المــجازر الإسـرائيليـة فـي غـزة مخطط لهـا مسبقاً ونفذت عمداً
تحدثت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية في عددها الصادر اليوم عن طبيعة الدمار الذي ألحقه القصف الإسرائيلي بالبنى التحتية لقطاع غزة والعدد الهائل من المدنيين الفلسطينيين الذين استشهدوا في القطاع.
ونقلت الصحيفة عن مراسلها تيم بوتشر الذي كان من بين الصحفيين الذين سمحت إسرائيل بدخولهم إلى القطاع بعد انتهاء العمليات قوله في تقرير له انه من الحماقة قصف مبنى البرلمان الذي يرمز للديمقراطية وليس لسلطة حزب معين وكذلك تدمير مسجد قرب مشفى الشفاء رغم علم الإسرائيليين بمدى الرعب الذي سيسببه للمرضى في المشفى والأضرار الجانبية التي ستلحق بأبنيته.
وأكد المراسل في تقريره ان الجنود الإسرائيليين ارتكبوا ما يمكن وصفه بمجازر مخطط لها بعناية فائقة ودمروا البيوت والمزارع والسيارات والممتلكات التابعة للمدنيين الفلسطينيين في غزة عن سابق تصور وتصميم.
وبشأن فداحة عدد الضحايا بين المدنيين قال بوتشر إن الإسرائيليين اتبعوا سياسة اطلق الرصاص اولا ثم اطلق الرصاص ثانية وبعدها اطرح الاسئلة اذا شئت.
بدوره تناول مارك ستيل المعلق السياسي المعروف شكاوى إسرائيل ومخاوف بعض الدول من اسلحة حركة حماس بأسلوبه الساخر في عمود كتبه في صحيفة اندبندنت قائلا ان إسرائيل قصرت في شراء بعض من هذه الصواريخ وأهدرت اموالها بدلا من ذلك في شراء الطائرات والسفن الحربية وسواها ونظرا لأن ميزانيتها العسكرية تبلغ 2.7 مليار دولار اضافة الى 2.2 مليار دولار كمساعدات عسكرية من الولايات المتحدة فقد كان بوسعها بدلا من شراء تلك المعدات المكلفة ان توفر الكثير وتشتري مجموعة من البنوك في كل دول العالم.
وأضاف ستيل في مقاله الساخر ان مقايضة إسرائيل بعض طائراتها ومروحياتها الهجومية قابل بعض صواريخ حماس كفيل بوضع حد لميزة التفوق لعسكري التي امتلكها حماس مقابل إسرائيل التي تتسلم أسلحتها من أماكن فوق الأرض ماعدا عندما يتعلق الأمر ببناء ترسانة نووية على نحو سري وفي خرق للمعاهدات الدولية.
وعبر ستيل في ختام مقاله عن الأمل في حدوث تغييرات جدية بدأت ملامحها في التظاهرات الشعبية الكبيرة وغير المسبوقة في أنحاء العالم تأييدا للفلسطينيين وفي اعتراف جهات كالأمم المتحدة وجورنال ستريت بارتكاب إسرائيل لجرائم حرب وفي التغيير الكبير الذي طرأ على الرأي العام في أمريكا حيث كشف استطلاع للرأي عن معارضة 60 بالمئة من الامريكيين للقصف الإسرائيلي لغزة وأن هذا التغيير وصل إلى نقطة اضطرت دبلوماسيا إسرائيليا للاعتراف بأن قصف المدنيين ألحق ضررا بالغا بإسرائيل. بدورها نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية الصادرة اليوم رواية أب فلسطيني عن تفاصيل استشهاد ابنتيه امام عينيه بعد أن اطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار عليهما عمدا.
ونقل مراسل الصحيفة عن خالد عبد ربه كيف أن جنديا إسرائيليا فتح النار من بندقيته على اطفال العائلة الذين كانوا يغادرون المنزل تنفيذا لأوامر الجنود بعد مطالبتهم بإخلائه.
وقال الاب ان دبابة إسرائيلية تمركزت أمام منزله في السابع من الشهر الحالي وامره جنودها بمغادرة المنزل عبر مكبر صوت واستجابت العائلة وعندها خرج أحد الجنود من الدبابة وأخذ باطلاق الرصاص على الأطفال وعلى الجدة ايضا بشكل متعمد.
وطالب الأب المفجوع الصليب الأحمر والمنظمات الدولية مساءلة إسرائيل على هذه الجريمة وعلى جرائمها الوحشية في غزة.