سياسية

الرئيس الأسد وفراتيني: ضرورة تطوير العلاقات لإرساء الاستقرار في المنطقة

أعرب السيد الرئيس بشار الأسد باسمه وباسم الشعب السوري للشعب الإيطالي الصديق وحكومته عن أحر التعازي بالضحايا الذين سقطوا جراء الزلزال الذي ضرب وسط إيطاليا صباح أمس الأول.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس الأسد صباح أمس الأربعاء للسيد فرانكو فراتيني وزير الخارجية الإيطالي حيث تم استعراض العلاقات بين سورية وإيطاليا خاصة وبين سورية والاتحاد الأوروبي عامة.. وقد كان هناك تطابق في وجهات النظر حول ضرورة تطوير هذه العلاقات في كلا الاتجاهين بما يساعد في تحقيق المسعى السوري الأوروبي لإرساء الاستقرار في المنطقة وتحقيق التنمية المستدامة على ضفتي المتوسط.

وتم أيضاً بحث الأوضاع في الشرق الأوسط حيث عبر فراتيني عن وجود فرصة مهمة بأن تتحدث أوروبا بصوت واحد في دعم مرجعيات الشرعية الدولية للصراع العربي الإسرائيلي..كما أن وجود انفتاح أميركي للحوار والانخراط يشكل فرصة مهمة لأوروبا والمنطقة لابد من استثمارها.

من ناحية أخرى أعرب فراتيني عن ارتياح أوروبا لمجريات قمة الدوحة وبداية تحقيق مصالحة عربية لأن تنسيق المواقف العربية مهم جداً للتحرك الأوروبي وفاعليته.

وأشار فراتيني إلى أهمية الاستفادة من دور سورية كعامل إقليمي أساسي في استقرار كامل المنطقة والشرق الأوسط موضحاً أن زيارته إلى دمشق تأتي في إطار تفعيل هذه الدبلوماسية في منطقة الشرق الأوسط مشيراً إلى وجود توجه مشترك ضمن الاتحاد الأوروبي لتوقيع اتفاقية الشراكة بين سورية والاتحاد الأوروبي في أسرع وقت ممكن.

حضر اللقاء السيد وليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والسيد عبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية والسفير الإيطالي في دمشق والوفد المرافق للسيد فراتيني.

كما التقى الوزير المعلم نظيره الإيطالي.

وفي مؤتمر صحفي عقده مع الوزير المعلم وصف فراتيني مباحثاته مع الرئيس الأسد والوزير المعلم بأنها كانت مفيدة جداً وفتحت صفحة جديدة من التعاون السياسي بين البلدين مؤكداً رغبة بلاده في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع سورية على أعلى المستويات.

وعبر فراتيني عن امتنانه الكبير للرئيس الأسد على تعازيه التي قدمها لإيطاليا بضحايا الزلزال الذي ضربها مؤخراً.

بدوره قال الوزير المعلم: إن محادثات الوزير فراتيني مع الرئيس الأسد صباح اليوم تركزت حول العلاقات الثنائية والأوضاع الراهنة في المنطقة والعلاقات بين سورية والاتحاد الأوروبي والتطورات الإيجابية التي سمعنا عنها في مواقف الإدارة الأميركية الجديدة.

وأضاف الوزير المعلم أن السيد الرئيس قدم تضامن سورية مع إيطاليا في محنة الزلزال وأعرب عن مواساته لضحاياه وتمنى للجرحى الشفاء العاجل.

وقال الوزير المعلم: لمسنا توافقاً في مواقف سورية وإيطاليا في المجال السياسي.

وأضاف الوزير المعلم أن مباحثاته مع الوزير فراتيني تناولت أيضاً العلاقات الاقتصادية ولاسيما أن إيطاليا هي الشريك الأول لسورية في التبادل التجاري والاستثمارات وكذلك ضرورة تعزيز العلاقات السياحية والثقافية بين البلدين مشيراً إلى أهمية البعثات الاستكشافية الإيطالية في سورية.

ورداً عن سؤال حول الأسس التي من الممكن أن تستند إليها سورية لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل قال الوزير المعلم:إن سورية تستند إلى الأسس ذاتها التي جرى الاتفاق عليها خلال حكومة أولمرت عبر الوساطة التركية وهي أولاً.. التزام إسرائيل بالانسحاب التام من الجولان إلى خط الرابع من حزيران عام 1967 وثانياً.. ألا تؤثر هذه المحادثات غير المباشرة بأي شكل في المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وثالثاً.. ألا تستخدم هذه المحادثات كغطاء لشن عدوان على لبنان أو غزة.. وعندما شنت إسرائيل عدوانها على غزة توقفت هذه المحادثات.

من جانبه أشار فراتيني إلى أنه بحث مع الوزير المعلم عملية السلام في الشرق الأوسط وقال: لقد تشاركنا الأفكار حول ضرورة أن يكون عام 2009 هو عام السلام العادل والشامل في هذه المنطقة لافتاً إلى أن بلاده تستطيع بحكم موقعها على المتوسط وعلاقاتها مع الدول المتوسطية ومع الولايات المتحدة الأميركية أن تكون واسطة في سبيل إحلال السلام على أساس اللجنة الرباعية والمبادرة العربية للسلام.

وأعرب فراتيني عن أمله في معاودة المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركية مشيراً إلى الدور المهم الذي لعبته ويمكن أن تلعبه تركيا في المستقبل من أجل السلام.

وأكد وزير خارجية إيطاليا رغبة بلاده الشديدة في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع سورية على أعلى المستويات مشيراً إلى أنه اتفق مع الوزير المعلم على انعقاد مجلس رجال الأعمال السوري الإيطالي في أيلول المقبل ومتابعة الحوارات والمشاورات بين البلدين نظراً للدور المهم الذي تلعبه سورية في الشرق الأوسط.

ورداً عن سؤال حول دفع عملية السلام في الشرق الأوسط والضغط على إسرائيل لتطبيق الشرعية الدولية أوضح فراتيني أن لإيطاليا مكانة مهمة ودوراً كبيراً يمكن أن تلعبه لإحلال السلام بحكم صداقاتها وعلاقاتها مع دول المنطقة كسورية ولبنان وتركيا معتبراً أن دور إيطاليا يمكن أن يكون إيجابياً وبناء بحكم علاقاتها الوثيقة مع الإدارة الأمريكية الجديدة وما يمكن أن تقوم به في هذا المجال من أجل التوصل إلى إحلال السلام في المنطقة.

وفيما يتعلق بالوضع الفلسطيني قال فراتيني: إن بلاده تعمل بشدة لتحقيق المصالحة الفلسطينية باعتبارها أحد مفاتيح السلام في المنطقة.

وفي الشأن العراقي أكد الوزير الإيطالي دعم بلاده لسيادة العراق لافتاً إلى الدور الكبير والمهم الذي يمكن أن تقوم به سورية على هذا الصعيد في المستقبل وقال: نحن نعول على تعاون سورية بشكل كبير في هذا المجال وإيطاليا مهتمة بإعادة إعمار العراق وإقامة علاقات سياسية متينة معه مشيراً إلى مجالات التنمية الاقتصادية في العراق التي يمكن لسورية وإيطاليا التعاون فيها.

وأوضح فراتيني أن مباحثاته مع الوزير المعلم تناولت أيضاً مواضيع أخرى مهمة تتعلق بإحلال الاستقرار في مناطق الشرق الأدنى كأفغانستان وباكستان ودخول الولايات المتحدة في الشراكة المتوسطية.

يشار إلى تنامي العلاقات السورية الإيطالية في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية حيث تم توقيع في شهر تشرين الأول من العام الماضي بروما اتفاقية للتعاون بين البلدين في مجال تطوير البنى التحتية وقطاعات التأمين ومصادر الطاقة المتجددة وإنشاء منتدى سوري إيطالي للتعاون المشترك والاستثمار.

كما وقع الوزيران المعلم وفراتيني في أيلول الماضي اتفاقاً للتعاون الثقافي واتفاقاً للتعاون التقني والمالي ومذكرة تفاهم بخصوص تبادل المشاورات السياسية الثنائية بشكل دائم.

وإيطاليا هي الشريك التجاري الأول لسورية من بين دول الاتحاد الأوروبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى