سياسية

هل سرقت مصانع حلب ودمرت مساجدها من أجل تغيير النظام؟

أكد سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية أن ما يجري في سورية هو ضريبة احتضانها ودعمها للمقاومة وللقضية الفلسطينية ولحقوق الفلسطينيين محذرا “من أن العالم الإسلامي هو على مفترق طرق نفقد فيه بلداننا الإسلامية بلدا بعد بلد وقطرا بعد قطر”.
ولفت سماحة المفتي في كلمة له باسم الوفود العربية والإسلامية خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية في طهران اليوم إلى أن هدف الأحداث في سورية ليس "تغيير نظام" كما يدعون بل تدمير بلد احتضن المقاومة ودعمها وضحى بالكثير من أجلها.
وقال "نعم هذا ما يحدث في سورية وخصوصا حينما أسمع حقوق الشعب السوري هذه الكلمة هي قميص عثمان وقميص يوسف هم أرادوا تحرير العراق من صدام فماذا فعلوا به".
وتساءل سماحة المفتي قائلا "هل سرقت مصانع حلب ودمرت مساجدها من أجل تغيير النظام.. وهل النظام يبدل بتدمير المساجد وسرقة المعامل.. وهل الباتريوت ضد النظام في سورية أم ضد صواريخ المقاومة" داعيا كل المسلمين لإعادة النظر في كل هذه الادعاءات الواهية.
وأضاف "أن سورية لم تهدد تركيا يوما وهي احتضنت المقاومة منذ أكثر من 40 عاما وهي تدفع من دم أبنائها لإخوتهم في فلسطين فإذا أردنا تغيير النظام فهل نقتل الشعب السوري ونهجره ونسلح السوريين على بعضهم ونمزقهم طوائف ومذاهب عبر أكثر من 40 فضائية مهمتها تمزيق العالم الإسلامي".
وقال سماحة المفتي "إن الرئيس بشار الأسد مستعد اليوم أن يمشي من الرئاسة إذا أراد الشعب السوري ذلك ولكنه يعلم أن القضية ليس قضية رئاسة فرؤساء دول أخرى ذهبوا فيما دولهم تشهد اليوم فقرا وتمزيقا وضعفا".
ولفت سماحة المفتي إلى أن القيادة السورية مدت يدها للمعارضة من أجل الحوار والتي رفضت لغة الحوار ورفضت الحوار في إيران وذهبت إلى عواصم الغرب الاستعماري لندن وباريس متمنيا أن يكون هذا المؤتمر في دمشق أو حلب ليرى العالم بأم العين ماذا فعلوا بالشعب السوري وقال "لقد ذبحوا المسلمين تحت راية المسلمين".
وأوضح سماحة المفتي أن العالم الإسلامي يمر على مفترق طرق يخسر فيه بعض دوله مبينا أن الغرب يعمل ليلا ونهارا لتمزيق العالم الإسلامي وهو ما يفعله في الصومال والسودان وأفغانستان وتونس وليبيا ومصر وسورية.. وقال "أرادوا إزالة الحكام فزال الحكام فماذا يحدث الآن.. أتذكرون العراق زهر الأمة الإسلامية وماذا فعل بالعراق 100 دولة جاءت لتحرره من رجل فمزقته طوائف وجعلت أبناءه يقتلون أبناءه ودمع قلبى اليوم يسيل على الفلوجة والأنبار والموصل وكركوك والبصرة وبغداد".
وأكد سماحة المفتي أن مقاطعة الغرب لإيران ليس سببها القضية النووية الإيرانية بل قضية دعم طهران لفلسطين وقضيتها وللمقاومة ولشعبها وقال "لو تخلت إيران عن الإسلام وعن المقاومة وتركت فلسطين لبنوا لها مفاعلات نووية هدية من عندهم.. نعم إن الحصار على إيران هو من أجل دعمها لفلسطين ولأنها تقول إن اقتصادها للمستضعفين في الأرض ولانها تمد يدها للتصنيع" مشيرا إلى أن "مليارا ونصف المليار من المسلمين في العالم هم شيعة في الولاء وسنة في الاقتداء".
ونبه سماحة المفتي العالم الإسلامي بضرورة اليقظة والعودة إلى تعاليم نبي الله الذي يقول "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" داعيا إلى انشاء اتحاد علماء المقاومة والتقريب لدعم اتحاد علماء المسلمين وليعود للاصلاح بين المسلمين لا للتخاصم بينهم وقال "ليكن اتحادنا اتحاد تقريب ومقاومة لا استسلام فلا نرضى أبدا أن نذهب إلى القدس لنصلي ركعتين في ظل علم إسرائيلي ولا نرضى تقسيم القدس ولو بقى منا رجل واحد على وجه الأرض".
وسأل سماحة المفتي في ختام كلمته الله تعالى ان يأتي بالفرج القريب لكل أزمات الأمة الاسلامية جمعاء وقال "فلنتحمل الحصار فالفرج قادم من عند الله وإلى اخوتي في سورية أقول طريقكم محفوف بدعاء رسول الله لا يظهر منافقوها على مؤمنيها اللهم بارك لنا في شامنا".
وسيبحث المؤتمر الذي يستمر يومين سبل تسوية الازمات في العالم الإسلامي وبينها الازمة في سورية ويناقش تجريم كل اساءة للمذاهب والمقدسات الإسلامية وامكانية انشاء اتحاد علماء المقاومة والتقريب، كما يبحث فى الاساءة للإسلام والتقريب بين المذاهب الدينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى