سياسية

عيد الأم في سورية عطلة رسمية تقديرا لعطائها ومكانتها في المجتمع

تحتفل سورية والعالم بعيد الأم الذي بات تقليدا سنويا تكرم خلاله الأمهات مثال التضحية والتفاني والعطاء تقديرا لجهودهن في تربية الأبناء والحفاظ على الأسرة المتماسكة والتي تشكل اللبنة الأساسلبناء مجتمعات قادرة ومتمكنة.
وفي إطار اهتمامها بالأم كانت سورية الدولة الوحيدة التي أعلنت عيد الأم عطلة رسمية إيماناً بالمكانة العظيمة للأم داخل أسرتها ومجتمعها وتعزيزاً لدورها التربوي في بناء الأسرة والمجتمع وتطوره وأصدرت سورية أول طابع بريدي عربي عام 1956 عن عيد الأسرة.

ولعبت المرأة السورية دائما دورا كبيرا في النضال ضد الاحتلال إذ قادت التظاهرات وكان لها دور تقدمي وتنويري مهم في اصدار المجلات والجرائد والكتب وعقد الاجتماعات ومساعدة الثوار وامدادهم بالالبسة والاطعمة اضافة الى تقديم النساء حليهن لدعم الثورات التي شهدتها الاراضي السورية ضد الاحتلال الفرنسي. كما تواصل المرأة السورية في الجولان السوري المحتل هذا النضال في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية مؤكدة انتماءها الأصيل للوطن الأم سورية وتمسكها بالهوية العربية السورية.

وعززت الحركة التصحيحية المباركة هذا التراث النضالي للمرأة السورية وقدمت لها عطاءات ومكتسبات هائلة من بناء المدارس في الريف وإصدار قانون إلزامية التعليم الذي سمح للفتيات في المناطق البعيدة والنائية والأرياف بدخول المدارس والدراسة في الجامعات والمعاهد وتخرجت منها الطبيبات والصحفيات والشاعرات والمهندسات.

ودخلت النساء سلك القضاء وأصبحت المرأة تتبوأ منصب المحامي العام فكانت سورية الدولة العربية الاولى التي وصلت فيها المرأة لهذا المنصب. وتجاوز عدد القاضيات المئات في سورية ونسبة المحاميات الـ 22 بالمئة وتسلمت المرأة السورية مواقع متقدمة في جميع المجالات ووصلت لأن تتقلد منصب الوزارة وان تكون نائبا لرئيس الجمهورية بل لعبت دورا مهما في الدبلوماسية السورية وأصبحت سفيرة في عدد من العواصم العالمية ويكفي أن نذكر ان نصف طلاب المدارس والجامعات من الطالبات.

وأوضحت السيدة سعاد بكور رئيسة الاتحاد النسائي العام في تصريح لـ"سانا" أن عيد الأم من أقدس الأعياد التي تعبر عن التضحيات وعطاءات الأم اللامحدودة منوهة بتكريسه عيدا وطنيا في سورية بعد أن أصدر القائد الخالد حافظ الأسد المرسوم 104 عام 1988 باعتبار 21 آذار من كل عام عيدا رسميا في الدولة تعطل فيه الجهات الرسمية والعامة للاحتفال بهذا العيد تكريما للأم والمرأة في سورية وتقديرا لعطاءاتها وما تقدمه من أجل بناء وتنشئة أجيال الوطن. وأكدت بكور أن هذا التقدير جاء لدورها الرائد في الحياة العامة والمشاركة المجتمعية وتبوئها أعلى مناصب القرار بفضل الدعم الذي لاقته من القيادة السياسية التي ترجمت كل ما ورد في الدستور السوري في مواده التي تؤكد أن المواطنة هي حق للجميع بغض النظر عن جنس هذا المواطن ذكرا كان أم أنثى وتعطيه نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات ومنحته مبدأ تكافؤ الفرص.

وأشارت بكور الى ان التشريعات الوطنية التي ارتكزت على هذا الدستور أتت لتنصف المرأة وتحقق لها العدالة الاجتماعية وتمنحها تكافؤ الفرص بينها وبين الرجل ولتؤكد على حضور فاعل وحقيقي للمرأة في جميع مجالات وأوجه التنمية المختلفة التي تشهدها سورية.

يذكر ان سورية احتفلت بعيد الأم لأول مرة عام 1957 وفي عام 2007 أصدر المصرف التجاري السوري بطاقة مصرفية للأم السورية تتميز بسريانها لمدة عامين دون الحاجة لفتح حساب مصرفي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى