سياسية

الصحف الإسرائيلية تهاجم أردوغان

شنت الصحف الإسرائيلية على صفحاتها الأولى أمس الجمعة هجوماً ضد رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، الذي وجه للرئيس الإسرائيلي
شمعون بيريز، انتقادات وصفت بالقاسية والمفاجئة في منتدى دافوس الاقتصادي وانسحب من المنتدى لحضور بيريز فيه، وعنونت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية "وماذا إذا أطلقت الصواريخ على اسطنبول"، وذكر الون ليئيل، في يديعوت ان "بيريز ألقى في تشرين الثاني العام ٢٠٠٧ خطابا تاريخيا أمام البرلمان التركي والآن بيريز نفسه تعرض، مثلنا جميعنا، إلى صفعة على الوجه من قبل رئيس الحكومة التركية الذي حول دافوس لفترة وجيزة إلى مصرف صحي لاسطنبول"، فيما عنونت معاريف "تركيا ضد بيريز".

بدورها استقبلت اسطنبول رئيس حكومتها استقبالاً وصفه مراقبون بأنه "للأبطال"؛ حيث كان الآلاف في انتظاره لدى وصوله إلى المطار، وردّدوا شعارات تندد بإسرائيل وبهجومها على قطاع غزة، وهتفوا «إننا نفتخر بك». كما حملوا لافتات كتب عليها «مرحباً بقائد العالم» و«على الدنيا أن ترى كيف يكون رئيس الوزراء». كما تحلق أمس نحو 1500 شخص حول أردوغان أثناء افتتاحه محطة مترو في إسطنبول وهتفوا «تركيا فخورة بكم»، وأيد الرئيس التركي عبد الله غول، ما قام به أردوغان، قائلاً «لا أحد يجب أن يتوقع من رئيس وزراء تركيا أن يتقبل عدم الاحترام. لقد قدم الإجابة المناسبة». وأضاف «إن تركيا تبذل جهوداً لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة… ويجب أن يستفيد الجميع من ذلك».

أردوغان كان رد على مداخلة الرئيس الإسرائيلي في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا الذي سأل اردوغان بصوت عال وملوحا بيده بعصبية باتجاهه ماذا ستكون ردة فعله لو ان الصواريخ تسقط كل ليلة على اسطنبول، وقال رئيس الحكومة التركية«إن اسرائيل تعرف كيف تقتل البشر وهذه هي سياستها».. مضيفا «أنه من المحزن جدا ان يصفق اشخاص لموت الكثيرين واعتقد انهم مخطئون بالتصفيق لاعمال قتلت اطفالا»..بسبب تصفيق الحضور لبيريز بعد مداخلته.وقال أردوغان خلال الجلسة على مقاطعة بيريز له بقوله»إنك تتحدث بصوت عال أكثر من اللازم ويبدو أن هذا هو سلوك الاسرائيليين الذين يعيشون ظروفا نفسية صعبة لشعورهم بفداحة ما ارتكبوا من أخطاء وآثام بقتل المئات من الأطفال والنساء فى غزة».وحاول اردوغان الرد على بيريز لكن الصحفي الذي كان يدير حلقة النقاش قاطعه عدة مرات فما كان منه الا ان انسحب من منتدى دافوس غاضبا. وكان يشارك في النقاش الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.وقال اردوغان غاضبا «اظن انني لن اعود الى دافوس مجددا لانكم لا تسمحون لي بالكلام. الرئيس (بيريز) تحدث مدة 25 دقيقة ولم احصل على نصف هذا الوقت حتى».وقال اردوغان للصحفيين لدى عودته فجر امس الى تركيا ان بيريز «اسف للحادث» لاحقا خلال مكالمة هاتفية بينهما.

بدورهم لفت معلقون الانتباه إلى سكوت الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى على أقوال بيريز وعدم خروجه من القاعة وجلوسه في مقعده بإشارة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وتساءلوا: لماذا هذا التعصب التركي في دعم “حماس” في الوقت الذي تتجاهل الجامعة العربية الشعب الفلسطيني.

أردوغان أوضح في مؤتمر صحافي في مطار استنبول بعد أن تبادل أطراف الحديث مع مستقبليه “شعبنا ينتظر نفس رد الفعل من أي رئيس لوزراء تركيا. “القضية قضية تقدير لبلادي ومكانتها لذلك كان من الواجب أن يكون رد فعلي واضحا. لم أكن لأسمح لأحد بتسميم هذه المكانة خاصة كرامة بلادي”، وفي حديثه للجماهير، كرر أردوغان موقفه العنيف ضد بيريز، وقال إنه رد عليه بالأسلوب الذي استحقه. ولكن أردوغان أكد أنه لن يسمح لمنتقديه بوضعه في خانة أعداء السامية وشدد “أنا ضد معاداة السامية”. وأكد أنه لم يقع في خطأ دبلوماسي بسبب مغادرته لدافوس وقال إن بلاده تنتقد استخدام الدبابات وقتل الأطفال في غزة وأكد أن من يكتفي فقط بمشاهدة الأعمال الشنيعة يصبح مدانا أيضا. وقال إنه تعرض كرئيس وزراء لمعاملة عديمة الاحترام خلال المنتدى وأضاف:”لن نسمح بهذا الأمر”. وأضاف “لقد بدأت مرحلة جديدة فتركيا ليست أي دولة..تركيا دولة كبيرة ومهمة ويمكن لمن يطالع التاريخ إدراك ذلك”.

على الصعيد العربي، أشادت «حماس» بالموقف الذي اتخذه أردوغان. وقال المتحدث باسمها، فوزي برهوم، إن حركته تشيد «بالمواقف النبيلة التركية، رئاسةً وحكومةً وشعباً الذين أبدوا تضامناً حقيقياً وفاعلاً مع أهلنا وشعبنا ومع قضيتنا العادلة». ورأى أن انسحاب أردوغان «انتصار لضحايا مدرسة الفاخورة ولآلاف الجرحى والشهداء وضحايا هذه المحرقة الصهيونية، وانتصار لعدالة القضية الفلسطينية».

كما شهدت المخيمات الفلسطينية في غزّة مسيرات عقب صلاة الجمعة تأييداً لأردوغان، حمل خلالها المشاركون الأعلام التركية. وفي مخيم جباليا، رأى خطيب صلاة الجمعة جلال بن يوسف شريفي أن أردوغان «رفع رأس الأمة الإسلامية».

بدوره أعرب بيريز، في وقتٍ لاحق، عن أمله في ألّا تتأثر علاقات إسرائيل مع تركيا بالمشاحنة الساخنة بينه وبين أردوغان. وقال «لا أرى في ما حدث مسألة شخصية أو وطنية. العلاقات يمكن أن تبقى كما هي. احترامي له لم يتغير…»، معرباً عن أمله في أن «تواصل تركيا دورها كقوة معتدلة في الشرق الأوسط»، وفي مقابلة مع موقع «يديعوت أحرونوت»، برّر بيريز غضبه خلال كلمته في مؤتمر دافوس بأنه «لا يستطيع أن يكون شخصاً آخر، ينبغي أن أدافع عن دولة إسرائيل ولا أستطيع أن أترك المنصة للأكاذيب». ورأى أنّ «هناك حدوداً لما يمكن أن أتحمله وأسمعه». كما برر لغته الهجومية بالقول «ضبطنا أنفسنا مراراً وتكراراً، ولكن آن أوان الرد على الإرهاب».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى