة القدس المحتلة وحق العودة وتفكيك كل المستوطنات وأي محاولة لتخفيض هذا السقف هو أمر في غير موضعه مؤكدا أن إسرائيل أفرغت كل مشاريع التسوية من مضمونها.

وأوضح مشعل إن خيار القوة الإسرائيلية فشل في حسم المعركة والحرب على غزة خير دليل على ذلك كما أن الوقت لم يعد في صالح إسرائيل وترك الأمور معلقة وجعلها في أخر أجندة الإدارة الأمريكية أو أي سياسة أوروبية أو دولية سيؤدي إلى الانفجار في المنطقة والى المزيد من التصعيد لأن الشعب الفلسطيني لن يستسلم أمام الحرب والعدوان والخيار الأمني ولن يستسلم أمام إضاعة الوقت ولن يقع فريسة للخداع والتضليل ولن يقبل بالمزيد من المساومات.

المقاومة هدف لنيل الحقوق كفلته القوانين والشرائع الدولية

وقال مشعل إن حركة حماس هي حركة تحرر وطني تسعى إلى تمكين الشعب الفلسطيني من حق تقرير المصير وان ينال حقوقه المشروعة وان يعيش بحرية والتخلص من الاحتلال وهي تعتمد المقاومة وسيلة لانجاز هدفها الوطني لخدمة الشعب الفلسطيني.

وأضاف إن المقاومة حق مشروع تكفله القوانين والتشريعات الدولية مشيرا إلى أن المقاومة لدينا هي وسيلة وليست غاية ولو وجدنا وسيلة تخلصنا من الاحتلال بلا مقاومة لاكتفينا بها ولكن الشعب الفلسطيني انتظر طويلا واعتمد على التدخلات الدولية والإقليمية ولكن للأسف إما جاءت منحازة لإسرائيل أو كانت عاجزة.

وأكد مشعل إن حركة حماس معنية بخدمة الشعب الفلسطيني ودورها الاجتماعي والاقتصادي والخدمي بات معروفا للجميع وهي معنية بتخفيف معاناة الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال أو بعيدا عن أرض الوطن كما أنها معنية بالديمقراطية كأساس لإدارة الحياة السياسية الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني على قواعد من الإصلاح ومحاربة الفساد وتعزيز النهج الديمقراطي واعتماد الانتخابات لاختيار القيادات في كل مستوياتها في الحياة السياسية الفلسطينية سواء في إطار السلطة والحكومة الفلسطينية أو في إطار منظمة التحرير وحتى على مستوى النقابات والجامعات وكل الهيئات الفلسطينية.

المقاومة لا تبحث عن إنجاز شخصي أو مكاسب حزبية

وقال مشعل إن حماس لا تتطلع أن تنجز شيئا لنفسها والبعض في الغرب فهم أن التعامل مع الحركات والقيادات في المنطقة هو إرضاء لشخصية أو إعطاؤهم بعض المكاسب الحزبية مؤكداً أن ما يرضي حماس هو أن يعترف العالم بحقوق الشعب الفلسطيني وبحقه في تقرير مصيره.

وأوضح مشعل أن إسرائيل شنت حربها العدوانية على قطاع غزة فحاول البعض إلقاء اللائمة على الفلسطينيين نتيجة إطلاقهم الصواريخ مشيرا إلى أن إطلاق الصواريخ هي رد فعل على الاحتلال والعدوان.

وقال مشعل انه بعد انتهاء حرب غزة كان من الطبيعي أن يهب العالم لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة لهول جرائم الاحتلال فيها.

وحول ملف تبادل الأسرى قال مشعل إن المسؤول عن تعطيل تبادل الأسرى هو رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود أولمرت الذي أراد استعادة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط ولا يريد إعادة العدد القليل من الأسرى والذين لا يزيد عددهم على عشر الفلسطينيين السجناء في إسرائيل. وأدان مشعل ازدواجية المعايير الدولية بالتعامل مع القضية الفلسطينية وقال إن الشعب الفلسطيني يعاني من الحصار على غزة وإغلاق المعابر وهذه جريمة لا أخلاقية وغير إنسانية.

وحول المصالحة الفلسطينيةالفلسطينية قال مشعل إن حماس وفتح وجميع القوى الفلسطينية سوف يجلسون على طاولة الحوار حين نشعر جميعا انه لا يوجد تدخل خارجي ولا اشتراطات وحين يشعر الجميع انه لا يستطيع الاستقواء بالعامل الإقليمي والدولي .

وأضاف مشعل نحن.. ما زلنا نتطلع أن تلعب أوروبا دورا فاعلا متوازنا فيما يخص القضية الفلسطينية ويدفع الإدارة الأمريكية الجديدة إلى فعل شيء جديد ولكن حتى الآن لم يتغير السلوك الأمريكي في الصراع العربي الإسرائيلي إلا جزئيا وهذا لا يبشر بالخير مؤءكدا أن الشعب الفلسطيني والعرب جميعا حريصون على صنع السلام الحقيقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى